قبل إنفراط العقد

يعيش المواطن فى وطنه وفقاً لعقد إجتماعى يربطه بباقى المواطنين بحيث يضمن “الوطن” أمنه وأمن أسرته وممتلكاته دون أن يضطر هو للدفاع عنها بنفسه . فالعقد الإجتماعى هو إتفاق مجموعة من “الأفراد” فيما بينهم لتكوين “مجتمع” بناءً على قاعدة الفائدة المتبادلة وتجنب الأضرار، مقابل إستسلام الفرد لإرادة الجماعة التى توكل أمر إدارتها لبعض أفرادها “الحكومة” والتى يضبط “الدستور” عملها وينظم علاقتها بالمواطنين وعلاقاتهم ببعضهم البعض.

ففى البدء كانت الأسرة هى وحدة الحياة الإنسانية التى تواجه وحدها مخاطر الطبيعة والآخرين .وكان الرجل يعيش مع إمرأته وأطفاله الذين يتركهم كل يوم للذهاب للصيد أو الرعى بينما هو قلق وغير شاعر بالأمان خوفاً من جيرانه ، فقد يعود ليجد زوجته مذبوحة او مغتصبة أو ليجد منزله محترق أو أطفاله مقتولين أومخزونه من المئون قد تم نهبه . فقد كان هو الصياد والطبيب والخازن والشرطى والمحارب والقاضى وصانع الأدوات ….إلخ ، وكانت مهمة حماية نفسه وأسرته تنصب على رأسه وحده فقد كان شعار هذه العصور الهمجية هو ” حقى بدراعى “. ولم يكن هناك قانون سوى قانون البقاء الاقوى الذى يسود الحيوانات.

فتعب مما هو فيه وفكر لماذا يجب عليه ان يعيش هكذا فى رعب دائم ، فإقترب من جيرانه عارضاً عليهم التعاون للعيش فى سلام فرحبوا بفكرته –  فقد كانوا هم أيضاً يخشونه – وهكذا ووفقاً لهذا العقد الإجتماعى البدائى ،  كان  الرجال يذهبون للصيد أو الرعى وهم مطمئنين على بيوتهم وزوجاتهم وخزين مؤنهم فقد تركوا ورائهم جزء آخر من الرجال ليحرسها .

وبشكل تدريجى إقتربت العائلات المتناثرة للإقامة بجوار بعضها البعض لتسهيل مهمة القائمين بالحماية ، وتطورت العلاقات بينهم ، فنشأ المجتمع الذى يقوم على التعاون والإعتماد المشترك بين الرجال وبعضهم والنساء وبعضهن ، ومع مرور الزمن ظهرت المهن والتخصصات فهذا صياد وهذا مزارع وهذا حداد وهذا طبيب والآخر محارب للدفاع عن القبيلة ، وظهرت فكرة المقايضة لبيع ثمرة الجهد بين الأفراد.

وبمرور الزمن نمت القبائل ، ووجدت بعض القبائل أنها أكبر وأقوى من غيرها فأغرتها قوتها بالإغارة على القبائل المجاورة الأصغر ونهبها وحرق بيوتها ، وبعد أزمنة من المعاناة فكر قادة القبائل فى السلام المتبادل بنفس الكيفية التى تكونت بها القبيلة ، فظهرت الإمارت والمقاطعات التى تضم شعوب عدة قبائل تعيش فى إقليم معين وفقاً لعقد إجتماعى يضمن التعايش والأمان ثم إندمجت الأقاليم والإمارت فى دول ، وظهرت الدولة الوطن بنفس الكيفية .

وحتى بعض الدول المستقلة إندمجت فى دول إتحادية كبرى (كالولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتى السابق والإتحاد الأوربى ) لتحصيل المزيد من الرخاء والأمان والقوة فى مواجهة الآخرين .

وللوطن ثلاثة ركائز أساسية يقوم عليها هى :

الأمان : فهذا هو السبب الأساسى الذى إجتمع الأفراد من أجله إلى جوار بعضهم البعض ، وهو الركيزة الاولى لفكرة الوطن ، أياً كان حجم هذا الوطن أو شكله أو نظام حكمه. بل تطور شكل الامن فأصبح هناك من يصون الأمن داخل الوطن (الشرطة) وهناك من يصون أمن الوطن تجاه الخارج (الجيش) ثم نشأت الأفرع والتخصصات داخل كل منهما.

المساواة : وهى أن يخضع كل فرد لنفس القوانين التى يخضع لها غيره ، لأن جميع الناس خلقوا متساوين، مع ضمان تكافؤ الفرص لأن المواطنين مماثلين لبعضهم البعض فى الحقوق والواجبات ولا تفرقة بينهم سواء على أساس الجنس أو الدين او الإقليم أو الطبقة الإجتماعية ، فكل واحد منهم يحتاج للآخرين لكى يستطيع الحياة.

العدالة : العدل أساس الملك كما تقول الحكمة ، فلا يمكن ان يعتدى أحد من افراد المجتمع على الآخر أو يظلمه ويتركه باقى أفراد الوطن دون عقاب رادع ، لأن ضياع الحقوق يؤدى لتفكك كيان الوطن نفسه وزواله. وكما يقول الكاتب المغربى عزيز العرباوى : فإن غياب العدالة يدفع أفراد المجتمع  إلى البحث عن سبل أخرى للحفاظ على حقوقهم كالالتجاء إلى الخارج مثلاً أو طرق باب منظمات حقوقية وطنية ودولية لحمايتهم من انتفاء العدالة في مجتمعهم.

وهذه الركائز الثلاثة هى بمثابة الحقوق الأساسية للمواطن والتى يمنح مقابلها لمجتمه الخضوع والولاء والضرائب .

ومع كل ما يحدث للأقباط فى مصر من غياب للأمان منذ السبعينات بالقتل المستمر لهم على الهوية والإعتداءات والهجمات المتكررة (المتزايدة) عليهم ، والعقاب الجماعى ضدهم من الأغلبية مع تواطئ رجال الأمن مع المعتدين وإمتناعهم عن ممارسة واجبهم فى حماية الأقباط ، وما ولده ذلك لديهم من خوف ورعب دائمين مما قد يحمله الغد من مخاطر على نسائهم وأطفالهم وممتلكاتهم . بالإضافة للرعب من خطف البنات وإغتصابهن وإجبارهن على الإسلام.

وغياب المساوة فى تطبيق القانون بين الأقباط والمسلمين ، وشيوع المعايير المزدوجة فى التوظف وبناء وترميم دور العبادة والتحول الدينى وكل ما يتعلق بالاقباط فى جميع المجالات .

بالإضافة لغياب العدالة بترك كل من يعتدى على الأقباط حراً طليقاً بدون أى عقاب رادع سواء كان هذا الإعتداء فردى او جماعى. فالإعتداء الفردى يترك مرتكبه دون عقاب حتى ولوكان قاتل وتحميه السلطة ولو بالإدعاء انه مختل عقلياً لتهربه من العقاب !! أما الإعتداء الجماعى الذى لا يمكن للسلطة بالطبع ان توصف مرتكبيه جميعاً بالخلل العقلى !! فإنها تعتقل المجنى عليهم الأقباط وتجبرهم عى التنازل عن حقوقهم والتصالح مع قتلة اهلهم وهاتكى أعراض بناتهم وسارقى أموالهم. كما أن إزدواج المعايير الفاضح بين القبطى والمسلم أصبح هو القاعدة فى كل شئ فى مصر اليوم.

كل ذلك يعنى شئ واحد هو أن العقد الإجتماعى الذى يربط الاقباط بالمجتمع لم يعد له وجود ،  فلا امن ولا مساواة ولا عدالة ، وهذه هى الرسالة التى يبعثها الإسلاميين فى الحكومة والشارع كل يوم للأقباط لدفعهم للهجرة .

فإلى متى سيظل الأقباط وشرفاء المسلمين صامتين على ما يحدث فى مصر منذ إنقلاب يوليو 52 ؟؟

كما تعلمنا من تاريخ كل الأمم التى إنهارت فإن تدمير الأقباط وإفقارهم وتهجيرهم لن يكون إلا إنفراط أولى حبات العقد … وسيتبعه تفكك باقى الحبات وإنفصالها عن بعضها البعض بسرعة لا يتخيلها أحد ، ونتيجته الأكيدة هى فناء العقد نفسه من الوجود …

سلامة عِقد الوطن من سلامة العَقد الإجتماعى الذى يربط أبنائه..

فهل سيظل عقلاء الوطن صامتين حتى يأتى يوم لا ينفع فيه الكلام !!؟؟

الهم بلغت .. الهم فإشهد

أحداث الباجور فى الاعتداء على الاقباط تعيد الذكرى الأليمة لإحداث الهجمات على كنائس الإسكندرية فى 2006 !

متابعة وتحقيق : نادر شكرى – الاقباط الاحرار

شيعت يوم الخميس الماضى جنازة القتيل القبطى بالباجور وسط استنكار وإدانه لحادث الاعتداء على الأقباط الذى أسفر عن مقتل عبده جورجى وإصابة اثنين آخرين حيث أقيمت مراسم التشيع من داخل كنيسة مارجرجس بالباجور بحضور نيافة الانبا بنيامين أسقف المنوفية ولفيف من كهنة الابراشية واسر الضحايا والآلاف من الأقباط حيث كثف الأمن من تواجده حول جموع الأقباط الغاضبين الذين خرجوا بمسيرة ضخمة عقب انتهاء صلاة التجنيز يحملون جثمان القتيل ويتقدمهم كهنة الابراشية وهم يحملون لافتات الإدانة لهذه الحادث الغشيم ويطالبون بالقصاص السريع ومناشدة الرئيس مبارك بتوفير الحماية الآمنة للأقباط ضد غارات التعصب والعنف المستهدف ضدهم فى ظل تقاعس الامن عن حمايتهم وشهدت المسيرة التى سارت بشوارع الباجور لمدة الربع ساعة داخل حصار امنى صرخات وبكاء مرير ومخاوف من تكرار الحادث فى ظل غياب الأسباب والدوافع المعروفة وراء هذا الحادث والتى أرجعها البعض الى ثمار المناخ الديني المتعصب الذى استهدف أقباط وممتلكاتهم وكنائسهم خلال الشهور الماضية بشكل غير مسبوق .

menofiya3

ذهبنا الى مركزالباجور بمحافظة المنوفية الذى يبعد عن القاهرة 80كم للوقوف على الأحداث والحقائق وكشف مأساة الأقباط بعد حالة الذعر التى إصابتهم من جراء هذا الحادث الأليم الذى أعاد الذكرى للهجوم على الكنائس بالإسكندرية فى جمعة ختام الصوم عام 2006 .

وصلنا حيث كان التجمهر أمام مستشفى الباجور العام لليوم لثانى فى انتظار وصول الطب الشرعى للتصريح بدفن الجثه حيث قام الجهاز الامنى بمنعنا وزملاء من الصحفيين الدخول الى ساحة المستشفى بحجة ضرورة الحصول على تصريح أمنى للتغطية وبعد مشادات قمنا بالدخول لساحة المستشفى من الجهة الخلفية للمستشفى وسط الزراعات حيث كان اسر الضحايا وكهنة الكنيسة يجلسون على أرصفة المستشفى وتسودهم حالة من الاستياء الشديد لتأخر الطب الشرعى فى الوصول لما يزيد عن 30 ساعه من وقوع الحادث وتأخر دفن الجثة وعدم توجه اى مسئول رسمي أو شعبي لمواساتهم او مساعدتهم جعلت الأقباط يشعرون بغضب لإهمالهم بهذه الطريقة رغم بشاعة الحادث وبدأنا الحديث مع الضحايا وشهود العيان حول تفاصيل الواقعة …

تبدأ وقائع الاحداث كما يرويها القمص اسطفانوس سمير وكيل مطرانية المنوفية الى صباح يوم الأربعاء الماضي عندما قام شخص مسلم متطرف ويشتهر باسم ” اسامه البوهيجى ” بالهجوم على ثلاثة أقباط فى مناطق متباعدة حيث قام بمهاجمة عبده جورجى ” 63 عاما ” امام متجره بشارع بنها باستخدام سكين طولها 40 سم حيث قام بتوجيه تسع طعنات أمام المارة وسط صرخات وأهات العجوز الذى زحف بعرض الشارع وهو يتلقى الطعنات والضربات فوق رأسه وجسمه حتى خرجت أحشائه وقام المتطرف بقطع رأسة من الشمال الى اليمين ليمتلئ الشارع بدماء الرجل البريء الذي لقي مصرعه فى الحال وسط ذهول المارة الذين لم يتحرك احد ساكنا ليعترضه ، ثم يستقل الشخص دراجة بخارية ويحمل السكين فى يده ليتوجه الى قرية بهناى التى تبعد 12 كم عن الباجور ويقتحم محل للأحذية يملكه القبطى أديب مسيحه ” 40 عاما ” ويوجه له عدة طعنات فى الرئة والرأس ويتم نقله الى المستشفى شبين الكوم الجامعى ليجرئ ثلاثة عمليات خطيرة ، وبعدها يستقل الجانى دراجته ليسير مسافة 7كم ليصل الى قرية ميت عفيف حيث كان محل للحدادة خارج القرية يملكه القبطى هانى برسوم ليوجه له طعنة فى الظهر اسفل الرقبة وكاد يستمر فى ذبحه لولا تدخل صبى داخل الورشه الذى قام برفع عمود حديدى ضده دافعه للهرب امام عيون المارة دون ان يعترضه أحد ليستقل سيارة ميكروباص يهرب بها الى القناطر الخيرية حتى تم القبض عليه فى اليوم الثانى عقب تشيع الجنازة وبعد ارتفاع أصوات المطالب للقبض عليه ..

التقينا ب ” جورج عبده جورجى ” ” 35 عاما ” ابن الضحية حيث كان الحزن يغطيه وتسيطر عليه صدمه من جراء ما حدث الذى لم يصدقه حتى وقت دفن الجثمان تحدث إلينا قائلا ” والدى يبلغ من العمر 63 عاما وهو ا بى ولشقيقه اخرى ولديه محل لفرش السيارات “سروجى ” ويعيش معنا فى نفس المنزل المتعدد الطوابق الذى يجمعنا ويتميز بطيبة القلب وحب الجميع مسلمون وأقباط وفى هذا اليوم قام بفتح محله واخرج خرطوم المياه للرش أمام المحل فى التاسعة ونصف صباحا ، وفجاءة جاء هذا الشخص يحمل السكين وقام بضربة فوق الرأس حاول والدى الهروب ويزحف بعرض الشارع وخلفه الشخص يلقنه ضربات وطعنات فى الجسم حتى خرجت أحشائه ثم قام بذبحه بفصل جزئى للرقبة وبعدها قام بغسل سكينه بخرطوم المياه الذى كان يستخدمه والدي وهرب بدراجته أمام عيون المارة التى وقفت مشاهدة .

ونفى جورج ما صدر عن الدخلية بان الحادث ناتج عن خلافات مادية حيث أن هذا الشخص يعمل ” بوهيجى ” ولا يوجد له اى تعامل باى نوع مع والدي وان ما نشر هو تضليل للعقول واذا كان خلافه مع والدي مادي فما علاقة الاثنين الآخرين الذين تعدى عليهما دون اى صله ترتبط بهما معه او ومع والدي مشيرا الى استياء جيرانه من المسلمين لهذا الحادث وإدانتهم للجريمة اثناء تلقيه التعازي

كانت وزارة الداخلية أصدرت بيانا عقب الحادث مباشرة وزع على الصحف وقبل إجراء اى تحقيق او القبض على الجانى صرحت فيه ان الحادث وقع نتيجة مشاجرة بسبب خلافات مادية ونشر الأهرام المسائي فى عدده الخميس الماضي معلومات مغلوطة حيث اشار فى عنوانه عن مقتل قبطى صاحب معرض سيارات ووالديه ” ونسب للخبر أسماء الضحية بشكل خطأ وغير صحيح وارجع الحادث لخلافات مادية بين الجاني جعلته ينتقم من القتيل وأبناء وهذا ما أدى لاستياء أقباط الباجور حيث ان الضحيتين الآخرين ليس لهما اى علاقة او صلة قرابة مع عبده جورجى المتوفى …وكانت قوات الشرطة ألقت القبض على الجانى فى اليوم الثانى من هروبه .

وقال القمص بسادة غطاس كاهن كنيسة بهناى الذي وقع بها لحادث الثانى أن أديب مسيحه لدية والدين ماركو وبيتر ويعمل موظف بجوار عمله فى ورشة أحذية وليس له اى خلافات مع هذا المجرم او اى علاقة تربطهما وكان صباح الأربعاء بمفرده داخل ورشته التى تقع فى مدخل القرية ببنهاى حيث اقتحم الجاني محله وقام بطعنه فى الصدر والرأس وإصابة فى اليد وسوف ينتج عن ذلك استكمال حياته مشوها واجري اكثر من عملية جراحية وحالته مستقرة ألان وأشار ان الحادث سبب حالة من الذعر حيث قام الأقباط بغلق متاجرهم بالقرية عقب الحادث لاسيما ان القبض على الجانى استغرق يومين مشيرا أن هناك تقاعس أمنى واضح جعلت من هذا القاتل يجول ويصول يحمل سكينه ويذبح ويطعن دون ان يتحرك علما ان جريمته استغرقت أكثر من الساعة ونصف حتى هروبه او اعترضه دفع الناس للتخوف والتساؤل اين الامان بعد ذلك ؟ وبالاتصال مسيحه بولس والد أديب الضحية الثانية أكد ما قاله القمص بساده واتفق معه .

قال هانى برسوم الضحية الثالثة انه أثناء تواجده بمحلة فى العاشرة والنصف صباحا فوجىء باسامة البوهجى يدخل عليه واسرعه بتوجية ضربة بسكين اسفل الرقبة وفاسرع هانى الهروب منه بالشارع وانقذه وجود شخص قام باعتراضه بالة حاد فر خلالها الجانى ونقل الى المستشفى للعلاج واشار انه لا توجد اى علاقة او معاملات تجارية مع هذا الشخص الذى لا يعرف الاسباب وراء قيامه بهذه الجريمه .

وفى تصريحاتهم عن الحادث قال كل من اشرف ادوارد وعزيز عريان محامين الكنيسة أن نيابة الباجور تباشر التحقيق برئاسة مؤمن محسب فى الأحداث المؤسفة حيث استمعت الى ثلاثة شهود من المسلمين بشارع بنها حيث مقتل عبده جورجى يونان حيث إدلاء الشهود ببشاعة الجريمة التى ارتكبها الجانى بتوجيه طعنات للضحية بعرض الشارع ذهابا وإيابا والضحية تستنجد بصراخ من الأم والآهات وقال الشهود ان ذهول الحادث إصابتهم بالعجز عن التحرك وقال أخر انه عندما حاول التحرك هدده الجانى بالقتل واشار المحامين ان قسم الشرطه يبعد عن موقع الجريمه ب 500 متر وبالرغم ذلك لم يتحرك سوى بعد أكثر من نصف ساعه حيث ارتكب الأمن أخطاء قانونية فادحة عندما قام برفع جثة الضحية من الشارع دون تصويرها أو قيام النيابة بالمعانية مما ادى الى طمس معالم الجريمة حيث لم تقوم الشرطه بغلق الشارع بل تجدد نشاط حركة المرور عقب رفع الجثة وعندما وصلت النيابة للمعاينة كانت الساعة الثالثة بعد الظهر لم تجد اثار للإدالة وانتقدا كل منهم التقاعس الامنى فى التحرك التى دفعت الجانى يقوم بجرائمه من الساعة التاسعة ونصف الى الحادية عشر صباحا دون اى اعتراض حيث ان الجاني يتمتع بقوة عقلية سليمة وارتكب جرائمه عن قصد وتعمد حيث ان الشخص معروف وينتمى لقرية ميت عفيف ويعيش بعيد عن أخوته بعد الطلاق من زوجته وكان يعمل سائق ثم العمل فى دوكو السيارات وأشارا أن الشرطة لم تلقى اى القبض على اى من اسرته للاستجواب او القبض على صاحب الدراجة البخارية التى كان باستخدامها لتنفيذ جريمته

واستمعت النيابه لأقوال الجاني الشهير بأسامة البوهيجى حيث تم عرضه مساء الخميس وسط حراسة مشدده حيث اعترف الجانى بجريمته ولكنه عاد بعد ذلك ليحاول التظاهر والادعاء بعدم الوعى وذهب يماطل مع النيابة بعد اعترافه ويقول تارة أنه معه ” شهادة معاملة أطفال “وتارة اخرى يقول ” أصلى انا عندي صداع وعايز قهوة وتارة شغلوا المروحه وإشكال لمحاولة إثبات انه فى حالة غير طبيعة حيث استمر التحقيق معه لمدة خمسة ساعات عانى معه وكيل النيابة الذى قرر حبسة اربعة ايام على ذمة التحقيق وتحويله للكشف الطبى للتأكد من قواه العقلية !

عاد ليؤكد القمص اسطفانوس سمير أن الحادث طائفي انتقامي ناتج عن مناخ متطرف وإباحة لدماء الأقباط ورفض التصريحات الامنية بنشر تضليل اعلامى بإرجاع الحادث لخلافات مادية حيث انه لا يوجد اى تعاملات للجاني مع الضحايا الثلاثة وأشار أنه اثناء تلقى خبر الحادثة بمكتب السيد محافظ المنوفية فى الواحدة والنصف عندما اتصل به السيد مدير الامن واخبره ان الحاث مشاجرة ناتج عن خلافات ومن الغريب انه فسر الحادث قبل اى تحقيق او القبض على الجانى فقلت للسيد المحافظ ” ان الأمن مستعد دائما لتوصيف مسبق ومجهز الإعداد لاى أحداث قبل اى تحقيق وطلبت منه ضرورة احترام عقول السامعين ومشاعرهم لان الجاني قام بجريمته امام الجميع بشكل انتقامي شرس وعن وعى وليس طائش وفصل رأس الرجل ولا توجد اى علاقة بين الثلاثة ضحايا حيث احدهم سروجى سيارات واخر ورشة احذية والثالث حداد فضلا ان القتيل يعمل بمحلة منذ 25 عاما ويتمتع بحسن الأخلاق والمجاملة والحب .

أضاف القمص اسطفانوس أن الشيء المؤلم الأخر عدم احترام مشاعر الضحايا وهم يجلسون على أرصفة الشارع انتظارا للتصريح بدفن الجثة لاكثر من 30 ساعه لم يقوم خلاله مسئول بالتحرك للمواساة او اى مندوب عن د. كمال الشاذلي بل يحاول الامن تكميم الأفواه ومنع الصحفيين من التحدث معهم مشيرا أن الحادث هو الاول من نوعه يحدث بالباجور ولكنه أدى الى ذهول الأقباط لان الشخص قتل لانه مسيحي لاسيما أن الأقباط بالباجور يبلغون 250 اسرة ولم يتعدى احد من قبل على اى مسلم واعتبر ما يحدث هو إهدار للكرامة وإباحة الدماء فى ظل تقاعس امنى وإذا تم مقارنة الحادث بمقتل مسلم بكفر بربري بميت غمر إثناء مشاجرة مع مسلم نرى أن الأقباط دفعوا الثمن بتهجيرهم ورفض أسرة الجاني الصلح الا بعد إعدام المسيحي وهو تدخل واضح فى اعمال القضاء بعكس الأقباط الذين دائما يقتل منهم الكثير ويعتدى عليهم ويتصالحون بكل حب من اجل السلام وتسال لماذا فى جميع الأحداث الطائفية دائما ما يقتل القبطى ؟ولماذا دائما هو الذى يقبل الصلح ؟ ولماذا لم يصدر اى حكم قضائي واحد ضد اى من الجناة فى جرائم ارتكبت فى حق الأقباط ؟.

أصاب الحادث المؤلم الجميع بآثار الألم وذهب المسلمون يستنكرون الحادث أثناء تأديتهم لواجب العزاء والتقينا بعضهم حيث قال سمير محمد عباس أن مقتل عبده جورجى أصابنا بحسرة لان الرجل يتمتع بالحب والتسامح ودائما ما كان يقف بجوار المحتاجين حيث أننى كنت اعانى ذات مرة محنة بسبب دين لبنك التنمية والائتمان الزراعي ووقف بجواري عبده جورجى وقام بجمع مبلغ من المال وساهم فيه بعض الكهنة وتم تسديد دينى ، والشخص يتمتع بحب وخفة الروح ولا توجد معه اى خلافات او علاقة بالجاني حتى يفعل هذه الجريمة التى ضد الإنسانية .

كان أقباط الباجور تجمهروا داخل كنيسة مارجرجس ليلة وقوع الحادث للمطالبة بالقصاص وشهدت جنازة تشيع جثمان الضحية مشاعر الغضب الرافضة للحادث حيث سار الأقباط يحملون النعش داخل شوارع الباجور يتقدمهم كهنة الكنيسة ويرفع المشيعون لافتان منها تقول ” لا للتعصب لا للارهاب ” ، ” نطالب بالقضاء العادل ” ، أوقفوا مهزلة التعدي على الأقباط ” ، نحتمى بيك يا مبارك من التقاعس الامنى فى حماية الأقباط ” لا لإهدار حقوق الأقباط ” ، ” الله محبة ” وحاول الأمن إثناء المسيرة منع الصحفيين والمصورين من التقاط الصور الا ان المشيعين قاموا بالتصدي لهم وتم تهريب الكاميرات داخل سيارة نقل الموتى خوفا من تتبع الامن ومصادرة نقل الحقائق للرأى العام .

شهدت مراسم تشيع جنازة القبطي حضور نيافة الانبا بنيامين أسقف المنوفية الذي قال فى كلمته أن هناك صعوبة صعوبة الحديث فى مثل هذه المواقف وكنا لا نتمنى نقف هذا الموقف ولكن سوف نعطى العقل هدنه ليستريح ونتكلم بمنطق الإيمان والعقل لا يتحمل هذه المواقف وقدرات الإنسان محدودة لأنه لا يستطيع تحمل هذه المواقف لانه أصعب من قدراته ولكن هذا دليل على اننا مؤمنين لأننا نواجه الصعوبات ، والإيمان يقول مشهد الصليب كان مؤلم عن السيدة العذراء والتلاميذ والمسيح بصليب فى الم شديد وهو مشهد مؤمن ينقل الإنسان الى بشاعة الخطيئة وعمل الشطيان وسط الناس وهذا ما نراه فى هذا المشهد وهذا الحادث وما أصعب مشهد جلد المسيح حتى قطع الجسد دماء تسيل وإلام مبرحة ولكن عبر المسيح هذا المشهد بكل قوه ونصرة على الخطيئة وصنع السلام بين الله والإنسان ، وبقدر ما يكون مشهد الصليب مؤلم جدا يكون مشهد القيامة مفرحا جدا ويتحول الالم لفرح والحزن لابتهاج وقال السيد المسيح ” ها انتم تحزنون والعالم يفرح ولكن حزنكم يتحول الى فرح ….وان كان مشهد الصليب هو الذى نعيشه الان لكننا نتطلع بعقولنا ووجدننا الى القيامة التى فيها العدل حين يرد العدل الإنسان حقه ونثق فى عدالة الله التى تجعل المتألم ممجد ، والمسيح تحمل الالم وهكذا أوصانا ان نحب أعداءنا ونصلى الى اجل الذين يسيئون ألينا ويضطهدونا وأننا بهذا الإيمان نقبل هذا الحادث ونثق فى عدالة الدولة لأنها تمثل عدالة الله والكتاب المقدس أوصانا الخضوع للحكم لانه من عند الله وبهذا الإيمان نسلك ونودع هذه النفس وان يعطى الله ليعوض عن هذا المجد ونقدر الموقف ونرفع قلوبنا الى الله لكي يعطى لنا العزاء والصبر .