دراسة : التمييز الديني في التعليم ينسف مبدأ المواطنة

ذكر معظم من علقوا على مجزرة نجع حمادى أن من أسباب جرائم الكراهية المستمرة ضد الاقباط ، “التعليم” الذى يزرع التعصب والتطرف والعنصرية الدينية لدى المسلمين ويبث العنصرية تجاه غير المسلمين ويغذى النظر لهم بدونية ، بينما رفض آخرين ذلك وقالوا ان التعليم المصرى (الفاشل على كافة الاصعدة) هو تعليم عظيم ومتسامح ولا علاقة له بزرع الكراهية لدى أطفال الأغلبية نحو الاقلية . وللجميع اهدى هذه الدراسة القيمة التى كانت ورقة عمل قدمها الباحث المهندس/ عادل الجندى عضو مجموعة مصريون ضد التمييز الديني (مارد) فى المؤتمر الأول للمجموعة لمناهضة التمييز الديني عام 2008 تحت عنوان : واقع التمييز الديني في التعليم ينسف مبدأ المواطنة.

كيف تحولت مقررات اللغة العربية إلى دروس إجبارية في الإسلام الأصولي

م/ عادل جندي

adel.guindy@gmail.com

مقدمة

كنا قد سمعنا من قبل عن أسلمة التعليم المصري، كجزء من التوجه العام بأسلمة كل نواحي الحياة في مصر ـ بدءا من “تسرب” الدين إلى بعض المقررات وانتهاء بمسابقات تحفيظ القرآن الكريم التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم بمشاركة عشرات الآلاف من الطلبة من كل المحافظات وتوزع فيها الوزارة الجوائز على الفائزين..

لكن حادثة معينة كانت مدعاة لكي نبحث الموضوع بشيء من التدقيق، وهي كالتالي: “آن” طفلة بالكاد تخطت السابعة، تلميذة في السنة الثانية الابتدائية في إحدى مدارس اللغات الخاصة، جاءت لأمها باكية ذات يوم لأن مُدِّرسة اللغة العربية عنَّفتها لأنها لم تذاكر جيدا درسها. سارعت الأم لتهدئة روعها ودعتها لمراجعته معا. الدرس عنوانه “صديقي”، وفي نهايته (ص 18) يوجد تحت عنوان “اقرأ وتعلم واحفظ” (في أطار ملون) هذا النص: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض”. رواه البخاري]. حاولت الأم شرح الحديث والفكرة الكامنة فيه للطفلة، (فسرت ما هي “الهرة”، لكن لم تعرف ما هو “الخشاش” فخمنت المعنى)، وأفهمتها بأن هذا نص ديني مقدس لدى الإخوة المسلمين، ولكنها اضطرت لأن تشرح لها مفهوما جديدا عليها يتعلق بالنار التي يعاقَب فيها من يخالفون الأوامر الدينية. أخيرا نجحت في مساعدتها على حفظ النص كما طلبت منها المدرسة.

في اليوم التالي، عادت الطفلة باكية مرة أخرى، إذ عنفتها المدرسة وبصورة أشد. لماذا يا صغيرتي؟ تبين أنها قد نجحت في “تسميع” النص، لكنها لم تبدأه بـ “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”…

***

كشفت مراجعة مفصلة لكتب اللغة العربية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، المقررة بواسطة وزارة التربية والتعليم، هول المفاجأة: فقد تحولت دروس اللغة بصورة مباشرة وغير مباشرة إلى دروس في الدين الإسلامي.

بناء على مجموعة الكتب التي تحت أيدينا، وهي الخاصة بالفصل الدراسي الأول لعام 2007/2008، يتبين أن عدد دروس اللغة العربية المقررة على التلاميذ بين الصف الثاني الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي هو 126 درسا، من بينها 52 تحتوي نصوصا وإشارات إسلامية؛ أي بنسبة 41% ـ وتفصيلها:

صف ثان ابتدائي: (15/7)

ثالث (15/7)

رابع (15/5)

خامس (17/6)

سادس (17/8)

ـ صف أول إعدادي (15/8)

ثان (15/7)

ثالث (17/4)

وهناك ما يكفي من الأدلة التي تبين، بدون تقوّل أو ادعاء أو مبالغة، عمق واتساع ظاهرة تحول مقررات اللغة العربية إلى دروس إجبارية في العقيدة الإسلامية. ولا تتعلق المشكلة بالطبع بكونها “إسلامية”، فالمبدأ يظل هو الأهم: أن تدريس الدين (أي دين) مكانه مقررات وحصص الدين فقط، ويجب ألا يتسرب إلى مقررات أخرى إلا في استثناءات نادرة وطبقا لمعايير صارمة.

وللتدليل على خطورة الأمر نقارن بما يحدث في وسائل الإعلام، حيث ما أكثر ما يؤكد اختراق الفاشية الدينية لها: خذ مثلا ما قاله كاتب “تحقيقات السبت” (الصحيفة “القومية” الكبرى ـ 22 ديسمبر 2007) تحت عنوان “الدستور الأخلاقي للقرآن” من أن “الإسلام يَجُبُّ ما قبله”، أو ما شابه ذلك مما يقوله عادة كاتب “من أسرار القرآن” (كل يوم اثنين) وغيره كثيرون؛ وهي مزاعم بلهاء وجوفاء، مليئة بعشق الذات المرضي، وبالتعجرف والصلف؛ ولكن في هذه الحالة قد يكون للقارئ ـ نظريا ـ بعض “الحرية”، مثل إلقاء الجريدة في القمامة، أو إرسال احتجاج إلى القائمين عليها (بغض النظر عن كونه لن ينشر)، أو مقاطعتها…

أما في حالة المقررات الدراسية، فالأمر مختلف تماما لوجود عنصر زائد: وهو الإجبار ـ وخاصة في ظل نظام التعليم المصري الذي يعتمد التلقين الأحادي ويرفض أسلوب المناقشة والجدل والرأي المختلف والتقييم الموضوعي ـ وبالذات لكون الرسوب في مادة اللغة العربية يعني الرسوب التام وإعادة السنة.

بل إن ما يجري يتعدى في خطورته ما كان يحدث على يدي آلة “البروباجاندا” الجهنمية التي أدارها جوبلز في ألمانيا النازية، لأن غسيل الأمخاخ بأيديولوجية وضعية لا يقاس بمحاولات تشكيل ضمائر وشخصيات تلاميذ المدارس عبر فرض هيمنة “مرجعية دينية” معينة عليهم.

***

أولا: تصنيف النصوص

تبين دراسة مفصلة لما تحويه تلك المقررات من نصوص دينية أنه يمكن تصنيفها ـ بصفة عامة ـ لتقع تحت بنود وأهداف مختلفة، مثل:

1ـ التأكيد على الإسلام مصدرا وحيدا للفضائل، وهذا بالطبع ادعاء مزدوج (فهو ليس الوحيد، وإذا شاء أحد تقرير إن كان هو الأسمى يجب مقارنته بإنصاف وموضوعية بكل ديانات العالم الأخرى).

2ـ تأكيد المرجعية الإسلامية لكل شيء وأي شيء، عن طريق حشر النصوص الدينية بدون مناسبة؛ بدءا من اختيار الصديق إلى مشاكل البيئة، ومن فضيلة الصدق إلى تلوث الغذاء، ومن حب الوطن إلى الحِرَف في مصر الفرعونية، ومن السياحة إلى جمال الكتابة الخ. حتى الصف الأول الابتدائي، الذي يقتصر على تعليم الأبجدية، يُطلب فيه من الطفل أن “يقرأ ويحفظ ويتعلم” الآيات 1ـ3 من سورة العلق.

3ـ الإصرار على كون الإسلام أساس قيمة الإنسان وعلاقات المجتمع، وليس المواطنة أو الإنسانية.

4ـ إجبار الجميع، أيا كانت دياناتهم، على الالتزام بإعلاء وإتباع الأوامر والنواهي الإسلامية و “طاعة الله ورسوله”.

5ـ فرض عقائد إسلامية على الطلبة المسيحيين تختلف عن، أو تتعارض مع، المسيحية.

6ـ تزوير وتحريف حقائق التاريخ.

7ـ غرس أفكار وأسس دولة الفقيه الدينية وأيديولوجيات الفاشية الطالبانية بصورة مذهلة، إذ تتوارد أفكار مثل “لا طاعة للحاكم فيما عصى الله ورسوله”، بينما لا ذكر إطلاقا للدستور أو القانون أو مواثيق حقوق الإنسان. باختصار: لو قام “الإمام الشهيد” حسن البنا بتأليف هذه المقررات لما جاءت مختلفة!

نحيل القارئ إلى الملحق في نهاية هذه الدراسة لمراجعة نماذج حرفية وتفصيلية من النصوص توضح ما سبق.

ثانيا: هل من أسباب وضرورات “لغوية”؟

من الواضح أن الأمر “ديني” صرف، ولا علاقة له برغبة مزعومة في زيادة درجة إتقان اللغة العربية، وذلك لعدة أسباب، أهمها:

1ـ كما تدل المقدمة التي يكتبها المؤلفون في كل من الكتب التي راجعناها بلا استثناء، هناك إصرار على أن العربية لغة “خاصة” إذ حباها الله بكونها لغة القرآن، وهو موقف شوفيني يتجاهل مهمة اللغة كأداة تواصل وتعبير، وهو ما تقوم به كافة لغات الأرض (كثير منها بصورة أفضل من العربية)؛ ويتناسى حتى أن ثلاثة أرباع مسلمي العالم لا يعرفون العربية.

2ـ كما يبين الواقع، فلا شك في أن مستوى إتقان العربية عند الطلبة قبل إدخال المحتوى الديني كان مقبولا بالفعل وهو، على أي حال، أفضل بكثير من مستوى خريجي المدارس الآن.

3ـ لو كان الأمر يقتصر على دوافع لغوية، فما أكثر النصوص التي تفي بهذا الغرض بدون اللجوء إلى الديني منها؛ وإذا لزم الأمر فلماذا لم تؤخذ عينات من مختلف “الكتب المقدسة” وليس الإسلامية فقط؟

4ـ وإذا كان الهدف “لغويا”، فهل يعني ذلك التعامل مع النصوص الدينية بتجرد وبدون تقديس؟ وماذا يحدث لو لم يجد الطالب في بعضها ما يؤكد بلاغتها اللغوية، أو لو رفض القبول بمعانيها؟ الإجابة البديهية ـ يؤكدها ما سمعناه ـ هي أن النصوص مقدسة ولا يجوز النقاش فيها إلا بما يثبت كمالها وقدسيتها!

ومن المذهل أنه في نفس الوقت الذي تقوم فيه جامعة الزيتونة في تونس (التي توازي الأزهر في مصر) بتدريس الدين المقارن لطلبتها بتفتح واحترام وحيادية (راجع كتابات الأستاذ العفيف الأخضر)، تقوم وزارة التربية والتعليم المصرية بأسلمة بل طلبنة (نسبة إلى الطالبان) مناهج اللغة العربية، وغيرها، مما يؤكد بحق إصرار مصر المحروسة على دور الريادة في التخلف والظلامية! (ويقولون لنا بعدها أننا نعيش في “دولة مدنية”!!). وبالطبع لا توجد في العالم دولة متحضرة (أو نصف متحضرة ـ أو حتى تفكر في السعي على طريق التحضر!) تجري فيها مثل هذه الأمور.

ثالثا: تأثير المقررات على التلميذ المسلم

التلميذ المسلم الذي يدرس الدين في حصص اللغة العربية (إضافة لمقررات الدين، التي لا نعرف بالضبط ماذا يقال له فيها) يجد أنه:

ـ لا يدرس إلا عن الإسلام والمسلمين وكأن الكرة الأرضية ـ أو على الأقل مصر (!) ـ حكر عليه وعليهم.

ـ يجري تحذيره عيانا بيانا من مصاحبة “أتباع الديانات الأخرى”، لأن “المرء على دين خليله”.

ـ لا يسمع عن وجود شركاء في الوطن إلا في استثناءات نادرة جدا تؤكد القاعدة؛ مثل ذكر اسم د. مجدي يعقوب (في الصف الثالث الإعدادي) ضمن عدد من كنوز مصر وثروتها البشرية ضمت فاروق الباز وأم كلثوم وآخرين؛ ومثل ذكر تعبير “حضارة قبطية” مرة واحدة ووحيدة خلال سنوات تسع من الدراسة، جاءت في درس عن السياحة في الصف الخامس الابتدائي؛ أو ذكر “أننا كمصريين، رجال ونساء، مسلمين ومسيحيين، شيوخ وأطفال، نعتز بوطننا مصر”، في الصف الأول الإعدادي ـ مع التأكيد طبعا على دور مصر في خدمة دين الله “منذ أن استظلت بمظلة الإسلام السمحة”.

والنتيجة هي أن يشب الطفل وقد تيقن عقله بأن “المسلم” وحده هو صاحب هذه البلاد (بل العالم كله!) وما عداه من كائنات بشرية فبلا حقوق ـ وحتى إذا عامَلها بالحسنى فهذا من فضله وكرم أخلاقه! وإضافة لكون العملية التعليمية التي تعتمد “النقل” و “الصم” على حساب التفكير تُخرج أجيالا من ممسوحي العقل، فإذا بالجرعات الدينية المذكورة تجعلهم أيضا ممسوخي النفسية، بل مرضى بالنرجسية والشوفينية والعنصرية، يظنون أنهم ينتمون لخير أمة أنزلت للعالمين وأن هذا يعطيهم حقا إلهيا بالتسيُّد على باقي خلق الله.

وهل هناك عجب بعد كل هذا أن نجد الأجيال الجديدة أكثر تعصبا وتطرفا واستعدادا للانضمام إلى جماعات الإرهاب من آبائهم؟ أو نجد أن الشباب هم الذين يتزعمون الاعتداءات الطائفية المتكررة التي يتلذذ مقترفوها بحرق دور عبادة وممتلكات غير المسلمين؟

رابعا: تأثير المقررات على التلميذ المسيحي

يتعرض التلميذ المسيحي لكم هائل من النصوص الإسلامية المقدسة في غيبة تامة لمجرد ذكر معتقداته. وقد يثور هنا تساؤل: لكن ماذا يضير الطالب المسيحي في دراسة ما يحض على الخير في الإسلام؟

والإجابة هي أن المسيحي في مصر، بصفة عامة، على قدر كبير من المعرفة بالتراث الإسلامي وما أكثر من قرءوا فيه ودرسوه بصفة شخصية وبدون إجبار في المدرسة. لكن ما يجدُّ هو أن تدريس دينٍ معين خارج المقررات والحصص الخاصة بذاك الدين هو في حد ذاته إجبارٌ كريه ـ أضف لذلك الأسلوب المتعالي المتعجرف الذي لا يرى في غير الإسلام مرجعية، وبالتالي يوجه رسالة مباشرة لا لبس فيها بدونية المعتقدات الأخرى وهيمنة الإسلام.

إذن فغير المسلم يتعرض ليس فقط لحملة من التبشير الناعم، بل هي دعوة خشنة تتميز بالصلف والغرور والاستعلاء. ويجد نفسه إزاء خيارات، أحلاها أمَرُّ من العلقم:

1ـ أن يتعامل مع المادة المقررة بما يتفق مع ضميره، وهو إذن راسب لا محالة ـ إن لم يكن متهما (هو وأهله) بازدراء الأديان؛

2ـ أن يتحلى “بتكبير المخ” ويجاري الدرس والمُدرِّس بهدف واحد هو أن ينجح في الامتحان، وفي هذه الحالة يتربى على الكذب والنفاق والرياء.

3ـ أن ينصاع راضيا بما يقال له، ليدخل في حالة من الخنوع الذمي المقيت.

والنتيجة أخطر بكثير مما يظن البعض وتتعدى كون عملية غسيل المخ المستمرة قد تؤدي إلى زعزعة الإيمان وسهولة التحول تحت ضغط الظروف. ففي نقاش مع بعض الشباب الأقباط حول ضرورة الاندماج في المجتمع وعدم التقوقع في الكنيسة، اعترف أحدهم، وهو في نهاية المرحلة الثانوية، بأنه أصبح “يكره” الإسلام والمسلمين. وإذ يؤنبه ضميره بشدة بسبب هذه المشاعر، بررها بأنه يجد نفسه محاصرا بالإسلام في المدرسة والبيت (ميكروفون المسجد الملاصق) والتلفزيون والشارع ووسائل المواصلات، ولذا يحاول الهروب بعض الوقت إلى الكنيسة لكي يحتفظ بما تبقى له من قواه العقلية.

عزلة شباب الأقباط، إذن، لها من المبررات أكثر مما يشير إليه البعض من تهم الانسحاب والتقوقع والسلبية.

أضف إلى هذا تفشي ظاهرة خطيرة وهي ما يمكن أن نطلق عليه “أسلمة” (نسبة إلى “الـتأسلم”) التفكير بين الأجيال الجديدة من المسيحيين، إذ أصبحوا أكثر اهتماما بمظهر التدين عن جوهره، مشبَّعين بالبر الذاتي، و”حَرفيين” (يهتمون بالحرف لا الروح)، يبحثون عند رجال الدين عن “الفتاوى” التي تريحهم من عناء التفكير وتحمل المسئولية.

خامسا: متى بدأ كل هذا العبث الإجرامي بالمناهج، ولماذا؟

على مر العصور كان التعليم خاصا، تحت مسئولية الأفراد والجماعات والطوائف؛ لكن مع منتصف القرن العشرين أصبح “عاما” تقوم به أو توجهه الدولة ـ وهذا في حد ذاته ليس بالأمر السيئ لأنه يمكن أن يصبح أداة لتنشئة أجيال الشعب الواحد في إطار ثقافي وطني مشترك.

بعد 1952، احتكرت الدولة تحديد محتوى المقررات الدراسية واعتماد الشهادات التعليمية. وبرغم كونه من المفترض في الأصل أن الدولة، وبالتالي تعليمها، محايدة إزاء الأديان، إلا أنه بدأ تدريجيا بث الدروس الدينية الإسلامية في مقررات اللغة العربية. وتدل المعلومات المتاحة على أن الجذور تعود لأواخر الثمانينيات. لكن من الغريب أن تكون تلك هي الفترة التي تعاقب فيها عدد من الوزراء وحاول فيها الوزير حسين كامل بهاء الدين الوقوف في وجه أتباع الفاشية الدينية في المؤسسة التعليمية.

كيف إذن تم “التغاضي” عن اختراق المناهج بهذه الصورة؟ التفسير الوحيد المقنع هو أن الأمر كان يمثل “سياسات عليا”؛ أي أن هذا الاختراق الظلامي جاء نتيجة لصفقة النظام الحاكم مع قوى الفاشية الدينية: “لنا الحكم والسلطة (ومنافعهما!) ولكم التعليم والإعلام والمسجد والشارع”؛ ظنا من الحكام أنهم بهذا قد ضمنوا كراسيهم لفترة تتعدى “العمر الافتراضي” للنظام ـ في أسلوب يشبه صفقة فاوست مع الشيطان…

سادسا: جريمة على مستويين “عام” و “خاص”

ما يحدث في التعليم المصري يمثل جريمة تأتي على مستويين: الأول، “العام”، يتعلق بتخريب عقول أجيال من المصريين وتربيتهم على “التفكير” الغيبي اللاعقلاني غير الخلاق وإعدادهم ليكونوا “جنودا” مخلصين في خدمة دولة الفاشية الدينية.

لكن مثل هذه الجريمة، وإن دخلت تحت بنود مواثيق حقوق الإنسان وحقوق الطفل، علاجُها عادة في أيدي الشعوب ومفكريها وقادة الرأي فيها، وعقوبتها النهائية هي أن تتخلص الشعوب من حكامها وتستبدل بهم آخرين! وإذا عجزت عن ذلك، أو لم ترغب فيه، فهذه مشكلتها! وفي النهاية فإن الشعوب تستحق حكامها.

المستوى الآخر للجريمة، هو “الخاص” والمتعلق بما يتعرض له غير المسلمين، ويخضع لتوصيفات محددة في المعاهدة الدولية لحقوق الطفل (راجع المواد 29 و 30 إضافة إلى 2 و 8 و 14) والمعاهدة الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (راجع المادة 13ـ أ) وإعلان حقوق الأقليات الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1992 (راجع المواد 1 و 2 و 4) والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

لا يخالجنا شك، إذن، في أن المصائب التي يرتكبها النظام الحاكم في حق “رعاياه” الأقباط “كوم”، وما يجري في التعليم “كوم” آخر باعتباره جزءا من سياسة “تطهير ثقافي” (Cultural Cleansing or Cultural Genocide)[1]، وهو يمثل جريمة ضد الإنسانية لأنه يبدو مرتبطا برغبة في إذابتهم تماما. كل هذا يجعل العقدين الأخيرين ـ من هذه الناحية ـ أسوأ فترة في تاريخ الأقباط منذ غزو العرب لأن التعليم كان محايدا إلى حد كبير في العقود السابقة، وكان ـ كما ذكرنا ـ خارج سلطة الدولة تماما في العصور الأسبق؛ ولأن ما يجري يفوق حتى ما كان يُنَص عليه حتى في “أحكام أهل الذمة في ديار الإسلام” والذي لم يكن تتطلب أن يحفظ الذمي الآيات القرآنية والأحاديث.

سابعا: المطلوب عمله فورا لوقف الجريمة

إزاء اتضاح معالم هذه الجريمة متكاملة الأركان (الفعل ـ القصد ـ الجاني ـ المجني عليه ـ جسم الجريمة) وثبوتها، نطالب بالوقف الفوري لتدريس كافة أجزاء مقررات اللغة العربية ذات الصبغة الدينية، وأيضا عدم امتحان التلاميذ فيما تم تدريسه، تمهيدا لتعديل المقررات بصفة عاجلة بدءا من العام الدراسي المقبل. نقول “فورا” وليس في الخطة الخمسية القادمة، أو العام القادم، أو بعد انعقاد هذا المؤتمر أو ذاك، أو كجزء من “الخطة الشاملة لتطوير التعليم” (التي لا تعني عادة سوى المزيد من التخريب التعليمي)؛ كما نرفض التحايل على الأمر عبر محاولات من إياها ـ على طريقة “جلسات صلح العرب” التي تنصبها السلطات من آن لآخر ـ مثل إضافة إشارة للآخر الديني هنا أو هناك ذرا للرماد في العيون، مما لن يؤدي ـ في ظل الأوضاع الحالية ـ سوى لفتح الباب أمام المزيد من “المقارنات” البلهاء. (ولمن يرون أهمية أن يبدأ التلميذ المصري (المسلم) في التعرف على معتقدات الآخر، فلهذا أسلوب مختلف سنتعرض له لاحقا).

تنفيذ هذا المطلب العاجل أبسط مما يتصور البعض ـ فقط إذا توافرت “الإرادة السياسية”: فهو لا يحتاج سوى لأمر علوي واضح يحمل أمرا صريحا: “أوقفوا تدريس الدين في غير مقررات الدين”.

لكن برغم بداهة المطلب ووجه الاستعجال فيه، لا نتوقع من قوى الفاشية الدينية إلا أن تخوض معركة شرسة ـ في وقت يبدو أنها في طريقها لزيادة قبضتها على المؤسسة التعليمية كما تبين من خبر (الأهرام 5 يناير) يقول فيه وزير التعليم د. يسري الجمل أنه سيتم إرجاع العديد من الـمدرسين الذين يقومون بأعمال إدارية إلى التدريس “بفضل الكادر التعليمي الجديد” (؟!) لكن إذا تذكرنا أن الكثير من هؤلاء كانوا قد أُقصوا عن التدريس أيام الوزير حسين كامل بهاء الدين بسبب “ممارساتهم الأصولية”، من حقنا التساؤل إذا ما كان الأمر يدخل في إطار صفقة جديدة ترتبط “بمراجعات” الجماعات “الجهادية” التي أعلن عنها مؤخرا…

ثامنا: إذا تقاعست الدولة عن تحمل مسئولياتها

إذا لم تكن الدولة مستعدة لتلبية هذا المطلب البديهي بوقف الجريمة فورا، فالحد الأدنى هو أن يتمسك التلاميذ المسيحيون بالمبدأ فيمتنعون عن تلقي تلك الدروس الإجبارية في العقيدة الإسلامية أو الإجابة على أسئلة الامتحانات التي تحتويها؛ وإذا كانت النتيجة هي رسوب جماعي في مادة اللغة العربية، فليكن! وقد يكون في ذلك رسالة واضحة إلى الجميع.

ولا مفر، في نفس الوقت، من تضافر منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية في القيام بحملة دولية عاجلة بهدف إجبار حكامنا على وقف هذه المهزلة الهمجية. فأركان الجريمة ثابتة، ونتيجة هذه الفضيحة العالمية ـ كما أكد لنا خبراء حقوق إنسان مرموقون ـ قد تصل إلى تجميد عضوية مصر في المجلس الدولي لحقوق الإنسان واليونسكو (مما لا نرجوه ولا نطلبه). والأمر يمكن أن يتعدى ما سيحدث لسمعة مصر، إلى ملاحقة الجناة الحقيقيين ـ أي ليس فقط “مؤلفي الكتب”، بل المسئولين على مختلف المستويات حتى قمة السلسلة ـ ومقاضاتهم بصفهم الشخصية. مع ملاحظة أن هذه النوعية من الجرائم، كما تدل ملاحقات زعماء يوغوسلافيا وليبيريا ورواندا، لا تسقط بالتقادم…

[ولا نعتقد في فاعلية ما تبين مؤخرا من مواهب يتمتع بها مسئولون عنتريون في الدولة المصرية التي تضرب عرض الحائط بالتزاماتها التعاقدية بالنسبة للاتفاقيات الدولية، وتبدو مستعدة لأن تتحدى أي من تسول له نفسه “بالتدخل في شئونها الداخلية”؛ وكأنها توارثت رعاياها أبا عن جد، ومن حقها أن تفعل بهم ما تشاء، كيفما تشاء، متى تشاء!]

تاسعا: مراجعات شاملة ضرورية

ندعو أيضا إلى مراجعة كافة المواد ـ وليس فقط اللغة العربية ـ لتطهيرها من الاختراق الديني. ونُذَكّر بأن التخريب الذي حدث حتى الآن لعقول أجيال من المصريين لن تذهب آثاره بغير مجهودات إعادة تأهيل جبارة.

فقط، من باب التكفير عن فعلة شنعاء وجريمة نكراء، نطالب القيام بأقصى سرعة بإدخال مادة “أخلاقيات” أو “إنسانيات” في مراحل التعليم المختلفة، تشكل الحصصُ المخصصةُ لها نصفَ حصصِ مادة الدين (وبالتالي نصف درجاتها)، ويَدرِسها الطلبة جميعا. وذلك بشرط أساسي هو أن يوكل الأمر للجنة يرأسها تربوي عقلاني مرموق، مثل د. كمال مغيث، يقوم باختيار أعضائها من بين مثقفين ومفكرين وتربويين متحضرين (أي من خارج دائرة الظلاميين إياهم)، مع الاستعانة بخبراء من فرنسا الكافرة أو تونس الشقيقة؛ تقوم بإعداد مقررات هذه المادة التي تهتم بشرح الأخلاقيات من المنطلق الإنساني العام، والتوكيد بشكل عقلاني متفتح على ما هو مشترك بين ثقافات وديانات العالم كله وعلى ما تقول به مواثيق حقوق الإنسان.

***

ختاما، إن كانت هناك أدنى نية لجعل المادة الأولى من الدستور المصري التي تجعل نظام الحكم يقوم على “أساس المواطنة” أكثر من مجرد حبر على ورق، هل لنا أن نحلم بأن تصبح المدرسة مكانا مشتركا للتعليم “المدني” الذي يهدف لتربية أجيال من المواطنين المتساوين، القادرين على التفكير العقلاني الخلاق، وأن تبتعد المقررات عن التديين التخريبي، وعن الادعاءات الشوفينية بأن “أحد الأديان” هو وحده الصحيح، وكل ما عداه باطل؟

البديل الآخر هو المشاركة في سرادق نتذاكر فيه محاسن (المحروسة سابقا) مصر.

ملحق:

نماذج للنصوص الدينية الإسلامية في مقررات اللغة العربية

هذه النماذج وُضعت تحت العنوان الأنسب، وإن كان هناك تداخل في التوصيف والتبويب، مُذكِّرين بأن تعليقاتنا ستبقى مقتضبة لمجرد لفت النظر إلى أهم النقاط، حتى وإن كان هناك الكثير جدا مما يمكن قوله…

أولا: الإسلام مصدر الفضائل، والمسلمون هم الأخيار وحدهم

1ـ الصف الثاني الابتدائي ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الثالث “ازرع شجرة” ـ

أنشطة وتدريبات: اقرأ واحفظ وتعلم (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): “ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة”. رواه الشيخان].

* تعليق: ماذا عن غير المسلم إذا غرس أو زرع: هل له صدقة؟!!!

2ـ الصف الثاني الابتدائي ـ الوحدة الثالثة ـ الدرس الثالث “الطاووس المغرور”. أنشطة وتدريبات: “اقرأ واحفظ وتعلم” (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”. رواه مسلم].

* تعليق: هل الإسلام وحده لا يحب الكبرياء؟

3ـ الصف الثالث الابتدائي ـ الوحدة الأولى “مواقف وسلوكيات” ـ الدرس الثاني: “في الطريق”. من أهداف الدرس: يحفظ الحديث الشريف. أنشطة وتدريبات: اقرأ وتعلم واحفظ (في إطار ملون): [سئل رسول الله (ص) عن حق الطريق فقال: “غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وإرشاد الضال” رواه البخاري].

* تعليق: هل الإسلام وحده يعرف هذه السلوكيات؟؟ لماذا لا يزور مؤلفو الكتاب اليابان ليتعرفوا على أرقى نماذج السلوكيات بين أناس لم يسمعوا عن “الإسلام”؟

4ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الخامس: “نصائح غالية” ـ أنشطة وتدريبات: تدريب رقم 6: “أوصى الإسلام بعدم (الإكثار) من تناول الطعام” ـ اقرأ وتعلم واحفظ (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): “ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّا من بطنه”. رواه الترمذي].

* لا تعليق!!

5ـ الصف الرابع ـ الوحدة الأولى ـ الدرس السادس: “نصوص وتذوق ـ أمي”. معلومات وأنشطة إثرائية:

ـ قال تعالى في كتابه العزيز: “ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا”

ـ قال رسول الله (ص): “الجنة تحت أقدام الأمهات”

تدريبات: (6) اكتب لوحة تتضمن حديثا شريفا يدعو لتكريم الأم، ثم علق اللوحة في فصلك.

* تعليق: ألا توجد “بالديانات الأخرى” نصوص تستحق الذكر في هذا الموضوع؟

6ـ الصف الرابع ـ الوحدة الثالثة “الحِرَف قديما”.

من أهداف الوحدة: (8) يذكر حديثا يبرز قيمة الصدق.

* تعليق: لماذا الرجوع إلى النصوص الإسلامية لإبراز قيمة الصدق بينما الموضوع عن “الحِرَف والصناعات أيام قدماء المصريين”؟؟ وهل كان هؤلاء صادقين التزاما منهم بالإسلام؟؟؟

7ـ الصف الرابع ـ الوحدة الثالثة ـ الدرس الثالث: “نصوص وتذوق ـ الصدق”. [عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي (ص) ـ قال: “إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابا” (متفق عليه)]. الشرح. معلومات وأنشطة إثرائية:

ـ أعطت الأديان جميعا للصدق قيمة عظمى، وجعلته أساس التعامل الناجح بين البشر.

ـ وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين” (التوبة 119)

ـ عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال آية المنافق ثلاث: “إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان”.

* تعليق: فجأة، بعد أن يصل الطالب إلى الصف الرابع الابتدائي، يكتشف أن هناك “أديان” أخرى! حسنا: إذا كانت “الأديان جميعا” قد أعطت للصدق قيمة، فلماذا لا نجد نصوصا مقارنة منها؟؟

***

ثانيا: تأكيد المرجعية الدينية لكل شيء عبر حشر النصوص الإسلامية بدون مناسبة

1ـ الصف الثاني الابتدائي ـ الوحدة الثانية “بيئتي نظيفة” ـ الدرس الأول “أجمل مدرسة”. أنشطة وتدريبات: اقرأ واحفظ وتعلم (في إطار ملون): [قال تعالى: “اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم”. (سورة العلق: الآيات 1ـ5)].

* تعليق: الموضوع عن جمال المدرسة ونظافتها. ما هي علاقته بهذه الآيات؟

2ـ الصف الثاني ـ الوحدة الثالثة “حيوانات وطيور” ـ الدرس الرابع “البطة السوداء”. اقرأ وتعلم واحفظ (في إطار ملون): [قال رسول الله: “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله به طريقا إلى الجنة” (غير مذكور من رواه)].

* تعليق: الموضوع حول أهمية العمل والتعاون. ما علاقته بالحديث؟ وهل سينطبق على أهل الغرب “الكافر” فيدخلون الجنة لأنهم سلكوا طريق العلم؟!

3ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية “الغذاء والصحة” ـ الدرس الثاني: “تلوث الغذاء” ـ أنشطة وتدريبات (ص35) ـ اقرأ واحفظ وتعلم (في إطار ملون): [قال الله تعالى: “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”. (الروم، الآية 41)].

* تعليق: ما علاقة الموضوع بالآية ـ خصوصا في سياق السورة؟

4ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الثالث: “الجسم السليم” ـ أنشطة وتدريبات: “اقرأ واحفظ وتعلم” (في إطار ملون): [قال رسول الله (ص): “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ”. رواه مسلم].

* تعليق: ما علاقة الجسم السليم بـ “القوة” التي يشير إليها الحديث؟ وما دوافع غير المؤمن لأن يكون له جسم سليم؟

5ـ الصف الثالث ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الرابع: “عادات ضارة” ـ أنشطة وتدريبات: “اقرأ واحفظ وتعلم” (في إطار ملون): [قال الله تعالى: “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”. (الأعراف، الآية 31)].

* تعليق: الموضوع عن العادات الضارة مثل أكل الطعام غير المفيد أو عدم مضغ الطعام أو الاقتراب من التلفزيون. ما علاقته بالآية؟ وماذا عن “بني آدم” الذين لا يذهبون للمسجد: من أين يأخذون زينتهم؟!

6ـ الصف الرابع ـ الوحدة الثالثة “الحِرَف قديما” ـ الدرس الأول: “الزراعة والصناعة في مصر الفرعونية”. معلومات وأنشطة إثرائية: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): “ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة” (رواه البخاري). هذا الحديث الشريف يوضح أهمية الزراعة في حياة الإنسان…

* تعليق: ما علاقة الموضوع بالحديث؟ وكيف أجاد المصريون القدماء في الزراعة والصناعة وصنعوا أعظم حضارة عرفتها البشرية قبل أن يسمعوه؟ وماذا عن غير المسلم: ما مصير عمله إذا غرس أو زرع؟؟

7ـ الصف الخامس ـ الوحدة الأولى “معالم السياحة في مصر” ـ الدرس الثاني “قواعد نحوية ـ أدوات الاستفهام” ـ حوار بين كريم وعمر وبين عمر ووالده حول زيارة لشرم الشيخ في عيد الفطر بعد نهاية شهر رمضان. الأسئلة تتضمن عدد الخلفاء الراشدين، وموعد عيد الفطر وطريقة الاحتفال به.

* تعليق: ألا يزور خلق الله شرم الشيخ إلا في عيد الفطر؟ وما علاقة شرم الشيخ بعدد الخلفاء الراشدين؟

8ـ الصف الخامس ـ الوحدة الثانية “الأرض كوكبنا” ـ الدرس الثالث: “كيف نحافظ على الأرض؟”

متن الدرس: “(..) كذلك يمكن الإسهام بزراعة البيئة من حولك ودعوة أصدقائك إلى العمل من أجل المحافظة على الأرض نظيفة. وسبحانه القائل: [“ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون”. (سورة الروم 41)].

* تعليق: ما علاقة الموضوع بالآية (في سياق السورة)؟ وأليست هناك دوافع أخرى للمسلم وغير المسلم للحفاظ على البيئة؟؟

9ـ الصف السادس ـ الوحدة الأولى “مجتمعنا” ـ الدرس الثالث ـ نصوص وتذوق: “إتقان العمل”. قصيدة للشاعر أحمد شوقي. معلومات وأنشطة إثرائية: (..)

ـ اذهب إلى المكتبة، وابحث عن آيات قرآنية أو أحاديث شريفة أو أشعار تؤكد قيمة العمل وسجلها لتعرضها على زملائك.

تدريب (4) اذكر من الأبيات ما يتفق مع كل مما يأتي:

ـ قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.

ـ قال تعالى: [“إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا” (الكهف 30)]

ـ قال تعالى: [“ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ورزقه من حيث لا يحتسب” (الطلاق 2 و 3)].

* تعليق: حتى لو كان الدرس عن موضوع عام هو “إتقان العمل”، والنص قصيدة شعر، تُحشر النصوص الإسلامية حشرا ويطلب من التلاميذ البحث عن المزيد منها!!

10ـ الصف السادس ـ الوحدة الثالثة ـ “صحتي”: أهداف الوحدة: (…) يلتزم بأوامر الله، ويجتنب نواهيه

ـ الدرس الأول: “كيف يكون الطعام مفيدا“. معلومات وأنشطة إثرائية: ـ قال رسول الله (ص): “المعدة بيت الداء” وهو ما يشير إلى أن سبب غالبية الأمراض هو المعدة.

ـ الدرس السادس: “الصحة عنوان الحياة“. تدريب (11): اجمع بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأقوال المأثورة التي تدعو إلى الصحة والقوة، وكون منها مقالا لمجلة المدرسة أو إذاعتها.

* تعليق: هناك الكثير.. فقط: لاحظ أن موضوع الوحدة هو “صحتي”، لكن هدفها هو “الالتزام بأوامر الله وتجنب نواهيه” (طبقا للإسلام طبعا!)

11ـ الصف الثاني الإعدادي ـ الوحدة الثالثة: “لرياضة أخلاق وبطولة” ـ الدرس الثاني: “أخلاق رياضية”

لقد حرص الإسلام على تربية النشء تربية رياضية وتربية عقلية (..) فقد قال رسول الله (ص): “اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم”. وها هو ذا عمر بن الخطاب (ض) يقول: “علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ورووهم ما يجمل من الشعر”

* لا تعليق!!

***

ثالثا: الإسلام أساس قيمة الناس وعلاقات المجتمع وليس المواطنة أو الإنسانية

1ـ الصف الرابع الابتدائي ـ الوحدة الأولى “أنت والأصدقاء” ـ الدرس الأول: “الصداقة” ـ معلومات وأنشطة إثرائية ـ من الأقوال المأثورة عن أهمية الصداقة:

ـ قال رسول الله (ص) “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.

ـ “المرء يعرف بخلانه” الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه.

تدريبات: رقم (9): اكتب حديثا شريفا يبين أهمية الصداقة على لوحة كبيرة ثم علقها في فصلك أو قم بإلقائها في إذاعة المدرسة.

* تعليق: المعنى الظاهر للحديث: على المرء ألا يصادق من يخالفونه في الدين (؟!)

2ـ الصف الخامس ـ الوحدة الثالثة “بيئتي” ـ الدرس السادس: “الجليس الصالح”ـ

أهداف الدرس: في نهاية هذا الدرس يستطيع التلميذ أن: يختار الصديق الصالح. يتجنب الصديق السيئ (..).

متن الدرس: (..) وقد شبه الرسول (ص) في هذا الحديث (النافع وغير النافع من الناس) بتشبيه جميل، تعال نقرأه سويا: [عن أبي موسى، عن النبي (ص) أنه قال: “إنما مَثَل الجليس الصالح، والجليس السوء محامل المسك، ونافح الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافح الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة”]. شرح وتدريبات وأنشطة حول الحديث.

* لا تعليق!

3ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الأولى “حب الوطن” ـ الدرس الأول: “وطني مهد الرسالات”

(..) ولمصر وسط هذا الوطن (العربي) المجيد موقع متميز، ومكانة عظمى، فكم عاش فيها من الأنبياء، وسار على أرضها من العظماء. وقد ذكرها الله في القرآن مرات عديدة، بالخير والأمن والهدى والنماء. وعلى أرضها عاش النبي إدريس (عليه السلام)، ومر بها “إبراهيم” أبو الأنبياء عليه السلام، وأهداه ملكها السيدة “هاجر” فتزوجها، وأنجب منها “إسماعيل” ـ عليه السلام ـ جد العرب، وإليه ينتهي نسب الرسول (ص)، وفي مصر عاش “يوسف” عليه السلام، وتولى أمر الزراعة والاقتصاد، وأرسل إلى أبيه “يعقوب” ـ عليه السلام ـ وإلى إخوته جميعا؛ ليقيموا معه في مصر، ويصف القرآن استقباله لإخوته وأبيه؛ حيث يقول تعالى: [“وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” (يوسف 99)].

وعلى أرض مصر، ولد “موسى” و “هارون” عليهما السلام وبعثا إلى فرعون، الحاكم الظالم، وعلى جبل “الطور”، كلم الله “موسى” تكليما، وعلى مقربة منه التقم البحر “فرعون” وجنوده، ولقد أقسم الله بهذا المكان المقدس، فقال تعالى: [“والتين والزيتون. وطور سينين” (التين 1:2].

كما عاش بها “عيسى” ـ عليه السلام ـ ، ابن السيدة الطاهرة العذراء “مريم” وانتشرت بين أهلها دعوته، وذاقوا في سبيل الإيمان بالله العذاب من الرومان الوثنيين. ولمنزلة مصر بين أخواتها، وصى بها رسول الله (ص) فقال: “إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما” (..)

وهكذا كانت مصر خادمة لدين الله، وحاضنة لأنبيائه، ومهدا لدعوتهم، ومددا لهم بالأتباع والجند والمناصرين، وشاركها في ذلك أبناء الأقطار العربية الأخرى، ولأن الله شرف مصر بهذه المنزلة، فقد نبه الرسول (ص) إلى دورها في الحفاظ على دين الله، ونشره وتعليمه، وحمايتها للأمة كلها، حيث قال (ص): “إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض”. وقد قام أهل مصر بهذه المهمة خير قيام، ففيها الأزهر الشريف منارة العلم، ودار العلماء، وبها آلاف من العلماء والدعاة، وجيشها رد المعتدين والطامعين، ولا يزال يحمي ديار العروبة والإسلام حتى الآن.

* تعليق: ما أكثر ما يمكن قوله.. لكن هل أصبح دور الوطن في خدمة “دين الله” ونشره وتعليمه هو المهم؟

4ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الأولى ـ الدرس الثالث: “طريق القوة والفلاح”:

كل أمة تود أن تحقق أهدافها، وتصل إلى أرقى درجات القوة والنجاح، ولا تستطيع ذلك إلا بجمع صفوفها وتوحيد كلمتها، لتكون على قلب رجل واحد، والآيات الآتية تدعو الأمة الإسلامية إلى ذلك. قال الله تعالى: [“واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون. ولتكن منكم أمة تدعو إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” (آل عمران: 103ـ104)]. معاني المفردات والتراكيب:  “واعتصموا بحبل الله”: تمسكوا بدين الله  (..)

الشرح: يأمرنا الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن نتمسك بتعاليم الدين، فهو الذي يجمع المؤمنين، ويربطهم برباط المحبة والأخوة، وينهانا عن التفرق؛ لأنه يؤدي إلى الضعف. ويطلب الله من المؤمنين أن يذكروا نعمة الله عليهم؛ إذ هداهم إلى الإيمان الذي جمعهم بعد فرقة، ووحدهم بعد الانقسام، لأن هذا التفرق يؤدي إلى معصية الله، وهذا العصيان يكون سببا في دخول النار، وقد كانوا على وشك ذلك، لكن الله أنقذهم من الوقوع في نار جهنم. وهكذا يبين الله للمؤمنين آياته لعلهم يهتدون إلى السراط المستقيم، ثم يأمرهم بواجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهؤلاء هم الفائزون.

تدريبات (حول تفسير الآيات)

* تعليق: الأمة في نظر هذا الدرس هي الأمة “الإسلامية” حيث الدين يجمع المؤمنين ويربطهم معا. ما الذي يربط “المواطنين” معا؟؟ 

5ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الثانية “المسئولية واجبات وحقوق” ـ الدرس الثاني “مارية القبطية”

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ ـ قصة ماريا القبطية ـ الصبر عند الشدائد ـ أهمية ترابط المسلمين والأقباط. القضايا المتضمنة: الوحدة الوطنية.

في قرية من قرى الصعيد في مصر ولدت “مارية بنت شمعون”، وأمضت بها طفولتها الأولى قبل أن تنتقل ـ وهي في مطلع شبابها ـ إلى قصر “المقوقس” عظيم القبط بصحبة أختها “سيرين”. وهناك سمعت “مارية” بظهور نبي في جزيرة العرب، يدعو إلى دين جديد، فقد كانت في القصر حين وفد “حاطب بن بلتعة” مبعوث النبي (ص) إلى “المقوقس” يحمل إليه رسالة من النبي (ص) يدعوه فيها إلى الدخول في الإسلام، وقرأ “المقوقس” الرسالة، ثم طواها في عناية واحترام، والتفت إلى “حاطب” يسأله أن يحدثه عن ذلك النبي العربي، ويصفه له، فلما فعل، فكر المقوقس مليا ثم دعا كاتبه فأملى عليه هذا الرد: “..أما بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه.. وقد بعثت لك ببعض الهدايا؛ وجاريتين لهما مكانة عظيمة عندنا، وهدايا أخرى من خيرات مصر، والسلام عليك”. (..)

وانطلق “حاطب” عائدا إلى النبي (ص) محملا بالهدايا، ومعه “مارية” وأختها “سيرين” حتى وصل الركب المدينة (..) وتلقى النبي (ص) كتاب “المقوقس” وهدية مصر..، فوهب أختها “سيرين” لشاعره “حسان بن ثابت” ومضت الأيام، وقد طاب “لمارية” المقام في كنف النبي (ص) ورعايته.

وقد وجدت السيدة (مارية القبطية) في الرسول (ص) الصاحب والأهل والوطن، وشاء لها الله أن تحمل في “إبراهيم” (تفاصيل قصة ميلاده وموته) ثم لحق الرسول بالرفيق الأعلى، وعاشت “مارية” من بعده خمس سنوات منقطعة للعبادة لا تكاد تلقى غير أختها “سيرين”.

وماتت السيدة “مارية” وحسبها بعد هذا كله أن دعمت الصلة بين المسلمين وأهل الكتاب؛ وبين مصر والحجاز وجعلت النبي (ص) يوصي أمته بقوم “مارية” قبط مصر فيقول: “الله الله في أهل الذمة، فإن لهم نسبا وصهرا”. وقال: “استوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما”. ولقد ترك النبي (ص) هذه الوصية ميراثا بعده، يعمل به المسلمون.

تدريبات: (7): اذهب إلى مكتبة المدرسة أو الحي واكتب موضوعا عن دخول الإسلام في مصر.

* تعليق: بغض النظر عن تاريخية تفاصيل القصة، فما أكثر ما يمكن قوله… فقط: هل تستند “الوحدة الوطنية” في مصر إلى زواج جارية قبطية من الرسول؟ ماذا لو لم تكن هناك “مارية”؟ الرسالة الواضحة ـ إضافة للعديد من الإيماءات ـ هي أن حقوق القبط ليست كونهم مواطنين، بل لأن الرسول أوصى بهم!

6ـ الصف الثاني الإعدادي ـ الوحدة الأولى “الإنسان والمستقبل” ـ الدرس الثاني: “التربية من أجل المستقبل”.

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ 1ـ موقف الإسلام من الطفولة ومن رعاية الأطفال. 3ـ سبب تسمية ابن عباس بحبر الأمة وترجمان القرآن. 4ـ حديث الرسول (ص) إلى ابن عباس.

متن الدرس: تربي الدول أبناءها ليواجهوا المستقبل باحتمالاته المتعددة (..) وقد كان الإسلام سباقا إلى الاهتمام بمستقبل الطفولة ورعاية الأطفال. وفي هذا الحديث يعلم النبي (ص) عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كلمات، وكان ابن عباس لا يزال غلاما صغيرا، ولكنه وعى هذه الكلمات وعمل بها؛ حتى لقب بحبر الأمة وترجمان القرآن.

(في إطار ملون): [عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: “كنت خلف النبي (ص) يوما، فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام وجفت الصحف” (رواه الترمذي)].

* تعليق: راجع أهداف الدرس! هل التربية والمستقبل مجرد أمور إسلامية؟؟ لماذا يجبر الطالب على تثمين “موقف الإسلام” فقط حول الطفولة؟؟ ماذا عن موقف المواثيق الدولية؟؟ هناك ما يتعلق بالقدرية مما لا نريد الدخول فيه هنا

7ـ الصف الثالث الإعدادي ـ الوحدة الأولى “الحياة علاقات وترابط” ـ الدرس الأول “أجر العاملين”

من رحمة الله بعباده أن أنعم عليهم بنعمة المحبة والمودة، وجعل بينهم صلات قوية (..) والآيات التالية تدلك على ذلك: قال تعالى: [“وسارعوا إلى مغفرة ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها خالدين فيها ونعم أجر العاملين” (آل عمران: 133ـ136)]. الشرح ـ الدروس المستفادة من الآيات ـ تدريبات.

* تعليق: إن كانت الجنة هي أجر العاملين المؤمنين المتقين، فماذا عن “غير المؤمنين” من المواطنين؟

***

رابعا: إجبار الجميع على إتباع الأوامر والنواهي الإسلامية

1ـ الفصل الرابع الابتدائي ـ الوحدة الأولى “أنت والأصدقاء” ـ الدرس الثالث: “نصوص وتذوق ـ من الآداب الاجتماعية”. [قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسمُ الفُسوقُ بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم”. سورة الحجرات].

أهداف الدرس: في نهاية الدرس ينبغي أن يكون التلميذ قادرا على أن: يتذكر الأوامر والنواهي التي يتضمنها هذا النص، يقرأ الآيات القرآنية الكريمة قراءة سليمة، يوضح مواطن الجمال في بعض تعبيرات النص.

تدريبات: 1ـ د: لماذا خص الله المؤمنين بالنداء؟ هـ: اشرح قوله “فأولئك هم الظالمون”؟ الخ الخ الخ في تحليل معاني الآيات.

* تعليق: هذه الأوامر والنواهي، حتى لو كانت طيبة ولا غبار عليها، موجهة للمسلم وقد خص الله المؤمنين بالنداء. ما شأن غير المسلم بهذا؟

2ـ الصف الخامس ـ الوحدة الأولى “معالم سياحية في مصر” ـ الدرس السادس ـ نصوص وتذوق “من الأخلاق الحميدة (حديث شريف)”.

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟: حديثا للرسول (ص) عن الأخلاق (..). أهداف الدرس: يقرأ الحديث قراءة جهرية صحيحة. يوضح أثر إكرام الضيف في حياة الفرد والمجتمع. يشرح الحديث ويتفهم معانيه. يحدد مواطن الجمال فيه ويتذوق أساليبه.

متن الدرس: [من توجيهات الرسول (ص) أن يتصف المسلم بالصفات الحميدة، وأن يسلك مع الناس سلوكا طيبا، حتى يعود ذلك على الناس بالخير، وبذلك يسعد المجتمع ويعيش الناس في محبة وأمان. عن أبي شريح الخزاعي (ض) أن النبي (ص) قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”.

شرح ـ من جمال العبير في النص. تدريبات وأنشطة: 1ـ أجب: أ ـ إلى من يوجه الرسول (ص) هذا الحديث؟ ب ـ ما المقصود باليوم الآخر؟ معلومات وأنشطة إثرائية: توجد أحاديث شريفة وآيات قرآنية كثيرة تدعو إلى الخلق الحميد وتنهي عن القبيح. اجمع بعض هذه الأحاديث والآيات واكتبها.

* تعليق: هل تقتصر الدعوة إلى “الصفات الحميدة” على الإسلام؟؟ ولماذا يجبر الطالب غير المسلم على الانصياع لتوجيهات القرآن ورسول الله ولجمع الأحاديث والآيات القرآنية؟

3ـ الصف الخامس ـ الوحدة الثانية “مستقبل الأرض بين يديك” ـ الدرس الخامس: “الإنفاق في سبيل الله“.

ماذا نتعلم في هذا الدرس: ثواب الإنفاق في سبيل الله.

أهداف الدرس: في نهاية هذا الدرس يستطيع التلميذ أن: يتلو الآيات الكريمة تلاوة صحيحة. يستنتج ما ترشده إليه الآيات الكريمة. يفسر معاني الألفاظ التي وردت في الآيات الكريمة. يتذوق بعض أوجه البلاغة في الأسلوب القرآني.

متن الدرس: قال الله تعالى: [“مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يُضاعف لمن يشاء والله واسع عليم. الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم”. (البقرة 261ـ263)].

الشرح، تدريبات وأنشطة حول الآيات. معلومات وأنشطة إثرائية: ـ سورة البقرة سورة مدنية وعدد آياتها 286 آية. ـ من الآيات القرآنية التي تدعو إلى الإنفاق في سبيل الله الآية 245 من سورة البقرة. ـ “وآتوهم من مال الله الذي آتاكم” من الآية 33 سورة النور. ـ كما قال رسول الله (ص): “اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة” (رواه البخاري). ـ اجمع آيات قرآنية أو أحاديث شريفة أو أقوالا مأثورة توضح قيمة وجزاء الإنفاق في سبيل الله.

* تعليق: هذه أوامر للمسلم بشأن الإنفاق في سبيل الله. ما شأن الطالب عموما بهذا في حصة للغة العربية؟ وما شأن غير المسلم بها؟

4ـ الصف السادس ـ الوحدة الأولى “مجتمعنا” ـ الدرس الأول ـ نصوص وتذوق: “العمل الصالح وتقدم المجتمع“.

متن الدرس: قال تعالى: [“إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم ما تدّعون. نُزُلا من غفور رحيم. ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين. ولا تستوي الحسنة والسيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يُلقّاها إلا الذين صبروا وما يُلقّاها إلا ذو حظ عظيم” (فصلت 30ـ35)].

الشرح: يبين لنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات أهمية العمل الصالح في حياة الناس والمجتمع، ويبشر المؤمنين الذين يتبعون الطريق المستقيم بأن الملائكة تتنزل عليهم عند الموت تطمئنهم على أنفسهم، وعلى من تركوهم من بعدهم، وتبشرهم بالجنة، وفي الجنة يجد المؤمن ما تشتهيه نفسه. أحسن الأقوال هو ما يدعو به المسلم إلى سبيل الله (..)

معلومات وأنشطة إثرائية: ـ هذه الآيات الكريمة من سورة فصلت، السورة مكية وهي رقم 41 من سور القرآن الكريم وعدد آياتها 54 ـ سميت (سورة فصلت) بهذا الاسم لأن الله تعالى فصل فيها الآيات ووضح فيها الدلائل على قدرته ووحدانيته. ـ سجل مشاهداتك لبعض الخلافات التي تراها في مدرستك أو شارعك أو طريقك أو تشاهده في التلفاز، وما سببها من وجهة نظرك وكيف يمكن علاجها والقضاء على أسبابها إذا التزمنا بما ورد في الآيات القرآنية الكريمة.

تدريبات: 1ـ اقرأ (الآية 30) ثم أجب عن الأسئلة: املأ الفراغات بما فهمت من الآيات الكريمة: “قول المسلم …..، وعمله……، ورده……

* تعليق: هذا درس في الدين الإسلامي موجه للمؤمن المسلم على وجه التخصيص. ما علاقة غير المسلم به؟؟

5ـ الصف السادس ـ تدريبات عامة على الوحدة الأولى: (1) حول الآية (فصلت 30).  (2) حول الآيات (فصلت 33 و 34). (3) ارجع إلى المصحف الشريف وهات ما يلي: أـ عشر آيات كريمات تدعو إلى العمل الصالح وتبين ثوابه. ب ـ احفظ الآيات الكريمة وسجلها في سجل بعنوان خير الكلام في باب العمل الصالح. جـ ـ اكتب تحت كل آية اسم السورة التي وردت فيها ورقم الآية. (4) وضح في ضوء فهمك للآيات الكريمة الواردة في درس العمل الصالح وتقدم المجتمع علاقة الاستقامة بتقدم المجتمع. (7) أكمل الجمل التالية: أـ مصر …. العروبة. ب ـ القدس … جـ ـ محمد … الله

* تعليق: ما شأن التلميذ غير المسلم بهذه الأوامر الدينية الصرف؟؟

6ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الرابعة: “سلوكيات” ـ الدرس الأول: “مواجهة الشائعات”.

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ ـ أهمية اتباع المنهج السليم (..)، القرآن الكريم منهج الله في الأرض، ومن اتبعه اهتدى ونجا، ومن خالفه ضل وهلك، ومن توجيهاته العظيمة أن ما نسمعه من أخبار وشائعات يجب أن نتأكد من صحته، كما نطيع الله ورسوله، وأن نصلح بين المتخاصمين، ونفض المنازعات بينهما بالحسنى، حتى يعيش الناس جميعا في سلام.

قال الله تعالى: [“يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون. فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين. إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم تُرحمون” (الحجرات 6 ـ 10)].

معاني المفردات والتركيبات. الشرح: (..) اعلموا أيها المؤمنون أن رسول الله (ص) فيكم ومعكم، يرشدكم ويوجهكم بوحي من الله تعالى بما فيه رحمة لكم (..) ومن فضل الله عليكم أن هداكم للإيمان، وحببه لقلوبكم، وطهر قلوبكم من ذلك الشر (الكفر والفسوق والعصيان)، وجعلكم من المؤمنين الراشدين الذين يعقلون الأمور ويستسلمون لله ويطمئنون إلى اختياره (..) هذه حقيقة ثابتة وقاعدة تشريعية تضمن سلامة المجتمع من التفكك والتفرق فالمؤمنون جميعا إخوة، مثلهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تألمت باقي الأعضاء، لهذا يوجهنا القرآن إلى ما يجب أن نفعله إذا وقع خلاف (..)

* تعليق: يمكننا أن نكتب صفحات ..فقط نتساءل: لماذا يجبر غير المسلم على القبول بأن “القرآن هو منهج الله في الأرض، ومن اتبعه اهتدى ونجا، ومن خالفه ضل وهلك”؟؟ أليس هذا أسلوب “الحاكمية” التي تبشر به الشبكات الإرهابية؟

***

خامسا: فرض عقائد إسلامية على الطلبة المسيحيين تتعارض، أو تختلف، مع المسيحية

1ـ الفصل الثاني الابتدائي ـ الوحدة الأولى: “تعلمت من هؤلاء” ـ الدرس الرابع “صديقي”.

“اقرأ وتعلم واحفظ” (في أطار ملون): [قال رسول الله (ص):” دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض”. رواه البخاري].

* تعليق: مفاهيم الخطأ والصواب جزء من منظور متكامل في المسيحية… وعلى أي حال لا يجب تقديم أفكار “العقاب” للطفل (المسيحي) في هذه السن بهذه الصورة..

2ـ الصف السادس ـ الوحدة الثانية “بطولات” ـ  الدرس الخامس ـ نصوص وتذوق: “الشهيد”.

أهداف الدرس: ـ يتعرف المقصود بالشهيد. ـ يقرأ الحديث قراءة سليمة. ـ يبين بعض مظاهر جمال التعبير في الحديث. ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ ـ تعرف معنى الشهيد ـ جزاء الشهيد عند الله.

الدرس: من الشهيد؟ (..) هذا ما سنعرفه في الحديث الشريف الأتي (في إطار ملون): [عن سعيد بن زيد، قال: قال (ص): “من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد”].

معاني المفردات ـ الشرح ـ مظاهر الجمال ـ معلومات وأنشطة إثرائية:

ـ يقول الله تعالى في كتابه العزيز: [“فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيُقتل أو يَغلب سوف نؤتيه أجرا عظيما” (النساء 74)]. و[“ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون” (البقرة 154)].

ـ ناقش مع زملائك صفات من يدافع عن الحق، ويجاهد ويرفع شعار “النصر أو الشهادة في سبيل الله” ـ كيف يمكن غرس هذه الصفات؟

تدريبات: (2) ضع خطا تحت الإجابة الصحيحة مما يلي: قال تعالى: [“ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” (آل عمران 169)]: هذه الآية الكريمة: (تفسر الحديث السابق ـ توضح معنى الشهادة ـ تبين منزلة الشهيد عند الله).

* تعليق: كل هذا يدور حول الشهيد المسلم الذي يقاتل ويموت في سبيل الله. لا يوجد في المسيحية “قتال في سبيل الله” وللاستشهاد معنى مختلف تماما عنه في الإسلام.

3ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الثالثة “قدرة الله وتكنولوجيا الإنسان” ـ الدرس الأول: “دلائل قدرة الله”.

أنعم الله على عباده بنعم كثيرة، مثل: خلق السموات والأرض، وتعاقب الليل والنهار (..): قال الله تعالى: [“إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون. ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب. إذ تبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب” (البقرة 164: 166)].

* تعليق: غير مفهوم من سياق الموضوع ما هي العلاقة بين دلائل قدرة الله وتعذيبه لبعض الناس. إذا كانت هذه عقائد إسلامية فما شأن الآخرين بها ؟؟

4ـ الصف الثاني ـ الوحدة الأولى “الإنسان والمستقبل” ـ الدرس الأول: “يخلق ما يشاء”.

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ 1ـ قدرة الله سبحانه في خلق الكون ووضع قوانينه 2ـ دور الإنسان في تعمير الكون 3ـ آيات من “سورة القصص”

متن الدرس: خلق الله الإنسان، وهيأ له الكون ليعيش فيه (..) ويوجه الله ـ سبحانه ـ نظر الإنسان إلى أن هذا الكون يأتمر بأمر الله، ويسير وفق قوانينه، وهو القادر سبحانه على تغيير هذه القوانين وقتما شاء، وكيفما شاء دون راد لمشيئته، وعلى الإنسان أن يسعى لمستقبله بثقة في اختيار الله له. تعالوا نقرأ هذه الآيات من “سورة القصص”.

[قال تعالى: “وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون. وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون. قل أرأيتم أن يجعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون. قل أرأيتم أن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون. ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذي كنتم تزعمون. ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل منهم ما كانوا يفترون”. (القصص 68ـ75)].

معاني المفردات والتركيبات. الشرح. تدريبات: 1) أجب: أـ ما نعم الله التي وردت في الآيات؟ ب ـ اذكر نعما أخرى لم ترد في هذه الآيات. جـ ـ ما جزاء المشركين في الدنيا والآخرة؟ د ـ ما جزاء المؤمنين في الدنيا والآخرة؟  5) تحدث عن عناد المشركين والكفار ومحاولتهم طمس الحقائق الواضحة في الكون عن وحدانية الله. 8) اكتب ما يلي بالخط النسخ والرقعة: قال الله تعالى: “سبحان الله وتعالى عما يشركون”.

* تعليق: هذا درس في معتقدات معينة حول طبيعة الإله، الذي يبدو ـ طبقا لمتن الدرس ـ أن لا يحكم تصرفاته شيء غير مشيئته المطلقة ـ وهو موضوع نظن أن علماء المسلمين أنفسهم يختلفون حوله. من ناحية أخرى، ترى المسيحية أن الإله كليّ القدرة تنبع إرادته ومشيئته من طبيعته (الله محبة) ومن عقلانيته وعدله.

كذلك، عقيدة الجبرية التي يبثها هذا الدرس تناقض المسيحية التي تؤمن بأن الإنسان مسئول وبالتالي مخيّر وحر الإرادة (في نطاق قوانين الطبيعة وحرية الآخرين). إذن، يجب ألا تفرض هذه الآراء والعقائد على التلاميذ غير المسلمين. أيضا، فالكلام عن “الشرك” لا يفوت على المدرسين الذين ينتهزون الفرصة للغمز واللمز ضد المسيحيين.

5ـ الصف الثاني ـ الوحدة الأولى ـ الدرس الثالث: “كيف أصنع مستقبلي؟”

إن الإنسان الآن أصبح يملك كثيرا من الإنجازات العلمية (..) ومن أجل ذلك عليه أن يحدد موقفه ابتداء من قضايا مهمة وفاصلة.. يأتي في مقدمتها موقف الإنسان من الإيمان بالله، والرضا بالقضاء والقدر.

يقول (ص): “إذا أصبح ابن آدم معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها”. (..)

* تعليق: مرة أخرى، مذهب القدرية الذي يتعارض تماما مع المسيحية.

6ـ الصف الثالث الإعدادي ـ الوحدة الأولى “الحياة علاقات وروابط” ـ الدرس الرابع: “صلة الرحم”

من أجمل العادات والتقاليد المصرية الالتزام بواجب صلة الأرحام، أي الحرص على العلاقات الأسرية والترابط بين الأهل والأقارب (مثل..) التزاور في الأعياد والمجاملات في المناسبات، وتلك العادات ورثها الآباء عن الأجداد والأبناء عن الآباء، وقد جاءت بها الديانات السماوية، وحرص عليها الدين الإسلامي الحنيف أشد الحرص (..) وفي هذا يقول رسول الله (ص): (في إطار ملون): [“لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: إنه ليس رحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة”. (رواه الطبراني عن أبي موسى الأشعري)].

* تعليق: لماذا لا يتكلم الدرس عن “الأقرباء” بدلا من تعبير “صلة الرحم” الذي ينبع من تفكير قبلي ضيق حول العلاقات بين الناس. هذا يبعد تماما عن اهتمام المسيحية بالعلاقة مع الغريب أيا كان (مثال السامري الصالح) ومحبة العدو.

***

سادسا: تحريف وتزوير التاريخ

1ـ الصف الثاني الإعدادي ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الرابع: “يا قدس”

متن الدرس: القدس مدينة عريقة مقدسة مباركة، بارك الله حولها وأسرى بنبيه محمد (ص) إليها. القدس جارة المسجد الأقصى، أولى القبليتين وثالث الحرمين الشريفين الذي تشد إليه الرحال، وتعوى إليه الأفئدة المؤمنة بالله، لأنه ليس مجرد مسجد للصلاة، بل مرتكز عقيدة، وموئل فكرة، ورمز قدسية، وطهر وبركة ونصر. والقدس اليوم تنزف جراحها ويدوي أنينها، وتملأ استغاثتها الآفاق، ولن يغفر التاريخ للعرب والمسلمين إذا تخاذلوا عن إنقاذ القدس وتحريرها.

قصيدة للشاعر هارون هاشم رشيد. معاني المفردات والتراكيب. الفكرة الأولى: القدس عبق التاريخ. الفكرة الثانية: القدس تتألم. الفكرة الثالثة: نداء الوطن (الإسلامي الكبير). الفكرة الرابعة: القدس عربية. تدريبات.

* تعليق: القدس هامة بالنسبة للمسلمين فقط!!! ولا كلمة ولا حرف عن مكانتها عند المسيحيين أو اليهود: منتهى العجرفة والشوفينية! وما هو هذا “الوطن الإسلامي الكبير” الذي يتحدث عنه الدرس؟ هل نعيش في دولة الخلافة؟

2ـ الصف الثالث الإعدادي ـ الوحدة الثانية: “بلادي .. أمجاد وتاريخ” ـ الدرس الأول: “أمجادنا بين الماضي والحاضر”

الفخر من الأمور المحببة لدى كثير (..) وها نحن نفخر بالماضي الفرعوني وما صنعه الراحلون منذ آلاف السنين، نفخر بعلمهم وفنهم وسبقهم. وها نحن أيضا نفخر بالماضي العربي، بعد ظهور الإسلام، حيث كانت الحياة العربية الإسلامية، حياة حضارة دينية، وحضارة علمية وأدبية، وحيث امتدت الفتوحات الشريفة إلى الصين في الشرق والأندلس في الغرب، وإلى فارس في الشمال وإلى أفريقيا في الجنوب. (..)

معاني المفردات والتراكيب: (الفتوحات الشريفة: التي لم يكن هدفها الاعتداء أو البغي).

* تعليق: الغزوات، كما تسميها كتب التاريخ الإسلامي، تحولت إلى فتوحات “شريفة”، “لم يكن هدفها الاعتداء أو البغي”!؟ ماذا يحدث لو ركب أحد التلاميذ رأسه خلال الحصة وتساءل ببراءة: ما الفرق بين “الفتوحات الشريفة” وبين الغزو والاحتلال الذي قام به الهكسوس أو الفرس أو الرومان أو المغول أو التتار؛ أو الاستعمار الأوروبي في العصور الحديثة؟ وهل ارتباط تلك “الفتوحات” بالإسلام وبمحاولة “الدعوة” إليه يعطيها حصانة تاريخية خاصة؟؟

***

سابعا: بث أسس الدولة الدينية

1ـ الفصل الثالث الابتدائي ـ الوحدة الأولى “مواقف وسلوكيات” ـ الدرس الرابع: “رائد الفصل” ـ أنشطة وتدريبات: اقرأ واحفظ وتعلم (في إطار ملون): [قال الله تعالى: “والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون” الشورى، الآية 38].

* تعليق: يوضح الدرس أن التدريب على الأعمال القيادية، حتى لو كان ريادة الفصل، عمل يقوم به الناس استجابة لربهم، ويرتبط في ذات النص بإقامة الصلاة. الفكرة واضحة: القيادة والريادة “للمؤمنين” وحدهم.

2ـ الصف السادس ـ الوحدة الأولى ـ الدرس الخامس ـ  نصوص وتذوق: “طاعة أولى الأمر وسلامة المجتمع”.

أهداف الدرس: في نهاية الدرس ينبغي أن يكون التلميذ قادرا على أن:

ـ يتلو الآية القرآنية ويقرأ الحديث الشريف قراءة جهرية سليمة معبرة.

ـ يبين معنى الآية الكريمة والحديث الشريف.

ـ يتذوق بعض مظاهر الجمال (..)

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟

ـ طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر ـ حب الناس. ـ الإسراع في أداء الواجب ـ الرجوع إلى المصادر التشريعية.

متن الدرس: من ولي الأمر؟ ولي الأمر هو كل من يرعى غيره، فالأب ولي أمر، ورئيس العمل ولي أمر، وكل إنسان مسئول عن أشخاص يرعاهم هو ولي أمر، وطاعته واجبة في غير معصية الله لقوله تعالى: [“يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول” (النساء 59)].

والحديث الشريف الآتي يوضح لنا هذه الطاعة في غير معصية الله: [عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي (ص) أنه قال: “على المرء المسلم السمع والطاعة، فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة”].

الشرح: عن وجوب طاعة ولي الأمر…”..وألا نعصيه إلا في حالة واحدة، هي أن يأمر ولي الأمر بشيء لا يرضي الله، حينئذ لا نسمع له، ولا نطيع”.

(..) ويجب على ولي الأمر (..) أن يؤدي واجبه نحو رعيته (..) وبذلك يستحق السمع والطاعة مادام ملتزما بأوامر الله ـ سبحانه وتعالى ـ وتعاليم الرسول (ص) حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

مظاهر الجمال:

ـ (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر) …تعبير يؤكد أن طاعة أولي الأمر فيما يرضي الله ورسوله من طاعة الله.

ـ (فردوه إلى الله ورسوله) أمر يحث على أهمية الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة عند اختلاف الرأي.

ـ (فلا سمع ولا طاعة): تكرار النفي يؤكد على أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

معلومات وأنشطة إثرائية: خطبة الرسول: “تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا (كتاب الله وسنة رسوله)”.

تدريبات: (1) من أولو الأمر؟ (2) بماذا أمرنا الرسول (ص) في هذا الحديث؟ (10) ماذا يحدث لو ـ خالف الحاكم أوامر الله سبحانه وتعالى؟ ـ اتبع ولي الأمر تعاليم دينه السمح؟ (11) اقرأ (النساء 59) ثم أجب على الأسئلة التالية: ـ إلام تدعو الآية الكريمة؟ ـ إلى من يحتكم الحاكم والمحكوم إذا اختلفا في أمر من الأمور؟ (12) اقرأ (الحديث) ثم أجب على الأسئلة: أـ ما المقصود بالمعصية؟ جـ ـ يدعم الإسلام وحدة الأمة واجتماعها على كلمة واحدة. اشرح ذلك في ضوء فهمك للحديث الشريف.

* تعليق: هذا كلام في منتهى الخطورة. ليس مجرد أوامر ونواهي موجهة للتلميذ المسلم، بل يتعلق بأسس التعامل في الدولة الدينية التي لا تلتزم بدساتير أو بمواثيق أو بقوانين، بل بالقرآن والسنة وتبين متى يمكن عصيان “ولي الأمر”. إنها دولة الفقيه التي تبشر بها جماعات الفاشية الدينية في مصر وتتحالف معها وزارة التربية والتعليم.

3ـ الصف السادس ـ الوحدة الثالثة “صحتي” ـ الدرس السابع: “طاعة الله واجبة”

تقديم: يدعو الله ـ سبحانه وتعالى ـ الناس جميعا إلى أن يحذروا الشيطان، ويبتعدوا عن طريقه لأنه طريق الشر والفساد، فالشيطان عدو للإنسان يقف له بالمرصاد، ويوسوس له ويحرضه على الفساد بجميع وسائله (..)

قال تعالى: [“يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون. وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين” (المائدة 90ـ92)].

أهداف الدرس: في نهاية الدرس ينبغي أن يكون التلميذ قادرا على أن:

ـ يتلو الآيات القرآنية تلاوة جهرية صحيحة معبرة. (..) ـ يستخلص ما يرشد إليه النص.

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟

ـ الشيطان عدو الإنسان. ـ الخمر والميسر من المفسدات. ـ الله يغفر الذنوب لمن يشاء ماعدا الشرك به. ـ طاعة الله واجبة.

معاني المفردات ـ الشرح ـ مظاهر الجمال:

ـ “يا أيها الذين آمنوا”: نداء يدل على حب الله للمؤمنين.

ـ “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول”: تعبير يدل على صدق الرسول وضرورة اتباع أوامره.

معلومات وأنشطة إثرائية:

ـ ما حرم الله من شيء إلا وكان فيه خير للإنسان.

ـ اذهب إلى حجرة الحاسب الآلي بالمدرسة ـ واجمع الآيات القرآنية التي تشير إلى ما حرمه الله عز وجل، وعلقها بمجلة حائط المدرسة.

* تعليق: كلام في منتهى الخطورة حول طاعة الله والرسول كأسس للتعامل ـ أي الحاكمية في الدولة الدينية. أضف لذلك الغمز واللمز حول “الشرك” وكيف ينتهز المدرسون الفرصة للتعريض بعقيدة التثليث والتوحيد عند المسيحيين. [بالمناسبة، على مؤلفي كتب اللغة العربية تحسين مستواهم اللغوي: التعبير الصحيح يجب أن يكون “ما حرّم الله من شيء إلا وكان “في تحريمه” (وليس “فيه”) خيرٌ للإنسان”].

4ـ الصف الأول الإعدادي ـ الوحدة الرابعة “سلوكيات” ـ الدرس الثاني “واجب الجماعة”

ماذا نتعلم في هذا الدرس؟ ـ اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه (..)

وهب الله الإنسان نعمة العقل، ليميز به بين ما ينفع وما يضر، ويتبع أوامر الله ويجتنب نواهيه (..) فالحرية ليست مطلقة وإنما هي مقيدة بحيث لا تخالف منهج الله، ولا تضر بالآخرين (..) وفي هذا الحديث الشريف يعالج الرسول (ص) تلك القضية: [“عن النعمان بن بشير (ض)، أن النبي (ص) قال: “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نثيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا؛ فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم، نجوا ونجوا جميعا”].

معاني المفردات والتراكيب. الشرح (حول من ينفذون أوامر الله ويجتنبون نواهيه، ومسئولية الجماعة في اتخاذ موقف حازم ضد الآخرين). مظاهر الجمال. تدريبات (ما المراد بحدود الله؟)

* تعليق: درس حول “واجب الجماعة” وأوامر الله ونواهيه وحدوده في الدولة الإسلامية. لاحظ “مسئولية الجماعة” في اتخاذ “موقف حازم” ضد “الآخرين” الذين لا يتبعون أوامر الله ونواهيه (الإسلامية) ؟؟!

5ـ الصف الثاني الإعدادي ـ الوحدة الثانية: السلام أمل الإنسان” ـ الدرس الأول: “مفهوم السلام”

(..) مفهوم السلام الواسع يعني السلام الإيجابي (..) في ظل مجتمع يعتمد على تبادل المنافع والأفكار ولذلك يقول (ص): [“لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”].

(..) ولكن على من تقع مسئولية التربية من أجل حماية السلام؟ إن هذه مسئولية جماعية تشارك فيها كل المؤسسات التربوية بداية من الأسرة (..) كذلك دور العبادة، فالمسجد والكنيسة لهما دور رئيسي في تعليم الجدال بالحسنى والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وتكوين الفرد وتربيته تربية تعتمد على تنمية قدرات التفكير الناقد والتفكير التحليلي، والقدرة على حل المشكلات، وكلها تجعل الفرد قادرا على التمييز بين الغث والثمين (..) وهنا يعلنها النص القرآني واضحة حينما قرن بين الاختيار الحر لأغلى ما يملك الإنسان مشفوعا بالوعي الكامل والقدرة على التمييز “لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي”.

* تعليق: الكلام في ظاهره عن حماية السلام، لكن الحديث المستنَد إليه هو عن ضرورة تحاب “المؤمنين” لكي يدخلوا الجنة. أما “حرية العقيدة” فهي مشروطة بوجود نص قرآني، وليس لأن القوانين والدساتير ومواثيق حقوق الإنسان تكفلها!

6ـ الصف الثاني الإعدادي ـ الوحدة الثانية ـ الدرس الثالث: “وإن جنحوا للسلم”

كما ذكرنا (..) أن الحرب تكون أحيانا ضرورة للحفاظ على السلام (..) لكن إذا تراجع المعتدي عن الحرب وطلب الصلح والسلم فإن الله (سبحانه وتعالى) يأمرنا بأن نتماشى مع هذا المطلب ونجنح للسلم والسلام. وفي هذا المعنى نزلت هذه الآيات من سورة الأنفال لتحضنا وتحثنا على احترام قيمة السلام.

قال ـ تعالى ـ (في إطار ملون) [“وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يَعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تُظلمون. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم. وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين. وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزز حكيم. يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين.” (الأنفال: 60ـ64)]

معاني المفردات والتراكيب ـ تدريبات.

* تعليق: ظاهر الكلام عن السلم، لكن الموضوع هو عن صراع المؤمنين مع غير المؤمنين.

7ـ الصف الثالث الإعدادي ـ الوحدة الأولى ـ الدرس الثاني “من ملامح الشخصية المصرية”

الشعب المصري من أقدم شعوب العالم، ويتميز بقدم الحضارة في ربوع بلاده، وبوحدة تاريخه وبوحدة أرضه منذ آلاف السنين، فهو أول شعب صنع الحضارة والمدنية (..) ومن أهم خصائص الشخصية المصرية، خصيصة التدين. وبما أن الوطن العربي هو مهد الديانات السماوية، ومصر قلب العروبة، فقد ظلت مصر قلعة تحمي الأديان من عبث العابثين، ولأن المصريين شعب متدين، فهو شعب متسامح، غير متعصب، ويظهر الاهتمام الشعبي بالدين في الإسهام في بناء المساجد في كل حي، وأحيانا في كل شارع، وتزدحم المساجد بالمصلين في يوم الجمعة، وتمتليء الكنائس بالمسيحيين يوم الأحد، ويمثل المسجد المركز الديني والثقافي للقرية، ويقوم إمام المسجد بدور مهم حيث يستشره الناس في كل كبيرة وصغيرة من شئونهم. وجامعة الأزهر أكبر جامعة إسلامية في العالم، ويتخرج منها علماء الدين الذين يوجهون النشاط الديني للمصريين، وغيرهم من المسلمين في العالم منذ مئات السنين.

ويستخدم المصريون بعض العبارات الدينية عشرات المرات في حياتهم اليومية. فمثلا (..) عن المستقبل: إن شاء الله (..) وعند الانتصار أو الإعجاب: الله أكبر (..)

ومن أهم خصائص الشخصية المصرية: الوطنية والفداء. فالإنسان المصري يتمسك بأرضه ووطنه حتى الموت، ففي حالة هجوم عدو، يهب الشعب المصري هبة رجل واحد للذود عن الوطن، لا فرق بين مسلم ومسيحي، رجل أو امرأة (..)

* تعليق: ظاهر الدرس هو الشخصية المصرية المتسامحة وغير المتعصبة (هل مازالت كذلك؟!) لكن حتى عندما يتكرم بذكر “الكنائس” و “المسيحيين” (مرة واحدة خلال سنوات الدراسة التسع)، فإنه يؤكد أن الاهتمام بالدين يظهر في بناء “المساجد” في كل حي وكل شارع، واستشارة إمام المسجد في كل كبيرة وصغيرة. إنها دولة الفقيه!

8ـ الصف الثالث الإعدادي ـ الوحدة الرابعة ـ الدرس الأول: “للرجال نصيب .. وللنساء نصيب”

متن الدرس: تقديرا من الإسلام لمكانة المرأة في المجتمع، صان كرامتها، وحفظ كيانها، ودعا إلى إنصافها بإعطائها حقوقها التي فرضها الله تعالى لها، كالمهور والميراث وإحسان العشرة. والآيات التالية تنظم العلاقة بين الرجل والمرأة، وتبين حقوق كل منهما على الآخر، وتوضح الطريق الصحيح لرضا الله من عباده.

قال تعالى [“يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالبطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا. إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. ولا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما. ولكل جعلنا موالى مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فأتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا” (النساء: 29ـ33)].

معاني المفردات والتراكيب. الشرح. مظاهر الجمال. تدريبات.

* تعليق: هذا درس حول أوضاع المرأة في الدولة الإسلامية… بالمناسبة: هل يمكن للطالب مناقشة موقف الشريعة من المرأة مناقشة صريحة؟!


* كاتب وباحث ـ وعضو في “مصريون ضد التمييز الديني”

[1] يذهب بعض الباحثين إلى اعتبار التطهير الثقافي وسيلة من وسائل “التطهير العرقي”، الذي لا يقتصر بالضرورة على الإبادة والتهجير، بل يتدرج في سبل تحقيقه ليشمل التمييز الصارخ والتذويب القهري ومحو الهوية. (راجع: Petrovic, “Ethnic Cleansing – An Attempt at Methodology, EJIL-V.5)..

——————————————-

إنتهت هنا دراسة المهندس عادل الجندى ، والحقيقة ان ما كتبه لا ينطبق فقط على مناهج مادة اللغة العربية بل يوجد أيضاً فى مادة مناهج الدراسات الإجتماعية ، بل وحتى مادة التربية الفنية!!!

وها هو امتحان امتحان نصف العام لمادة التربية الفنية  للعام الدراسى 2009-2010- للصف الأول الإعدادي بإدارة أبو حمص التعليمية التابعة لمحافظة البحيرة :

طالبًا التعبير باستخدام الألوان لأحد مناسك الحج الإسلامية وهي الوقوف بجبل عرفات، حيث يقف الحجيج وهم يلبسون ملابس الإحرام متضرعين إلى الله، رافعين الأيدي تلبية لنداء الله سبحانه وتعالى.
وفي السؤال الثاني عن التصميم الابتكارى، طالب رسم الكعبة الشريفة مستعينًا بكتابة (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) في مساحة 20 * 25 سم !!!!

شهادة المستشارة نهى الزينى عن أحداث نجع حمادى

جريدة الدستور

أجرى الحوار هدى أبو بكر

الأربعاء  2010-01-27

د. نهى الزيني: الجرائم الطائفية ستزداد إذا لم يتم القصاص من المجرم الحقيقي

أحد الأقباط قال لي: «الحكومة اختارت مجدي أيوب حتي لا نطالب بمحافظ قبطي مرة أخري»

نهى الزينيعقب الأحداث التي وقعت بنجع حمادي ليلة عيد الميلاد بأيام قليلة، اتجهت المستشارة الدكتورة نهي الزيني إلي هناك قاصدة الكشف عن الحقيقة وراء الدوافع لارتكاب الجريمة لأنها – كما قالت – لم تقتنع بما تم ترويجه والإصرار عليه من الربط الشديد بين هذا الحادث وحادث اغتصاب طفلة فرشوط ورأت أنه ربط غير منطقي وأن الحادث لم يكن بهدف الثأر، وأن هناك شيئًا تحاول الجهات الأمنية إخفاءه فقررت الذهاب إلي مكان الحادث بمفردها ودون أي ترتيبات مسبقة وتتحدث مع جميع الأطراف سواء أهالي الضحايا أو الكنيسة أو المسلمين أو الأقباط في الشارع، «الدستور» التقت الزيني لسماع شهادتها حول ما رأته بنجع حمادي وما أبلغه لها أسقف مطرانية نجع حمادي الأنبا كيرلس والأهالي بنجع حمادي.

> ذهبتِ إلي نجع حمادي عقب الأحداث الأخيرة، حدثينا عن هذه الزيارة: ما أسبابها ومن الذين التقيتهم؟

– شعرت بعد أحداث نجع حمادي الأخيرة بأن هناك نقلة نوعية في حوادث الفتنة أو الاحتقان الموجود بين المسلمين والأقباط منذ فترة طويلة، لأن القتل كان هذه المرة علي الهوية أي أن هناك مجرمًا استهدف الأقباط بشكل عشوائي لمجرد أنهم أقباط بصرف النظر عن شخصياتهم أو وجود علاقة مباشرة أو خلافات بينه وبينهم، يعني المسألة هذه المرة مختلفة وخطيرة جدًا وكان من الصعب تفسيرها كما حدث في المرات السابقة بأن هناك خلافات عادية بين مواطنين تصادف أن بعضهم مسلم والبعض الآخر مسيحي، ولكن تطور الأمر بسرعة كبيرة ففوجئنا بأنه يتم القبض علي المتهمين بالقتل وأنهم مجرد بلطجية مأجورين وقبل أن تنتهي النيابة من تحقيقاتها بل حتي قبل أن تبدأ فيها كان الخطاب الرسمي يؤكد ويصر بطريقة غريبة من خلال البيانات شبه الرسمية ومناقشات مجلس الشعب والتسريبات الحكومية للإعلام ومقالات الكتاب الأمنيين أن الجريمة فردية وأنه لا يوجد محرض عليها وأن هذا القتل العشوائي لأقباط نجع حمادي كان للانتقام من جريمة اغتصاب شاب قبطي لطفلة مسلمة في فرشوط وهو ما أكد لي أن المسألة وراءها سر يحاول النظام إخفاءه خاصة بعدما ترددت أسماء من أعضاء الحزب الوطني علي علاقة وطيدة بالمتهم الكموني وعلي خلاف مع مطرانية نجع حمادي، وكذلك فإن الإصرار الشديد علي ربط جريمة نجع حمادي بجريمة اغتصاب الطفلة في فرشوط غير منطقي فالثأر في الصعيد خاصة في جرائم الشرف لا يتم أخذه من خارج عائلة الجاني ناهيك عن أن يكون في مدينة أخري ولا يتم أخذه أبداً عن طريق قتلة مأجورين وبهذه الطريقة العشوائية لأن صاحب الثأر هناك يفتخر بأنه اقتص من المجرم بنفسه وغسل عاره بيده، إذاً فالمسألة لا يمكن أن تكون كما حاولت الجهات الأمنية وأعضاء الحزب الوطني وإعلامه تصويرها وإنما هناك بُعد آخر سوف تؤدي التغطية عليه إلي إشعال مزيد من الفتنة التي تهدد بحرق البلد لذلك قررت أن أذهب إلي مكان الحادث بمفردي ودون أي ترتيبات مسبقة وأن أتحدث مع جميع الأطراف سواء أهالي الضحايا أو الكنيسة أو المسلمين والأقباط في الشارع وفي كل مكان وأترك عقلي وحده يحكم علي الأمور.

> كيف وجدتي الحال هناك عقب الأحداث وماذا دار بينك وبين الناس في الشارع أو الكنيسة؟

– الحال هناك كان لا يسر إلا الأعداء الذين لا يريدون لهذا البلد أي خير، تصوري أن يتم إطلاق نار عشوائي علي مجموعة من الشباب القبطي بعد خروجهم من قداس عيد الميلاد، هذه جريمة مرعبة ومؤامرة مدبرة وحقيرة بكل المقاييس، المسلم الوحيد الذي قتل في المذبحة لم يكن القتلة يعلمون أنه مسلم بل كانوا يعتقدون أنه مسيحي ولذلك قتلوه، هذا ليس كلام الأقباط وحدهم ولكني سمعته من المسلمين أيضاً وهو ما أكدته الملابسات التي أحاطت بالحادث، أنا تجولت في الشارع القناوي وتحدثت مع الجميع مسلمين وأقباطًا وذهبت إلي المطرانية لأقدم العزاء إلي الأنبا كيرلس وباقي الكهنة ثم مررت علي بيوت أسر القتلي وجلست في معازيهم ومنحت نفسي الوقت الكافي لأستمع إلي الجميع وكانت هناك رغم الأحزان روح ثقة ومحبة بيني وبينهم، هم وثقوا بي وفي أنني لم أحضر في مهمة تهدئة شكلية ولم أحضر لأمثل عليهم – كما قالوا لي – ولكني حضرت من أجلهم هم وهذا كان حقيقيًا ووصل إليهم، الجميع هناك مسلمين وأقباطًا يسخرون بمرارة من الرواية الرسمية ولأنهم صعايدة حقيقيون وليسوا صعايدة مسلسلات فإنهم يعلمون أن ثأر طفلة فرشوط لا يمكن أن يؤخذ بهذه الطريقة وأن هذا ثأر آخر بين الكنيسة والحزب الوطني دفع ثمنه هؤلاء المساكين من الشعب الذي لا ناقة له ولا جمل ولا مكسب له من اتفاق الكنيسة والحزب وإنما هو يسدد دائماً فاتورة الخلاف بينهما حتي من دماء أبنائه.

> وماذا بشأن ما تردد من أن هناك محرضًا وراء الحادث بخلاف المتهمين الثلاثة؟

– هذا أمر واضح كالشمس، ففي أي جريمة لابد من التفتيش عن صاحب المصلحة في ارتكابها، أما حمام الكموني المتهم الرئيسي فهو معروف في قنا بأنه مجرد بلطجي يقوم بتهديد المسلمين والمسيحيين للحصول علي إتاوات منهم كما يقوم مرشحو الحزب الحاكم بتأجيره لمساندتهم في الانتخابات ومن أجل ذلك من الممكن أن يرتكب جميع أنواع الجرائم المعروفة للأسف في الانتخابات المصرية ثم إنه مسجل خطر وكان معتقلاً وأفرج عنه بتدخل من أحد أعضاء مجلس الشعب الذي تردد أنه تربطه به صلة وثيقة وعندما التقيت الأنبا كيرلس دار بيني وبينه حديث طويل أمام الكهنة ثم جلسنا منفردين لفترة ذكر لي فيها أسماء ووقائع محددة لن أذكرها لأنه هو وحده حر في أن يبوح بها للإعلام أو لا، وأعرف أن الكنيسة لديها حسابات معينة مع النظام وما يعنيني هو هؤلاء الضحايا الأبرياء ومحاولة البعض إشعال حريق بين المسلمين والمسيحيين وتصوير المذبحة علي أنها جريمة إسلامية وهي في الحقيقة جريمة نظام مستعد في سبيل البقاء في الحكم للتضحية بالبلد كله، أؤكد لك أن هذا هو ما يدور في الشارع القناوي وأهالي الضحايا يعلمون جيداً أن الكموني ورفاقه مجرد أدوات استخدمها المجرم الحقيقي لقتلهم، المشكلة أن الناس خائفة من الحديث بصراحة وهؤلاء المساكين ضحايا لضغوط النظام والكنيسة وللقهر الأمني لكن السكوت لن يكون في صالح مصر فالنار مشتعلة تحت الرماد وما لم تتم مواجهة الحقائق وكشفها دون مداراة وما لم يؤخذ القصاص من المجرم الحقيقي فإني أبشركم بمزيد من الأحداث المشابهة وبمزيد من التصعيد الذي يؤدي لا قدر الله إلي تقسيم وطن ظل موحداً منذ آلاف السنين.

> رد فعل الأقباط هذه المرة كان مختلفًا، اتضح ذلك من خلال نوع الهتافات في تظاهرهم الأمر الذي يؤكد بالفعل دخول مصر في أحداث طائفية كبيرة، ما رأيك؟

– نعم هناك نقلة نوعية كما قلت لك وهناك تغير في رد فعل الأقباط حتي تجاه الكنيسة نفسها، فبعض الأقباط ثاروا علي الأنبا كيرلس عندما تراجع عن تصريحاته الأولي ولكن تظل السلطة الروحية للكنيسة مسيطرة علي الشعب القبطي ومن يعرف طبيعة المذهب الأرثوذكسي يعرف ماذا تمثل الكنيسة بالنسبة لأقباط مصر وهو ما جعل الأنظمة تحاول دائماً كسب ولائهم ليس بتوفير احتياجاتهم أو بمعاملتهم معاملة آدمية ومنحهم حقوقهم وإنما بعقد الصفقات مع الكنيسة وهو ما يؤدي إلي بقاء نيران الغضب مشتعلة تحت رماد الوعود البراقة غير القابلة للتنفيذ أو بعض المكاسب الوقتية وما يترتب عليها من تهدئة كنسية لا تغير في قليل أو كثير من الأحوال المتردية لمعظم الشعب القبطي، أما التغير الواضح هذه المرة فكان في ثورة الأقباط علي النظام وشعورهم بأنه يخدعهم ويتاجر بقضاياهم ويضطهدهم وهذا تطور كبير، ففي الوقت الذي يحاول فيه كتاب ودعاة الفتنة من اللادينيين وبعض أقباط المهجر رسم صورة مزيفة لصدام بين مسلمي وأقباط مصر بدت ثورة الأقباط الحقيقيين في اتجاه النظام ويده الأمنية التي ظهر دورها في أحداث نجع حمادي بوضوح ولذلك كانت الهتافات هذه المرة ضد النظام ورجاله ولأول مرة جاءت مطالب الأقباط واضحة ومحددة في إقالة محافظ قنا ومدير الأمن ومحاسبة المتورطين والمحرضين علي جريمة ليلة عيد الميلاد وتوابعها.

> ماذا تقصدين بتوابع الجريمة؟

– ما حدث في اليوم الثالث للمذبحة أي يوم الجمعة وبعد دفن الضحايا يوم الخميس كان أبشع مما يمكن تصوره فقد دخلت مدينة نجع حمادي مجموعات غير معروفة للأهالي تحرق وتنهب محلات الأقباط وتدمر ممتلكاتهم بطريقة وحشية، أنا رأيت آثار ذلك بنفسي فمتاجر المسلمين والأقباط في المدينة متلاصقة فتجدين متجر القبطي محروقًا وقد سرقت بضاعته أو حطمت، بينما متجر المسلم بجواره مفتوح ومملوء بالبضاعة، لقد سألت بعض المسلمين الذين شهدوا حوادث الجمعة ومنهم أسرة عريف الشرطة الذي قتل خطأ مع الأقباط فأكدوا لي ما حدث وعبروا عن أسفهم الشديد لذلك، أما من هم هؤلاء الأشخاص الذين فعلوا هذه الفعلة الشنيعة ومن أين جاءوا وأين كان الأمن الذي انتشر في المدينة بكثافة منذ مساء الأربعاء؟ لا أحد يعلم، لقد كانت الأحداث تتسارع بصورة خطيرة وكلها تحقق الهدف نفسه أن يظهر المشهد وكأن هناك فتنة طائفية تشتعل في مصر وأن هناك اضطهادًا لأقباطها وأن من يقوم به هم المسلمون، لذلك سمعت من البعض أن هذه العصابات كانت تردد عند نهبها وتخريبها عبارة «الله أكبر» وهذا طبعاً إخراج ساذج وعبيط للمشهد كما أن هناك بعض الأدلة التي استرعت انتباهي وهي تدل علي عكس الرسالة التي أراد هؤلاء توصيلها ولكني لن أكشف عنها إلا في الوقت المناسب.

> وما رأيك في سبب حملة الأقباط علي محافظ قنا؟

لقد ذكرني سؤالك بشيء مهم فأنا ذهبت إلي نجع حمادي عن طريق الأقصر وتجولت في قراها وفي مدينة قنا وكنت أعتقد أن الإعلام قد بالغ في إظهار إنجازات المحافظ السابق اللواء عادل لبيب ولكن الحقائق التي لا نعلمها إلا من أفواه البسطاء كشفت لي عن محبة الشارع القناوي الحقيقية له والفخر بإنجازاته، أما اللواء مجدي أيوب فأنا أشهد أنني لم أقابل أي شخص سواء كان مسلماً أو قبطياً يثني عليه، أنا لا أعرفه ولا أعرف عادل لبيب ولست مؤيدة أو معارضة لأيهما ولكني أذكر الحقائق التي رأيتها وسمعتها فكلما سألت أي شخص عن المحافظ الحالي ذكر لي مآثر السابق وهذا أعطاني مؤشرًا غير نهائي بالطبع علي مدي شعبيته، صحيح أنني أعلم أن انعدام شعبية المسئول أصبحت حالياً إحدي نقاط قوته وسببًا من أسباب بقائه في منصبه، ولكن لا مفر من ذكر الحقيقة وكما قال لي أحد الأقباط هناك إن النظام جاء بهذا المحافظ لكي لا نطالب بمحافظ قبطي مرة أخري، ربما يكون في هذا الكلام شيء من الحقيقة وإلا فكيف نفسر الحملة المؤيدة والمدافعة عن المحافظ الحالي سواء في مجلس الشعب أو في الإعلام الحكومي رغم أن كارثة مثل كارثة نجع حمادي كانت كفيلة بالإطاحة به وبمدير الأمن دون حتي أي مطالبات شعبية.

> ما رأيك في السبب وراء تكرار مثل هذه الحوادث وبصفة خاصة في صعيد مصر؟

– ليس صعيد مصر وحده فقد بدأت أحداث الفتنة في القاهرة منذ أيام السادات ومنذ أن بدأ لعبته الخطيرة بضرب فئات الشعب ببعضها ولا ننسي أحداث الخانكة أو الزاوية الحمراء كما أن هناك بعض الأحداث التي أشعلت مدينة الإسكندرية أكثر من مرة، ربما يكون التركيز أكثر علي الصعيد لأن فيه الكتلة السكانية الأكبر من أقباط مصر، كما أنه يعاني بصورة مضاعفة من مشاكل الجهل والفقر والبطالة والعصبيات القبلية التي قد تلبس عند الضرورة مسوح الانتصار لدين علي دين، هذا بالنسبة للأحداث العادية التي يكون أطرافها مسلمين وأقباطًا أما حادثة نجع حمادي فأنا أري أنها نسيج وحدها وأنها تؤرخ لمرحلة جديدة في تاريخ مصر التي أجرؤ لأول مرة علي أن أسميها الفتنة الطائفية فقد كنت حتي ما قبل هذه الأحداث أرفض هذا التعبير وأصر علي أن مصر لا توجد بها طوائف وأن شعبها واحد تختلف اعتقادات أفراده، أما اليوم فأنا أري بالفعل فتنة في الشارع المصري.. حقيقة أن الأغلبية المسلمة من الشعب بريئة من جريمة نجع حمادي وتوابعها لكنها ليست بريئة من عدم إبداء التعاطف الكافي مع الضحايا والوقوف إلي جانبهم ولا من الانسياق وراء الادعاء أن هذه الجريمة فردية وأنها ثأر لاغتصاب طفلة مسلمة وغير ذلك مما يجافي المنطق وطبيعة الأمور، لقد سمعت من يقول إن الأغلبية لا يمكن أن تمارس اضطهاداً ضد الأقلية وإنما تأتي الفتن من تحرش الأقلية بالأغلبية وهذا صحيح من بعض الوجوه ولكني مع ذلك أقول إن الأغلبية هي المسئولة عن وجود نظام يضطهد شعبه وأن الأغلبية السلبية المتخاذلة هي التي أفرزت الاستبداد والفساد الذي تعاني منه الأقلية بشكل أكبر.

> معني هذا أنك ترين أن هناك اضطهادًا للأقباط في مصر؟

– هناك في مصر اضطهاد للأقباط وللمسلمين معاً ولكن مسئولية الأغلبية تكون أكبر ومعاناة الأقلية تكون أكبر أيضاً لذلك يمكنني أن أعذر الأقباط في شعورهم بالتمييز وبالاضطهاد، هذا من ناحية علاقة النظام بالشعب، أما من ناحية الشارع المصري فدعينا نتحدث بصراحة عن تصاعد موجات كراهية متبادلة بين الطرفين ليس علي مستوي العلاقات الفردية وإنما علي المستوي الجماعي، هناك شحن مستمر تقوم به أطراف عديدة عن عمد أو عن جهل: مؤسسات دينية وتعليمية وإعلام، بضاعة الكراهية أصبحت رائجة وأصبح مكسبها مضمونا إن لم يكن بين مصر والجزائر فبين مصر وغزة أو في الداخل بين المسلمين والأقباط، شعب مضغوط مثقل بالمتاعب منسحق تحت قبضة أمنية غاشمة وجهل بالقيم الدينية الرفيعة وفضاء مهيأ لكل ناعق بالكراهية وكل مشعل للفتنة، دعيني أسألك بصراحة: أي عدل في أن يكون من حقي كمسلمة أن أرفع أصوات ميكروفونات المساجد لتدوي خمس مرات في اليوم غير صلاة الجمعة بينما يتم التهجم علي منزل أحد المواطنين لمجرد أن اجتمع به بعض الأقباط لأداء الصلاة؟ من الذي أعطانا حق حرمانهم من إقامة شعائرهم؟ من أعطانا حق إذلال الناس لمجرد أنهم أقلية عددية رغم أن الله خلقهم أحراراً؟ لقد بعث الله نبينا صلي الله عليه وسلم رحمة للعالمين فلماذا أصبحنا نحن أتباعه شقاء للعالمين؟ إن خيرية أمة الإسلام كانت دائماً لغيرها أي للناس جميعاً «كنتم خير أمة أخرجت للناس» وأمرنا الله بالعدل حتي مع أعدائنا فما بالك بأهلنا وناسنا وأرحامنا من الأقباط الطيبين الودعاء المسالمين الذين أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم بهم خيرا؟ أنا أعذر الأقلية حتي لو قامت ببعض الأخطاء وإذا كنا نحن الأغلبية العددية فهذا يضع علي عاتقنا مسئولية حماية الأقلية ومسئولية إحداث التغيير الذي يصب في النهاية لصالح الشعب كله مسلميه وأقباطه، وحتي لو تجاهلنا الحقائق وأدرنا ظهورنا لها فقد فضحتنا مأساة نجع حمادي التي كان القتل والنهب فيها علي الهوية فما الذي قدمته الأغلبية؟ لا شيء، بل إن كثيرين كانوا علي استعداد لتصديق أن هذه الجريمة كانت ثأراً لبنت فرشوط، أقول لك ما هو أكثر رغم أنه مؤلم بالنسبة لي ولكنه حقيقي: لقد فاحت رائحة الشماتة المستترة من بعض الأفواه الصالحة، فهل بعد هذا تسألينني عن وجود اضطهاد لأقباط مصر؟

> من وجهة نظرك ماهي الحلول لعدم تكرار مثل هذه الحوادث؟

– علي عكس من ركبوا الموجة وبدأوا في التهجم علي الدين بعد الأحداث كوسيلة لتصفية حساباتهم الشخصية معه أو لتحقيق مكاسبهم المشبوهة حتي ردد بعضهم مطالب ساذجة ومكررة إلي درجة الملل بإلغاء مادة الدين من المدارس، فأنا أقول لك إن الحل في إعادة السلام بين المسلمين والأقباط هو أولاً في معرفة أن عدوهم واحد وهو الأنظمة والمؤسسات المستبدة والفاسدة التي يعاني منها الطرفان وهو ثانياً في تمسك كل طرف بدينه الحقيقي ومعرفة ما يأمر به من قيم العدالة والتسامح والمحبة والصدق مع النفس والتجرد لله وكلها قيم مشتركة لا خلاف عليها، ليس المطلوب من أي طرف أن ينافق الآخر علي حساب دينه، ليس المطلوب من أي طرف أن يضحي بشرائع دينه بدعوي أن هذا يحقق المواطنة، لقد أعجبني إصرار البابا شنودة علي التمسك بالشريعة الأرثوذكسية في مسألة الطلاق – رغم اختلافي معها – وقوله إننا لن نترك أحكام الإنجيل من أجل أحكام القضاء، لا لم أغضب للقضاء لأنني رأيت الحكم القضائي قد أخطأ بينما البابا علي صواب وفقاً للشرائع الكنسية، كنت أتمني أن أري للمؤسسات الإسلامية الرسمية ولو موقفا واحدا مماثلا، هكذا يكون التمسك بالعقيدة وهذا لن يغضب أحداً، لقد ذهبت إلي نجع حمادي ومازلت علي اتصال دائم بأهلها وسوف أقف إلي جانبهم وسوف أؤيد مطالبهم المشروعة بقدر استطاعتي لأنني مصرية مسلمة ولأن ديني أمرني بالعدل ولو علي حساب نفسي أو الأقربين وأمرني بمحاربة الظلم وأمرني بقول الحق ولو أغضب ذلك الناس جميعاً.

رابط التحقيق على موقع جريدة الدستور هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

——————-

كلمة من المدون لابد منها :

عقب الهجمة الشرسة على النائبة القبطية الشجاعة جورجيت قلينى لإصرارها على قول كلمة الحق فى مواجهة الحكومة ، كتبت تحت عنوان “الرجولة إسمها جورجيت”  أن كلمة الحق فى دولة الباطل بطولة ورجولة لا يقدر عليها الكثير من الرجال ، وأن  الرجولة ليست هى الذكورة بل هى الشهامة والشجاعة ونصرة المظلوم ونطق الحق عندما يكون للنطق به ثمناً غالياً .

وقلت أيضاً أن جوجيت قلينى إنضمت  لسيدات مصريات فضليات نفتخر ” برجولتهن ” رغم إختلافهن  فى المواقع أمثال البطلة جميلة إسماعيل والناشطة الحقوقية هالة المصرى والمستشارة نهى الزينى والناشطة ضد التعذيب دكتورة ماجدة عدلى والإعلامية بثينة كامل…. إلخ.  والحقيقة أننى وانا أكتب هذه السطور لم أكن اتخيل للحظة اننى سأشهد سفر السيدة الفاضلة المستشارة نهى الزينى إلى نجع حمادى . لتقف بنفسها على حقيقة ما حدث هناك من مجازر ومهازل.

سيدتى الفاضلة المستشارة الدكتورة نهى الزينى لكى خالص التحية ووافر الإحترام من مصرى مسيحى معجب منذ سنوات عدة بشجاعتك وصلابتك فى الحق . لقد أظهرتى للجميع بموقفك المشرف وسفرك إلى نجع حمادى وإعلانك بأنك ستقفين بجوار ضحايا نجع حمادى بقدر إستطاعتك ، جوهر المصرى الحقيقى الذى لا يرضيه الظلم ولا القهر لأى مصرى ، سيدتى الفاضلة أنتى وغيرك من الشرفاء أمل هذا الوطن فى النجاة من مصير لا نتمناه .. تقبلى تحياتى.

مطرانية ملوى تلغى احتفالات كوم ماريا العالمية..ومطرانية مغاغة تلجأ لمبارك للتصريح بإحلال كنيسة

جريدة وطنى

المنيا ـــ تريزا كمال :

قرر الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى فى سابقة هى الأولى إلغاء احتفالات كوم ماريا العالمية والتى كان مقرراً لها يوم السبت 6 فبراير المقبل … بعد أن تم دعوة عدد من الشخصيات العامة وعدد من الوزراء والمحافظين السابقين والحاليين وسفراء وقناصل عدد من الدول ..

وقال رأفت ميخائيل منسق عام الاحتفالات إن قرار الأسقف جاء تضامناً مع أقباط نجع حمادى عقب الأحداث المؤسفة الأخيرة .. مضيفاً أن تلك الاحتفالات تنظم سنوياً فى منطقة كوم ماريا بقرية دير أبو حنس بمركز ملوى وهو أحد أماكن زيارة العائلة المقدسة لمصر فى رحلة هربها من بطش الرومان، مؤكداً أن الاحتفالات تنظم لإحياء ذكرى زيارة العائلة المقدسة لمصر منذ أكثر من عشرين عاماً وهذه هى المرة الأولى التى تلغى فيها تلك الاحتفالات احتراما لمشاعر أهالى نجع حمادى ومشاركة وجدانية بعد الأحداث التى وقعت عشية عيد الميلاد هذا العام …

ومن جانب آخر لجأت مطرانية مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا للاستغاثة بالرئيس مبارك بعد رفض الجهات التنفيذية بمحافظة المنيا السماح بإقامة مبنى بديل للمطرانية فوق قطعة أرض ملاصقة لها من الناحية الجنوبية…وأرسلت استغاثات مزيلة بتوقيع أسقف المطرانية ومجمع الكهنة وممثلين للأقباط بالمركز وجاء فى الاستغاثة أن الكنيسة الحالية والتى تمثل مركز إدارة الكنيسة بمركزى مغاغة والعدوة مبنية بمرسوم ملكى رقم 40 منذ عام 1934 وتجاوز عمرها 75 عاماً وأن جميع المبانى تعرضت لصدأ وتآكل بالحديد ترتب عليه حدوث شروخ وتصدعات بالأعمدة والكمرات والأسقف والقباب…مؤكدين أن الوضع الحالى للكنيسة يمثل خطورة داهمة على المصلين وطالبى الخدمات والمارة بالطريق العام بجوار الكنيسة على حد سواء..
وعلل الأسقف فى الاستغاثة طلب إقامة مبنى بديل لعدة أسباب منها صغر حجم الكنيسة المطلوب إزالتها، حيث لم يراع وقت إنشائها قبل ثمانية عقود الزيادة السكانية ولا مراعاة أن تكون مطرانية، وإنما كانت مجرد كنيسة ضمن عدة كنائس بمركز مغاغة تتبع مطرانية بنى سويف، ولكنها انفصلت عن بنى سويف منذ عام 2001 بعد وفاة مطران بنى سويف لتصبح منطقة كنسية مستقلة بذاتها بقرار من البابا شنودة والمجمع المقدس …، عدم وجود أية كنائس بمركز العدوة المجاور لمركز مغاغة، مما يترتب عليه لجوء أقباط ذلك المركز والمناطق المحرومة ويصل عددهم لنحو 60 ألف قبطى للمطرانية لتأدية العبادة وإتمام مراسم الزواج والصلاة على المتوفين وغيرها من الخدمات …، عدم وجود مقر للأسقف أو مكان لاستقبال الزوار بالكنيسة ولا مقر إدارى لإدارة الإيبراشية .

وقال مصدر كنسى بمطرانية مغاغة إن المطرانية تتقدم بطلبات مستمرة للبناء للجهات المعنية بالدولة بداية من 21/ 4/ 2007 حتى وقتنا الحالى وبناء على طلباتنا قامت الجهات المختصة بمعاينة المبنى، وأقرت بخطورته على أرواح المواطنين من المصلين والمارة بالشوارع …

وأضاف المصدر مستنكراً أنه بعد توالى الطلبات لمدة 3 أعوام فوجئنا بالموافقة فقط على إحلال مبنى جديد محل القديم فأين سنقيم صلواتنا وخدماتنا أثناء إزالة المبنى القديم وما الضرر من البناء على الأرض المجاورة المملوكة للمطرانية وعند اكتمال البناء يزال المبنى القديم الخطير.
———————
تقرير
م.م

رابط الخبر على موقع جريدة وطنى هنــــــــــــــــــــــــا

الأقباط بين “صدمة نجع حمادي والتوجس من المقبل”

BBC

يولند نيل

بي بي سي ـ القاهرة

كاهن قبطينحو عشر سكان مصر من المسيحيين

يقول الوافدون الى كنيسة القديسة مريم بوسط العاصمة المصرية القاهرة إنهم صدموا ولكنهم لم يفاجأوا لهجوم نجع حمادي الذي وقع في وقت سابق من الشهر الحالي وأسفر عن مصرع 6 من الأقباط.

وتقول ماجدة، التي تصحب نجلها المراهق معها الى القداس “ان الأقباط يعانون منذ زمن بعيد”.

وأضافت قائلة “هناك الكثير من التوتر بين المسلمين والمسيحيين خاصة في الصعيد كما وقعت الكثير من الهجمات”.

وتابعت قائلة “ان ما حدث في نجع حمادي لفت أنظار العالم الى الموقف هنا”.

وقد لقي 6 أقباط حتفهم في هجوم نجع حمادي التي تبعد 60 كيلومترا عن مدينة الأقصر وقد لقي مجند مسلم حتفه أيضا في الحادث.

ويعتبر هذا الحادث هو الأسوأ من نوعه الذي يتعرض له الأقباط منذ نحو عقد.

وأفادت الأنباء أن السفيرة الأمريكية بالقاهرة بحثت الموقف مع البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لدى زيارتها لمقره مؤخرا.

المسؤولية

البابا شنودةجاء تنديد مبارك بالحادث بعد زيارة السفيرة الأمريكية للبابا

وبعد هذه الزيارة بيومين وبعد أسبوعين كاملين من الحادث، أدانه الرئيس المصري حسيني مبارك قائلا “ان الحادث الاجرامي الذي وقع بنجع حمادي جعل قلوب المصريين جميعا تدمي سواء أقباط أو مسلمين”.

ودعا مبارك “رجال الدين العقلاء والمفكرين ورجال الاعلام الى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة التطرف والنعرات الطائفية التي تهدد الوحدة الوطنية في مصر”.

ويقول العديد من النشطاء ان الحكومة والمسؤولين المحليين هم الذين فشلوا في توقع الهجوم وعليهم العمل بفعالية في التعامل مع الموقف عقب الهجوم.

وتم ربط هجوم نجع حمادي بحادث اعتداء مزعوم على فتاة مسلمة من قبل شاب قبطي في قرية فرشوط المجاورة في نوفمبر تشرين ثاني الماضي وهو الأمر الذي أدى لقلاقل استمرت عدة أيام.

وذكر تقرير للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، التي ذهب باحثون منها للمنطقة لتقصي الحقائق، ان الكنيسة المحلية حذرت من هجوم محتمل وقررت انهاء احتفالات الميلاد قبل منتصف الليل كنتيجة لذلك.

وتساءل التقرير لماذا لم تعزز الشرطة اجراءاتها الأمنية خلال الاحتفالات المسيحية أو لمنع الاشتباكات التي أعقبت الحادث.

واشار التقرير الى أن الشرطة اعتقلت العشرات من الجانبين بشكل عشوائي، وزعم تعرض بعضهم للتعذيب.

وسيمثل في فبراير شباط المقبل ثلاثة رجال مسلمين امام القضاء لتهم تتعلق بهجوم نجع حمادي.

تحقيق موسع

في كنيسة قبطيةيقول الأقباط “إنهم يتوقعون الأسوأ”

وطالب حسام بهجت مدير مركز الحقوق الشخصية باجراء تحقيق موسع في الحادث.

وأضاف قائلا “منذ حادث السادس من يناير ونحن نطالب المدعي العام بتوسيع نطاق التحقيق في الملابسات المحيطة بالحادث واحتمال الاهمال من جانب الأمن وأولئك المتورطون في التحريض على العنف”.

وتابع قائلا “انه لا يمكن فصل هذا الحادث عن الصورة الأوسع في مصر”.

ويقول المراقبون ان العنف الطائفي شهد تصعيدا منذ تنامي الحركات الاسلامية في السبعينيات، مما دفع باعداد متزايدة من المسيحيين نحو التشدد.

كما أن الفقر المستشري يضيف بعدا آخر حيث يؤدي النزاع على الأرض الى تأجج النزاع.

وصدرت تحذيرات بان على السلطات المصرية بذل لمزيد من الجهد للتعامل مع شكاوى المسيحيين بما في ذلك القيود على بماء الكنائس والمناهج المدرسية التي تركز على الاسلام.

وتقول أميرة التي تذهب ايضا الى كنيسة القديسة مريم “اليوم يغلف الدين كل شيئ.. الكتب المدرسية ووسائل الاعلام ان كل ذلك يضيف الى الانقسامات التي تشعر بهاالطبقات الأدنى على نحو خاص”.

وأضافت قائلة “لو بذلت الحكومة المزيد من الجهد لمعالجة اسباب الاحباط فان الأمور قد تتحسن ولكنني لا أعتقد ان ذلك سيحدث وعندما يخفت وقع هذا الحدث ستعود الأمور الى طبيعتها حتى تقع الكارثة المقبلة”.

يذكر أن المسيحيين في مصر يمثلون نحو 10 بالمئة من السكان البالغ عددهم 80 مليون نسمة.

التقرير الأصلى هنــــــــــــــــــــا

فصل المسيحيين

كتب المدون هشام علاء

و انا فى سن صغير لم أكن – كمسلم – أحمل شعورا معينا أو نظرة خاصة تجاه المسيحيين ربما لأننى لم يكن لى أصدقاء مسيحيين فى الطفولة ، بدأ احتكاكى المباشر بالمسيحيين و بدأت أكون صداقات معهم بداية من مرحلة الدراسة الثانوية و ذلك لأنى فى السنة الاولى من دراستى الثانوية كنت فى فصل أغلبيته من المسيحيين و به أقلية من المسلمين و كان يطلق عليه من باقى الفصول … فصل المسيحيين

هذا التعبير – فصل المسيحيين – هو تعبير شائع و ليس غريب على من كانت مراحل دراسته قبل الجامعة بمدارس حكومية حيث تميل إدارة المدرسة إلى أن يتركز توزيع الطلبة المسيحيين فى فصل أو فصلين على حسب عدد الفصول لسهولة توزيع حصص التربية الدينية و بالطبع يكون فى هذ الفصل أقلية من الطلبة المسلمين و رغم أن هذا سلوك تنظيمى بحت و لا يحمل أى ضغينة فى ظاهره إلا انه قد يكشف عن طائفية أو تعصب من خلال نظرة التمييز التى ينظر بها الأخرين تجاه هذا الفصل

تكونت لى فى هذا الفصل صداقات مع مسيحيين و مسلمين بعضها ظلت معى حتى هذا اليوم و تعتبر هذه السنة -أولى ثانوى – من أحلى السنين الدراسية فى حياتى فى مرحلة ما قبل الجامعة و لم أكن أنظر وقتها للتمييز بين أصدقائى على أساس الدين و لم يكن إختلافنا فى الدين سببا لأى حساسية مع اصدقائى فى التعامل و لم أكن قد لمست بعد أى مظهر للطائفية أو رأيت كيف يمكن ان يتعصب طرف دين ضد طرف الدين الأخر

كانت أول تجربة لى مع الطائفية و التمييز ضد الأخر فى هذه المرحلة مع أحد الأساتذة و الحق أنها تجربة غريبة جدا مرت بى لا استطيع ان انساها حتى الأن ، هذا الأستاذ كان من المدرسين الذين يشرحون مادتهم بضمير و كنت أحبه جدا لأنى أفهم فى حصته كل شىء و كان ذو شخصية طاغية و قوية بحيث أنه لم تكن تحدث أى بلبلة او تهريج فى حصته و هو شىء نادر مع مستوى شقاوة هذا الفصل

فى احد أوائل أيام التيرم الثانى من العام الدراسى و بعد إنتهاء حصة هذا الأستاذ فوجئت به ينادينى و يطلبنى بعد إنتهاء الحصة و إذا به ينزوى بى فى أحد الأركان و يكلمنى بمنتهى الهدوء و لكنه يكلمنى فى موضوع فى غاية الغرابة

الأستاذ: ازيك يا هشام عامل ايه..كويس؟

أنا: الحمد لله يا أستاذ

الأستاذ: طبعا انت بتسأل نفسك انا عايزك فى ايه

انا: بصراحة اه

الاستاذ: انا ملاحظ ان لك أصحاب مسيحيين كتير فى الفصل و أنك بتتحرك معاهم باستمرار

انا: ………… لا أرد

الاستاذ: انا عايزك تخلى بالك منهم كويس لأنى شايفهم مركزين عليك بالذات

انا: ………… لا أرد

الاستاذ: هيبدأو يدولك كتب تقراها و يقولولك تعالى خد دروس و مجموعات معانا تبع الكنيسة و حاجات زى كده فأنا عايزك تاخد بالك كويس و ما تمشيش وراهم

انا: ………… لا أرد

الاستاذ:  ما بتردش ليه يا هشام..انت فاهم كلامى

انا: فاهم فاهم

الاستاذ: يالا أرجع ع الفصل

عدت إلى الفصل و انا أشعر بالذهول و الصدمة ، مذهول مما قاله لى الأستاذ و مصدوم فيه فى نفس الوقت و خالطنى – فى نفس اللحظة أيضا – شعور بالتردد و التشوش ، و بدأت معاملتى مع أصدقائى المسيحيين تتغير فى الأيام التالية بفعل كلام هذا ألاستاذ فلم تصبح بنفس الأريحية و الأنطلاق و بدأت ألاحظ اشياء لم اكن الحظها من قبل و لم اكن القى لها بالا ، فلاحظت مثلا ان الفصل بالكامل يجلس فيه المسيحيين بجانب بعضهم و كذلك المسلمين و أكاد اكون انا المسلم الوحيد الذى يجلس بجانب المسيحيين و محاط بهم من كل جانب

حالة التغير التى بدأت تنشأ فى العلاقة بينى و بين زملائى المسيحيين بدأت تخف حدتها يوما بعد يوم لأننى لم ألمس منهم أى من الأشياء التى حذرنى منها الاستاذ و لم أشعر بأى سوء نية من ناحيتهم و أنتهت هذه الحالة تماما فى يوم أذكره جيدا

كنت أقف فى الفسحة مع أحد أصدقائى المسيحيين و نتكلم فجاء و وقف معنا صديق من فصل أخر لم اره من مدة ، أعرفه منذ المرحلة الاعدادية و لكننا لم نكن فى نفس الفصل و أصبحنا نحن الثلاثة نتكلم معا حتى دار بيننا الحوار التالى

سألنى هذا الصديق الذى لم أراه منذ فترة : أنت فى أولى كام؟

فقلت له:أولى أتناشر

فرد قائلا : أخيييه..ده فصل المسيحيين

فى اللحظة التالية لاحظت ملامح التوتر على وجه صديقى المسيحى الذى كان يقف معنا و شعرت أنه سينسحب فوجدت نفسى اقول تلقائيا : و أيه يعنى..أنت ماتعرفش أن انا مسيحى و لا ايه

بدأت ملامح صديقى المسيحى تتحول للدهشة و وجه صديقى الذى لم أراه من فترة الدراسة الاعدادية يتحول للون الأحمر و قال لى متعلثما : أزاى هو مش انت أسمك هشام

فقلت له : اه..و مين قالك ان المسيحيين ما بيسموش هشام

بدت على وجهه علامات التوتر الشديد و عدم الفهم فتابعت : أنا مسيحى و لو ما اعتذرتش انا هاروح اشتكى للمدير

كاد يوشك على البكاء و قال متلعثما: أنا اسف ..سلام بقى

و فى ثوانى إنطلق مبتعدا كما لو كان يجرى ، نظرت الى صديقى المسيحى فوجدت على شفتيه ملامح ابتسامة و فجأة أنفجرنا نحن الاثنين فى الضحك

و من يومها انتهت بذرة التوتر الذى كان من الممكن ان تنبت بينى و بين المسيحيين خاصة أو الأخر فى الدين عموما و أعتقد انى كمسلم لازلت احمل نفس النظرة الحيادية لأى شخص مخالف لى فى الدين او الأعتقاد عموما مهما بلغت درجة الاختلاف و أنزعج بشدة ممن يتربصون بمن يخالفونهم فى الديانة أو الاعتقاد سواء بالايذاء او تعمد اهانة الرموز الدينية او الفكرية للطرف الاخر

و عندما تضع نفسك مكان الطرف الذى يمثل أقلية فكرية او عقائدية فى اى مجتمع ستدرك على الفور طبيعة ما قد يواجهه من مشاكل ناتجة عن بعض مظاهر التعصب من جانب الأغلبية فليس هناك أسوء من شعورك بالتهديد و الكره و الازدراء من المحيطين بك و ان تكون مهدد تشعر بالخوف على نفسك و على افراد أسرتك و ليس هناك اسوء من ان تضطر ان تخفى هويتك العقائدية او الدينية او الفكرية او ان تضبط نفسك متلبسا بالتراجع عن الخوض فى حديث او نقاش لمجرد وجود اطراف مختلفة عنك يمكنها ان ان تصدر احكام فورية قاسية عليك دون ان تسمعك او تناقشك فيما تقوله و بدلا من ان ينتهى الاختلاف العقائدى او الفكرى بصورة متحضرة تضمن التعايش حتى مع وجود الاختلاف فأنه ينتهى نهاية عنيفة ماديا او معنويا

و هناك فارقا كبيرا بين المؤمن الحق و المتعصب المتشدد فالأول يؤمن بفكرة او عقيدة عن ايمان او اقتناع حقيقى و لذلك يتعايش مع الاخرين المختلفين عنه فكريا و عقائديا بمنتهى السماحة و التحضر بدافع من ثقته فى عقيدته او فكرته و ايمانه و اقتناعه بها و بدافع من احترامه لحرية الأخر اما الثانى فهو يسعى للقضاء على حريات المختلفين معه و نفى وجودهم من الاساس و هو لا يسعى بأى حال من الاحوال الى التعايش معهم فى هدوء و سلام و غالبا ما يرجع ذلك الى رغبته فى فرض عقيتده و فكره باعتباره حقيقة مطلقة لا يجوز من وجهة نظره وجود حقائق مغايرة لها او شعور بالخوف و التهديد من هذا الفكر او هذه العقيدة المغايرة نابع من عدم ثقته او ايمانه الحق بعقيدته

و التعصب ليس حكرا على طرف دون اخر فكل الاتجهات الفكرية و العقائدية تجد ضمن طوائفها نسبة من التعصب و لكن فى اى مجتمع ذو تركيب فكرى او عقائدى غالب على معظم افراده تجد ان تأثير التعصب او التطرف من اتجاه الاغلبية ناحية الاقلية يكون اكثر ضراوة و بالتالى يكون احساس الاقلية دائما بالاضطهاد او العنصرية اقوى و على قدر ما تدفع الاقلية ثمن كونها اقل عددا فمن الناحية الاخرى تكون الاقلية اكثر و عيا و ادراكا لما يجرى حولها و اكثر تمسكا بهويتها و اذا كنا ضربنا مثال على التمييز ضد الاقلية المسيحية فى مجتمع شرقى اغلبيته من المسلمين فأننا اذا نظرنا الى الوضع بالعكس سنجد ان نفس الشىء يحدث فى المجتمعات الغربية ذات الاغلبية المسيحية و الاقلية المسلمة فيحدث نفس التعصب و التمييز ضد المسلمين و تجد هناك ايضا الاقلية المسلمة اكثر وعيا و تمسكا بهويتها و ربما تجد مسلما هناك اكثر تدينا و تسامحا و وعيا من المسلم الذى يتواجد فى مجتمعاتنا الشرقية

و من المؤسف ان التعصب و التطرف يتوازى مع التدين الزائف الذى يختصر الدين فى مجموعة من الشعائر و المناسك فقط مع نسيان جوهر الدين الذى يتمثل فى النهاية فى التعاملات بين البشر فعندما لا تنهى الصلاة و لا الصوم عن موبقات مثل الكذب و الغيبة و الرشوة و تبديد الامانة و النفاق فبماذا نفعتنا هذه الصلاة و من نخدع بها و اذا لم نطبق مفاهيم الدين الصحيح من تعايش مع الاخر فى سلام و عدم إيذاء الاخرين ففيم نطبق مفاهيم التدين الروحية الصحيحة

و لمواجهة التعصب و التطرف يجب الحفاظ على حرية كل فرد فى الاعتقاد و حرية الاعتقاد و التفكير هى جزء من كل و هى حرية الانسان ، و حرية الانسان الحقيقية ليست مطلقة بلا كابح لجماحها و لكنها حرية تنتهى حدودها عندما يبدأ فى التعدى على مساحات حرية الاخرين أى أنى حر طالما لم اعتدى على حريات الاخرين و طالما لم اؤذيهم ماديا أو معنويا و لكن على بساطة تعريف الحرية فهذه البساطة هى ايضا ما تنشىء الصدام بيننا لأن كل منا يريد ان يوظف بساطة هذا التعريف لصالحه فقد يتمادى أحد الطرفين فى الاعتداء على مساحات حرية الاخر و مع ذلك يتهم هذا الاخر المعتدى على حريته بالتعدى على حريته هو و إيذاؤه

و هنا ياتى دور المجتمع – ممثلا فى اشكال السلطة المختلفة مدعمة بالقانون و الدستور- الذى يجب ان يعمل على تنظيم العلاقات بين افراده بصورة تهدف الى الحفاظ على العدالة و الحرية لافراده و جماعاته دون ان تطغى أى جماعة على اخرى بصرف النظر عن التكوين العقائدى او الفكرى الغالب على المجتمع فيجب الحفاظ على حقوق جميع الطوائف سواء كانت أقلية او أغلبية و لكن عندما تكون هذه السلطة فاسدة و مستبدة و يكون القانون مغيب و الدستور غامض و عقيم فأن هذه السلطة بالطبع تستغل ذلك و لا تسعى إلى تطبيق مبادىء حرية الاعتقاد و حماية الحقوق إلا فى نطاق ما يخدم أغراضها و يحمى ستمرار سلطتها و على قدر ما تهتم هذه السلطة المستبدة بأمنها و أمن رجالها إلا انها قد لا تتوانى فى بعض الاحيان عن زعزعة الأمن الأجتماعى عن طريق إستغلال الفتنة الطائفية و نار التعصب الاعمى لكى تزرع الفرقة بين ابناء الشعب ليبقوا منشغلين بالصراع بينهم غافلين عما تفعله السلطة المستبدة بهم و لعبة “فرق تسد” هذه – و التى تمارسها السلطة المستبدة بنجاح منقطع النظير و يكون التعصب الدينى هو وقودها المفضل – لا يمكن ان تتوقف إلا اذا تم القضاء على هذه الوقود نهائيا

و بحكم اننا نعيش معا فى وطن واحد و أننا مختلفين فى العقائد الدينية و الفكرية فيجب علينا أن نقضى على التعصب بالتركيز على ما يجمعنا و بالتركيز على المساحات المشتركة بيننا ما فبرغم اننا مختلفين إلا ان هناك من الألام و الاحلام المشتركة ما يجعلنا نكسب أكثر من توحدنا و نخسر أكثر و أكثر من إنشقاقنا و الهدف المشترك هو محاربة التعصب و التطرف بكل صوره و الحفاظ على حرية الاعتقاد من اجل مستقبل افضل لنا جميعا و المسئولية الأكبر فى تحقيق ذلك الهدف تقع على عاتق الأغلبية – سواء كانت اغلبية مسلمة أو مسيحية –  لأن الاغلبية هلى التى تمتلك القدر الأكبر من القوة فى المجتمع

التدوينة الأصلية هنـــــــــــــــــــــــــــــا

——————————————————

تعليقى الشخصى :

هل شاهدتم كيف يقوم الإسلاميين بتدمير المحبة والتعايش بين المسلمين والمسيحيين !؟

وهل شاهدتم نتيجة تسميم الأدمغة هذا الذى يؤدى لخلق حالة من الإرتياب والتشكك فى نفس المسلم تجاه أى تصرف يقوم به المسيحى ، بحثاً عن مغزى سئ له !!!

هل رأيتم كيف يزرعون الطائفية والتحفز ضد الأقباط الذى سرعان ما يترجم لعقاب جماعى للاقباط وإعتدائات شاملة ضدهم نتيجة لأى خلاف معيشى عادى من الممكن ان يحدث بين قبطى ومسلم !!

عندما قرأت تدوينة هشام تذكرت هذا الفيديو الذى يعد نموذ جاً لغسيل عقول الاطفال وحشو أدمغتهم بقصص خرافية لا تعقل عن المتبرجة التى قتل الشباب المسلمين بعضهم من اجلها أوالنصارى الذين يفعلون كيت وكيت ….إلخ !!! بحيث يشب الاطفال وهم مؤمنين إيمان تام بصحة هذه الإفترائات :

خالص التحية للأخ الحبيب هشام ..

ولكى الله يا مصر

حوار : نقيمها مدنية أم دينية ؟

منذ حوالى خمسة اشهر يعلق فى مدونتى المتواضعة أحد الأخوة القراء الأحباء تحت إسم “شبارة” ، وكانت معظم تعليقاته مختلفة معى ورغم ذلك نمت بيننا علاقة فكرية قائمة على الإحترام المتبادل والإيمان بحرية التعبير. ومنذ قرابة الشهر طرح “شبارة” من خلال التعليقات بيان يهدف به لأن نكون “خير أمة أخرجت للناس” والبيان فى مجمله جيد لكن خلافنا الأساسى كان على مفهوم الأمة نفسها ! ومستقبل دولة مصر وهل نقيمها  دولة دينية أم دولة مدنية ؟ والمقصود طبعاً بلفظة “ نقيمها عنصرى الأمة المصرية المسلمين والأقباط وليس فقط الشخصان طرفى الحوار .

ودار السجال بيننا خلال التعليقات على مدى شهر فى شكل أشبه بالتدوين المتبادل وعبر فيه كل واحد منا عن رأيه بحرية كاملة وبإستفاضة . فلم تكن التعليقات المتبادلة بيننا قصيرة مختصرة ، بل كانت اشبه بسلسلة من المقالات المتحاورة حول هذه المسألة. وانشر هذا الحوار كتدوينة ليس فقط لأهمية وخطورة الموضوع ، لكن ايضاً لما تميز به هذا الحوار الثرى من تحضر وموضوعية (من الطرفان)  وهو ما أراه من الاشياء النادرة فى مجادلات ناطقى العربية متى إختلفوا .

والآن إلى الحوار :

المعلق “شبارة” يقول:

أيها السيد أيتها السيدة

السلام عليكم

اتصالنا بكم لأجل توحيد الجهود لكل من يرغب فى جعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس و ذلك من خلال منهاج إطاره من السماء و تفاصيله من الأرض، و يغيرها – أى التفاصيل – أصحاب الجهود الموحدة العاملة لأجل هذه الغاية وفق هذا المنهاج الذى يتكون من هدف نهائى واحد وأهداف رئيسية و أخرى مرحلية كما يلى

الهدف النهائى أن نكون خير أمة أخرجت للناس

1. التفسير السياسى لهذا أن نكون أمة قوية تحفظ كرامتها و كرامة كل من ينتمى إليها تملك القوى لذلك و تحرص عليه.

2. التفسير الأقتصادى تحقيق الرفاء الأقتصادى- بالمنظور الأسلامى- و الرضاء النفسى لكل سكان البلاد.

3. التفسير الأجتماعى أن يشعر كل المواطنين بالمساواة و العزة لإنتمائهم لهذه البلاد وتحفظ على الجميع إعتزازهم بأنفسهم أى كانت ديانتهم أو مستواهم المادى أو التعليمى و دونما أى إتجاه لبلورة طبقات إجتماعية.

4. التفسير الدينى أن لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى و أن لكل حق مثل الأخر.

الأهداف الرئيسة

1. تكوين حزب يؤمن أعضائه بما سبق و يعملون على تحقيقه و ذلك بكل الوسائل الشرعية بما فى ذلك الوصول إلى قمة السلطة.

2. إرساء نظام يقوم على الشورى ، يسمح بتداول السلطات ، و ظهور القيادات و تعدد الرؤى ، ولا يسمح بقيام الأستبداد أو فرض الرأى بالقوة أو الأستئثار بالسلطات أو اللجؤ إلى ممارسات غير شرعية.

3. توحيد جهود الأمة و حشد طاقاتها منظمة لأجل تحقيق الغايات.

أيها السيد أيتها السيدة… هذا بيان مقتضب من بعض ما لدينا ، إذا وجدت فى نفسك قبول له ، و رغبة فى العمل معنا، او أردت مزيداً من التفاصيل، فنحن نرحب بك على هذا البريد الإليكترونى.

السلام عليكم.

عند الرغبة فى عدم المراسلة برجاء إفادتنا بذلك.

المعلق “شبارة” يقول:

لقد أرسلت لك البيان بدون تنسيق

————————————————————————————————

المدون “صريح” يقول:

نسقه كما تريد واعد ارساله وعند نضوجه فى صورته النهائية سأناقشه معك

————————————————————————————————

المعلق “شبارة” يقول:

كنت سأقوم بحذف بعض السطور التى غير موجهة إليك، لكن هو فى صصوريه النهائية، و جاهز للمناقشة.

————————————————————————————————

المدون “صريح” يقول:

تمام طيب نمسكه واحدة واحدة ، أولاً مشروعك مبنى على هدف “جعل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس ”

فما هى الامة المقصودة ؟ هل هى المسلمين بحسب دلالة النص القرأنى أم تقصد بالامة شعب مصر بكل اطيافه مسلمين ومسيحيين ؟

————————————————————————————————

المعلق “شبارة” يقول:

قد يكون من الأفضل الأتفاق على تعريف “الأمة الأسلامية” بيننا، و هو “مكون من أرض و بشر أغلبه رضى بالله رباً و بالأسلام ديناً و محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبياً و رسول.

و المقصود “بالأمة” هى الأمة الأسلامية بتعريفها السابق.

وبذلك يكون الأسلام هنا دين و جنسية، فالسكان لهذه الأمة هم مسلموا الجنسية مسلموا الديانة أو مسلموا الجنسية مختلفى الديانة ( مسيحيون، يهود، هندوس، مجوس…..الخ).

بالطبع ” مصر” تدخل فى هذا التعريف.

————————————————————————————————

المدون “صريح” يقول:

لا يا عم شبارة ما تصعبش الامور من اولها كده 🙂

يعنى ايه مسلمو الجنسية ؟؟؟

كان سؤالى الاول لك عن مصطلح الامة هو جوهر الخلاف بين دعاة الدولة الدينية ودعاة الدولة المدنية ، وقد أدركت انت بذكائك مغزى السؤال لذلك كانت إجابتك المتشابكة عليه محاولة متعسفة مع النص ومرهقة للكاتب والقارئ لعمل “كوكتيل” من الدولتين والتوفيق ما بين الضدين !!

ولم تنجح فى هذا الكوكتيل ولن ينجح فيه احد فلا خلطة للزيت بالماء مهما مزجتهما ، لان لكل واحد منهما طبيعة مختلفة عن الآخر ، لذلك سقطت فى تناقض واضح (وحتمى) فى نصف ردك الاول عن الثانى ، فقد قلت أولاً :

“الأمة الأسلامية” هو “مكون من أرض و بشر أغلبه رضى بالله رباً و بالأسلام ديناً و محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبياً و رسول.و المقصود “بالأمة” هى الأمة الأسلامية بتعريفها السابق.

ووفقاً لهذا الكلام الصريح فالامة كما قصدتها أنت هى المسلمين المؤمنين بالإسلام !! أليس كذلك !؟

لكنك أقحمت عليها كلمت “أغلبه” التى لا وجود لها فى المفهوم المعلوم بالضرورة عن الامة الإسلامية وأنها أمة المسلمين فقط ، بل لقد ميز النص القرأنى ما بين أمة العرب (والتى تضم مسلمين ويهود وصبائة ومسيحيين وأحناف) وبين امة المسلمين :

“كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٍ” [الرعد: 30] والمقصود بها أمة العرب

“كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ” [آل عمران: 110] والمقصود بها امة المسلمين

ثم تعود لتقول :

وبذلك يكون الأسلام هنا دين و جنسية، فالسكان لهذه الأمة هم مسلموا الجنسية مسلموا الديانة أو مسلموا الجنسية مختلفى الديانة ( مسيحيون، يهود، هندوس، مجوس…..الخ).

وهو عكس ما اوردته فى الشطر الأول ، وما سارت عليه الدول الإسلامية منذ نشأتها بإعتبار المواطن هو المسلم فقط ، بينما غير المسلم هو ذمى او رعية أو مستئمن … إلخ ، حتى لو كان هو صاحب الارض الاصلى وموجود عليها قبل مجئ المسلمين أو ظهور الإسلام!!!

يوجد أمة أسمها المصريين مبنية على رابط الاقليم بغض النظر عن الدين ، بينما يوجد أمة أسمها المسلمين مبنية على رابط الدين بغض النظر عن الاقليم ، وعلى اساس كل رباط منهما تترتب الحقوق والمراكز القانونية للمواطنين، فهل أنت تريد الاولى (دولة مصر) أم الثانية (دولة الإسلام)؟

ويؤكد هذا قولك :

بالطبع ” مصر” تدخل فى هذا التعريف.

وفعلاً مصر تدخل فى هذا التعريف ، لانها طبقاً للدولة القائمة على رباط الدين ليست إلا إقليم ! والإقليمية كما اسلفنا لا تؤثر على رباط الدولة الدينية وهو الدين.

————————————————————————————————

المعلق “شبارة” يقول:

عزيزى لا أعرف مدى علمك بالكيمياء، و لكن إعلم أنه من الممكن خلط الزيت بالماء، رغم طبيعتتهم المختلفة، وذلك بإضافة ثالث لهما، و يدعوه العاملون بالكيمياء و الفيزياء ” المجانس “، وفى حالة الزيت و الماء يضاف الكحول، فيذوبان فى بعضهما بلا مشاكل.

وفى حالتنا “فالمجانس” هو العلم و الفقه بالدين، فليس ما كُتب عن الأمة الأسلامية لصيق بها ما لم يكن من الله، وصحيح أن الله خاطب الأمة الأسلامية على أنها الأمة المحمدية ـ كما يطيب للبعض أن يسميها، و لكن من الذى حظر على الأمة الأسلامية المفاهيم الأوسع أو التعاريف الأشمل؟ أليس لامشاحة فى الإصطلاح؟

و رغم وصفك لما قلت “بالإعتساف” فلن أصف محاولتك إخراج كلامى الواضح عن ،إذ أن المقصود بالأمة هنا ـ حسب التعريفمعناه “بالتمحل” رأفة بالقارىء الوارد ـ هى الأمة التى تضم إلى جانب السكان المسلمين، السكان من الديانات و المعتقدات الأخرى، و يجب الإعتداد بالتعريف الوارد و عدم إهماله، وذلك لفهم وجهة نظر الكاتب، و الأن ما المانع عند الحديث عن الأمة الأسلامية ـ و بإعتبار البُعد الجغرافى ـ أى الأرض ـ أنها هى كل السكان على هذه الرقعة من اليابس الذين يدين أغلبهم بالأسلام؟

و الحقيقة أن وصف الكتابى بأنه “ذمى” ليس نقيصة بأى حال من الأحوال، بل هو زيادة له ونفحة من الله لم يمنحها إياه أى قانون وضعى، فهى تعنى أنه صاحب حق أصيل يشهد الله له به قِبَل العباد المسلمين، وسواء صيغ هذا الحق فى قانون أرضى أو ظل من التعاليم السماوية، فكل من يقربه بسوء يحاسبه الله عليه، وفى دولة العدل كل من يقرب حق لذمى سيعاقب على جرمه ثم يعاقبه الله على ذنبه فى الأخرة، فأين العيب فى هذا؟ ولما الشكوى؟ و فى هذا يتساوى هو و أى مواطن أخر ، فكل فرد على أرض المسلمين تأتى حقوقه من الله، و يعاقب من يمس تلك الحقوق فى الدنيا و الأخرة.

بهذا نعود إلى فكرة أن ” مصر ” تدخل تحت التعريف الذى أوردت، وأننى لست ملزماً بتعاريف وضعها أخرون، و لاترقى لمستوى الفكرة.

————————————————————————————————

المدون “صريح” يقول:

اشكرك على المعلومة الجديدة بشأن الماء والزيت مع أنها لم تكن إلا مضرب شائع للمثل .. لكنها اضافة مفيدة لمعلوماتى بكل تأكيد..

أنت تريد أمة إسلامية تضم اعضاء غير مسلمين فى مكانة أدنى من باقى المواطنين المسلمين الذين يتوافر فيهم كامل شروط المواطنة فى نظرك وهى الإسلام والأرض بينما الآخرين الأدنى (الذميين) هم من لا يملكون سوى الارض!! وهذا الوضع لم يحدث عبر التاريخ إلا قهراً ، فهو إستسلام مهزم لمنتصر ، أى انك تريد إعادتنا للذمية التى تدافع عنها !!!

هذا هو أيضاً تصور الإخوان المسلمين لدولتهم المزعومة وكما كانوا يهتفون عندما تمر مسيراتهم فى احياء المسيحيين وبجوار الكنائس خلال إنتخابات 2005 : نصون العهد ونرعى الذمة للأقباط أبناء الأمة. فحتى دولة الاخوان لا ترفض وجود الاقباط ما داموا سيرضون بان يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية..

مهما حاولت تجميل الذمية فلن يقبها قبطى، فهى تظل قيمة مقيتة ولا علاقة لها بالمواطنة ، فمعنها ببساطة أن المسيحى فى ذمة (او فى حماية المسلم) ومن يملك ان يحمى يملك الا يحمى أيضاً ، أما المواطنين فهم يحتمون بالوطن ولا يقعون تحت رحمة أو ذمة احد …

كما أن الذمية من لوازمها الجزية !!! وهى المقابل المادى للحماية بحسب أكثر التعاريف تجميلاً لها

فهل تريد ان يعود الاقباط لدفع الجزية ايضاً التى يتطلب دفعها “الصغار” أى الذل ..

تحت هذه الذمية البغيضة قتل رجالنا ويتم اطفالنا وخطفت وإغتصبت نسائنا وهدمت كنائسنا واحرقت بيوتنا على مدى مئات السنين ، فنحن قد إختبرنا مذلتها ولا نتكلم عن اشياء نظرية.. فلم تكن هذه الذمية يوماً حماية لنا بل وبالاً علينا. ولم تمنع يوماً أى حاكم او خليفة او والى من إنزال صنوف العذاب والإذلال بنا..

لكى لا أطيل عليك فى الحديث عن الذمية التى تتغنى بها ، أدعوك لقراءة كتاب احكام أهل الذمة لإبن القيم الجوزيه ( وهو متاح على الإنترنت فى صورته الإلكترونية) وحاول أن تتخيل (فقط تتخيل ) أنها مطبقة عليك وعلى اخيك وأبيك وأمك واختك ، لتعرف عن اى شئ نتكلم..

ونعم لا مشاحة فى الإصطلاح لكن ذلك يتطلب ان يكون معك قوم يقرون هذا الإصطلاح ويتعاملون به ، وليس ان يكون إجتهاد شخصى لك فهذا لا يجعله إصطلاح بل رأى، وانت لو قلت لاى احد تعريفك الخاص للامة الإسلامية لرماك بأنك قد انكرت ما هو معلوم من الدين بالضرورة ..

وأعود اكرر عليك سؤالى : هل تريد (دولة مصر المبنية على رابط الاقليم بغض النظر عن الدين والتى تضمن لجميع مواطنيها حتى البهائيين واليهود نفس الحقوق كما الواجبات) أم الثانية (دولة الإسلام المبنية على رابط الدين بغض النظر عن الاقليم )؟

فحتى لو تمكنت من مزج الماء بالزيت فهاتان الدولتان لا يمكنك ان تمزجهما لأنهما ببساطة تقفان على ارضيات مختلفة ..

فإن فعلت تكون كمن يحاول ان يربى عصافير كانايرا مع اسماك زينة فى حوض اسماك ( أوعى تقولى دى كمان ليها حل عندك 🙂  )

على فكرة رغم الخلاف فى الراى أنا مستمتع جداً بهذه المحاورة..

————————————————————————————————

المعلق “شبارة” يقول:

عزيزى.. بالطبع ما أوردته أنت فى تعليقك السابق عن الزيت و الماء، هو من قبيل المجاز الشائع، و كنت تقصد به “الأستحالة”، و لقد تعاملت أيضاً بذات المنطق، فليس المقصود من معلومة “المجانس” إلا التشبيه، أى أن العلم والفقه يمكن أن يحلا المشكلات التى يظن أنها من المستحيلات التى لاحل لها.

ــ وليتنا لانهمل كل ما ورد فى حوارنا هذا، فقد جاء بالتفسير الأجتماعى بالبيان الذى بدأنا به المناقشة هذه، ” أن يشعر كل المواطنين بالمساواة و العزة لإنتمائهم لهذه البلاد وتحفظ على الجميع إعتزازهم بأنفسهم أى كانت ديانتهم أو مستواهم المادى أو التعليمى و دونما أى إتجاه لبلورة طبقات إجتماعية”.فكيف تتصور ـ فى ظل هذا ـ وجود درجات فى المواطنة؟! وكما أوردت فى التفسير السابق لهذا، فأن العامل الجغرافى هو من العوامل المحددة للأمة،أما عامل الدين فهو للوصف و ليس للوقف كما أوردت من قبل ـ مسلمو الجنسية مختلفو الديانة ـ أى أن الدين ليس عاملاً وحيداً لإكتساب المواطنة.

ــ أما عن الذمية فالكثير مما ورد فى تعليقك يحتاج إلى تصحيح مفهومه لديك،فأهل الذمة هم أهل العهد، وكما تعلم فهم الكتابيين أصحاب الديانات الإبراهيمية، و العهد و الذمة ليسوا من البشر، بل هما من الله، الذى فرض على عباده المسلمين العمل بهما، أى أن موقف الأسلام من الكتابيين [أهل الذمة] ليس موقف إجتماعى ولا سياسى، إنما هو موقف طاعة لله،ومن يعمل به فقد أطاع الله وله الثواب، ومن لايعمل به فقد عصى الله وله العقاب فى الدنيا و الأخرة، و لا يملك أى حاكم التغييرلهذا الموقف، لأنه ليس ملكاً له بل لله، و التساؤل هنا :هل العهد من الله نقيصة؟! وهل أن نكون فى ذمة الله نقصان؟! و إذا ما ترجم هذا العهد إلى قانون وضعى هل سيكون أفضل من عهد سماوى؟!أظن أن هذا يجيب على ما أثرته أنت بخصوص الحماية.

لن أقارن بين ما يريده جماعة “الأخوان المسلمين” وما بين ما جاء بهذا البيان الأن، و رغم الأختلاف، إلا أنه لامانع من تطابق المواقف أحياناً لكون الأصل واحد [الدين الأسلامى]، لكن وجود طبقات للمواطنة غير وارد فى وصف الدولة الأسلامية التى أعنيها و أعيها.

ــ وإلى أن أقرأ كتاب “أبن الجوزية” أقول : أن الجزية لها تعاريف متعددة، و لكنها لا تأتى من نص، أى أنها ليست تفاسير لنص، و أنما هى إجتهادات قابلة للصواب و الخطأ،و لذلك فهى ـ أى الأجتهادات ـ ليست ملزمة لأحد،كما أنها ليست من لوازم الذمية، و لكنها من لوازم النظام العام فى كل الدول، فهى ببساطة ما يعرف اليوم “بالضرائب”، ولكن سميت بهذا الأسم لتميزها عن “الزكاة” التى يخرجها المسلمون، و فى النهاية هى لمواجهة مصروفات الدولة،الأن لن يدفع غير المسلمين الجزية، و لكن سيدفعون الضرائب.

ــ لكن دعنى أسوق لك مثلاً أثبت به أن الجزية من عيون العدل، فبفرض إتساع الدولة الأسلامية فى عصرنا الحاضر، و أضررت الظروف الدولة إلى الحرب، وجاء أحد المجوس أو عبدة الشيطان وقال للحاكم “ما الذى يُلزمنا بالدفاع عن دينكم، العدو يريد دينكم و ليس أرضنا [أى أرض المسلمين وغير المسلمين] فلماذا نموت دفاعاً عن مالانؤمن به؟”…….بالطبع هو على حق، فلا أحد يجبره على الدفاع عن مالا يؤمن به، بل لايُرغَب فى ذلك لعدم الثقة به، فما الحل حينئذ؟

ـ الحل هو دفع الجزية و عدم تكليفه بالدفاع لاعن الأرض و لا الدين، حلاً عادلاً يرضى الطرفين.

بالطبع أتحدث عن الجزية العادلة كما كانت على عهد الرسول ـ عليه الصلاة و السلام ـ وكما كانت على عهد الخلافاء الراشدين، وقبل أن تتحول إلى وسيلة للأثراء مثلها مثل المكوس.

ـ كل إصطلاح كان رأى من رأس أحدهم، ثم أتفق معه أخرين ـ كما تقول ـ فصار إصطلاحاً، و هناك من يوافقنى بالفعل، صحيح أنهم الأن بعض و لكن نأمل أن يصيروا كثرون.

؟ــ و لست أدرى ما الذى أنكره وهو معروف من الدين بالضرورة، أينا المسلم

أما عن سؤالك الذى تخيرنى فيه بين دولتين، فساجيبك عندما تو ضح لىّ سمات كل دولة و مدى أتفاقها أو أختلافها عن دولتنا الحالية.

ــ أرى أن المزج ممكن بين الدولتين إذا خرجنا من القوالب الجامدة إلى المفاهيم الواضحة، و لو علمت الغرض من تربية عصافير ” الكاتابرا” مع أسماك . الزينة فى الأسماك لوجدت لها الحل

يسرنى إستمتاعك بهذه المحاورة.

————————————————————————————————

المدون “صريح” يقول:

يعجبنى إصرارك على عدم وجود درجات للمواطنة التى تحلم بها ، وهو مبدأ بديهى فى الوطن ، لكنك للأسف لا تسطيع تطبيقه فى دولة الإسلام مهما إجتهدت فهى دولة تقوم على الدين وغير المسلم فيها لا يتساوى بالمسلم فى الحقوق ، وهذا هو شكل دولة الإسلام عبر كل العصور وفى كل الأقاليم التى حاولت إقامتها … فالمساواة فى هذه الحال وعد جميل لا يستطيع الواعد تنفيذه حتى لو احب ذلك وصدق فى نيته.

أراك مازلت مصر على جعل الدين جنسية حتى لغير معتنقيه !!! يا اخى حتى معجم لسان العرب (أكبر واشهر معاجم العربية ) يعرف “الوطن” بأنه : المَنْزِلُ تقيم به، وهو مَوْطِنُ الإنسان ومحله.

أى أن الوطن مكان .. محل .. أرض .. فكيف تجعل الدين وطناً حتى للمسلم !!!

أما ما تجدد تكراره بأن الذميين فى ذمة الله وليسوا فى ذمة المسلمين ، فإسمح لى أن اقول لك أنها كلمة جميلة تخفى ورائها واقع مرير وهى السبب الرئيسى فى رفض الدولة الدينية حتى من قبل بعض المسلمين ، فالذمة -كما تقول انت- لله بينما فى الواقع من سيصون ذمة الله هم اشخاص وسينفذون أو يهملون فيها كما شائوا !!!

فبينما ينسب كل ما فى الدولة الإسلامية لله فإن التحكم فيها يكون للبشر الذين يزعمون الحكم بأمر الله فيحصلون على حصانة إلهية لحكمهم..

فالذمة ذمة الله

والأمر أمر الله

والمال مال الله

والنواهى نواهى الله

والحاكم يحكم بأمر الله

ومن يعارضه يعارض الله

ومن يختلف معه كافر لأنه أختلف مع الله !!!

أرجو أن تقرأ تاريخ الدول الإسلامية لتشاهد ما فعله أكثر حكامها الملتحفين بالحصانة الإلهية من حماقات وما أنزلوه بالفظائع بالمسلمين وغير المسلمين.

وبالنسبة للجزية واحكام اهل الذمة فكثرة الإجتهادات فيها لم يصيبنا منها إلا الاسوأ والأفظع والابشع ، وجميعها على كل الاحوال تدور فى فلك واحد هو دونية غير المسلم عن المسلم ووجوب ان يدفع غير المسلم من ماله ليعوض هذا النقص . ومسألة الإجتهادات الكثيرة هى أمر مقلق وغير مطمئن ومن أكثر الدواعى التى تساهم فى الإرتياب من الدولة الدينية وعدم الإطمئنان للعيش فيها ، فما هو جائز اليوم من الممكن أن يكون مكروه غداً وما هو حلالاً اليوم من الممكن غداً أن يصبح حرام !!! ولعلك تشاهد بنفسك فوضى الفتاوى فى مصر والسعودية وباقى البلاد الإسلامية ، فلا يعرف المسيحى ما الذى سيطبق عليه اليوم أو غدأً او بعد غد !!!!

يا أخى لقد اصدر الإسلاميين فى الصومال وهى بلد جميع سكانها من المسلمين ، فتوى بين ليلة وضحاها تحرم إرتداء مشدات الصدر (السوتيان) على النساء !!! وداروا يدققون فى صدور النساء !!! ليجلدوا المرأة التى لا يهتز صدرها !!!! لأنه معنى ذلك أنها تخفى صدرها داخل ذلك الحلال الضرورى الذى اضحى بالامس حراماً!!! ولا تقل لى أن من فعل ذلك مجموعة من المجانين أو المهاويس فحتى لو كانوا كذلك ما ذنب الناس الذين أبتلوا بحكمهم الملتحف بعباءة الله والذى يزعم تطبيق مشيئته !!!!؟؟؟

وكم ابتلى الاقباط عبر التاريخ بأمثال هؤلاء المجانين !!!

والجزية لا تطبق فى ظرف إستثنائى كالإعتداء على دين المسلمين بل طبقها المسلمين على أصحاب البلاد التى احتلوها بمجرد أن إستولوا عليها ،وبما أنك لم تقرأ كتاب احكام أهل الذمة فإسمح لى بتلخيص بعض أحكامه بالمثال التالى لتعرف نظرتنا للذمية والجزية .

تخيل معى شخصاً يأتى ليستولى على شقتك وهو حامل فى يده سيف وفى جيبه مسدس، ويعطيك منها البلكونة فقط لتعيش فيها وفقاً للشروط الآتية :

ممنوع عليك بناء سقف للبلكونة أو ترميمها متى تقادمت!!!

ستحرم من إستعمال الحمام !!! والتلفزيون والكمبيوتر !!!

كل ما فى الشقة بما فيه البلكونة اصبح ملكه!!!

ستدفع إيجار نظير إقامتك فى البلكونة !!!

يقول لك أنك ستدفع بخلاف أجر البلكونة ثمن حمايته لك من اذى الجيران مع العلم انه ليس لها قيمة محددة بل ما سيطلبه سيأخذه !!!! (لأنه ينوى مهاجمة منازل الجيران لإحتلالها كما هاجم منزلك ويتوقع منهم الدفاع عن أنفسهم بمهاجمة منزلك الذى أصبحت منزله) !!!!

يجب ان تغير طريقة كلامك وتتكلم بنفس الطريقة التى يتكلم بها !!!

ويجب أن تغير ملابسك لكى لا تشبه ملابسه هو واولاده

يجب ان تطيعه فى كل ما يجد من أوامر مهما كانت !!!

إذا قبلت كل هذا حافظت على حياتك وفزت بالعيش فى البلكونة

وإن لم تقبل إما تطرد من الشقة وإما أن تنضم له وتغير إسمك ونسبك وتعلن الولاء له والبراء من أعداءه وتهاجم الجيران معه !!! أو تقتل !!!!

ما سبق ليس إلا مثال مبسط لتاريخ الاقباط فى مصر ،وعرض للنذر اليسير من كتاب أحكام أهل الذمة (حتى تقرأه) وساعتها ستكتشف ان هذا المثال ليس إلا تمثيل دقيق لما عاشه الاقباط عبر مئات السنين من الذل والهوان ، وهو ما لا يمكننا أن نقبل به من جديد تحت أى مسمى أو شعار ، نعم قد تتمكن الأغلبية من تنفيذ ما تريد قهراً لكنها أبداً لن تحصل على موافقتنا على هذا الهوان…

وإسمح لى بنقل بضعة أسطر كتبتها عن الجزية من قبل رداً على إحدى المعلقات :

الجزية لم تكن ملاليم بل كانت مبالغ باهظة وكان الفقراء يفرون منها بإعتناق الاسلام وهذا امر تكرر كثيراً ذكره فى كتب التاريخ الإسلامى ويكفى ان تعرفى انه فى خلافة عمر بن عبد العزيز إشتد الفقر فى مصر وعجز فقراء الاقباط عن دفع الجزية فأشهروا اسلامهم هروباً منها لكن والى مصر حزن على هذا المبلغ الهائل من المال الذى خسره بيت المال بدخولهم للاسلام وكان يعرف انهم كغيرهم ممن سبقوهم فى هذا الطريق لا يؤمنون بالاسلام وإنما دخلوه هربا من قسوة الجزية ففرض عليهم الجزية ليدفعوها حتى بعد ان اسلموا !!!! فصرخ هؤلاء للخليفة واستنجداو به وقالوا له انهم فقراء لم يستطيعوا دفع الجزية لذلك دخلوا الاسلام وحتى بعد ان فعلوا لم يرحمهم الوالى والزمهم بها وهم مسلمين ، فغضب بن عبد العزيز من واليه الذى يفعل ذلك فى اناس اصبحوا مسلمين وقال له كلمته الشهيرة : إن الله أرسل محمدا هاديا وليس جابيا..

كما كان الحى يحمل جزية الميت إلى ما لا نهاية !!! بل لم يكن لها مبلغ محدد معلوم فكان المسلمين يأخذون من الاقباط ما يريدون من المال تحت بند الجزية !! بدون تحديد أو كفاية وإقرئى معى ما كتب المقريزى :

فى كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار – الجزء الأول, ( 17 من 167 ) قال يحيى‏:‏ فنحن نقول‏:‏ الجزية جزيتان‏:‏ جزية على رؤوس الرجال وجزية جملة تكون على أهل القرية يؤخذ بها أهل القرية فمن هلك من أهل القرية التي عليهم جزية مسماة على القرية ليست على رؤوس الرجال فإنا نرى أنّ من هلك من أهل القرية ممن لا ولد له ولا وارث إن أرضه ترجع إلى قريته في جملة ما عليهم من الجزية ومن هلك ممن جزيته على رؤوس الرجال ولم يدع وارثًا فإن أرضه للمسلمين‏.‏

وقال الليث عن عمر بن العزيز‏:‏ الجزية على الرؤوس وليست على الأرضين يريد أهل الذمّة‏.‏

وأيضاً :

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار – الجزء الأول , ( 17 من 167 ) : ” وقال هشام بن أبي رقية اللخمي‏:‏ قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له‏:‏ أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها‏.‏ فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم ” ”

وكان جمعها يتم بإسلوب مهين مذل للاقباط لكى يكونوا فى صغار عند دفعها فكان القبطى يدفعها وهو راكع امام الجابى الذى كان يضربه على قفاه عقب الدفع !!!!

فهدف الجزية بجانب مص الدماء وتمويل الحروب هو اذلال الشعب المحتل وكسره نفسياً ووضعه فى حالة ذل واحباط دائم لكى لا يحاول التحرر من الاحتلال.

هذه هى لمحة عن الجزية ….

أما سمات الدولة التى احلم بها فليست سر غامض يحتاج لتفسير بل هى أبسط من البساطة فهى وطن يقوم على الإنتماء لأرض مصر دون النظر لأى إعتبار آخر ، وينعم كل من فيه بالأمن والعدالة والمساوة بشكل كامل ومطلق بدون أى تحفظات أو إستثنائات.

————————————————————————————————

المعلق “شبّارة” يقول:

ــ دولة العدل لاتفرق بين مواطنيها، و إصرارك على أن دولة الأسلام لاتساوى بين مواطنيها تخوّف و ليس منطق، ذلك أن قيام هذه الدولة على عهد الرسول ـ عليه الصلاة و السلام ـ يشهد بالعدل غير المسبوق ، “فصحيفة المدينة” ـ أو دستور المدينة ـ مازال يدرس فى أرقى الجامعات الأوربية كمرجع دستورى، و الأهم من ذلك المبادىء التى أرسيت لقيام العدل مثل مبدىء ” لهم ما لنا و عليهم ما علينا ” و هو يرسى بلا أى جدل مبدىء المساواة، بشكل عملى صالح للتطبيق، بلا أى تعقيدات أو إجتهادات فارغة و مطنبة فى الجهل.

ــ لاأعرف ما هو الأمر العويص فى كون الأسلام جنسية؟! ولتبسيط الأمر إليك هذا المثّل (وأكرر أنه مثّل ليس أكثر)، لو أنه لدينا دولة متسعة تضم أكثر من أقليم، و أسمها “إتحاد الأمة الأسلامية”، فما هى جنسية سكان هذه الدولة؟ أليست الجنسية هى: “إسلامى “؟

أرجو أن يجيب هذا على شكوكك فى إمكانية جعل الأسلام جنسية.

ــ لعلك لاحظت فى بداية البيان، أن المنهاج الذى ستعمل وفقه إدارة الدولة، “إطاره من السماء و تفاصيله من الأرض” أى أن الأساس من السماء ـ أليست القيم و الأخلاق من السماء؟ ـ أما التفاصيل و التطبيق، فيضعها عيون أهل البلاد وفق ما يصلحهم دون الخروج عن الإطار، بالتالى ليس لولى الأمر أن يستبد بالرأى، و للعلم لم يستبد أى حاكم جائر على مر تاريخ الدول الأسلامية متذرعاً بأنه يحكم بأمر الله، بل كانت دعواهم دائماً، أن للحكم سياسة لا شأن للدين بها، و لم يكن هناك حصانة لأحد أبداً لأنه يحكم بأسم الله، حدث الأستبداد بأسم الأله فى أوربا وليس الدولة الأسلامية، و المحاسبة للحاكم أو الأمام و الحكم عليه، تتم وفقاً لمدى طاعته لله و إتباعه لأوامره التى يعلمها الجميع، فلا كهانة فى الأسلام.

ثم أن الظلم و الفساد موجودان فى ظل الدولة المدنية، فنطمع أن يختفيا فى ظل الدولة الدينية لأن هذا أكبر إحتمالاً.

ــ لماذا تثير موضوع الجزية و هى غير واردة فى هذه الدولة بالشكل القميء الذى ننفر منه أنا و أنت؟ لقد قرأت أكثر من مائة صفحة فى كتاب ” أحكام أهل الذمة ” لأبن القيم، والحقيقة أنه هالنى ما جاء فيه، فهو أبتعد عن العلم أكثر مما أقترب، والدليل على ذلك أورده لكل من يقرأ، ولكل مسلم أو غير مسلم يريد أن يعرف، قبل أن يكرر ما جاء بهذا الكتاب أو غيره، أقول لهم:ـ

جاء بكتب الله ـ القرآن ـ (( لا إكراه فى الدين )) البقرة 256، و{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}

و الإكراه لغة “هو حمل الأخر على مالا يحب”، و لقد أحتمل “أبن القيم” و غيره الجزية على أنها من صنوف الذل و الهوان لغير المسلمين، و هذا ـ بلا شك ـ إكراه … فبه تدفع غير المسلم للأسلام رغبة فى رفع هذا الهوان ـ أى هى إكراه لدفعه إلى الأسلام، و بذلك تكون مخالفة صريحة لأمر الله فى الأية السابقة، و إذا مادفع أحدهم بإن هذا ظاهر قول الله تعالى ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) و أن الصغار هنا يعنى الذل و الهوان فنقول :ـ أن من معانى ” الصغار” ماسبق، إلا أنه من معانيه أيضاً الإنكسار و الخضوع [المنجد]، و قال الشافعى}أى يجرى عليهم حكم المسلمين{[لسان العرب] وهم معنى الأية، فلو كان معنى الصغار فى الأية الذل و الهوان، لكان ذلك من “الإكراه” المنفى وقوعه، و لوقع القول فى تضاد ـ معاذ الله أن يكون ـ وإنما هى تفاسير أضلتها نعرة المنتصر و طغيان الحاكم.

ــ إن الجزية ما هى إلا ما نطلق عليه اليوم الضرائب، و هى لمواجهة مصروفات الدولة، و سميت بذلك تميزاً لها عن الزكاة التى يدفعها المسلمون، و كل الشعوب تدفع الضرائب صاغرة،

ــ نحن فى عصر من عصور الضعف الأسلامى، و طبيعى أن تكثر الفتاوى التى لا أساس لهامن العلم، ولكن هل تجد فى الأسس التى نعدها أساس لقيام الدولة مجال لمثل هذه الفوضى؟

ــ و الأن ما الذى تقدمه دولتك الصغيرة المنشودة لشعبها؟ وكيف ستقوم؟

ــ أن مثل هذه الدولة التى و صفت، قد تكون “حلماً” و لكن تستحق فى نظرى العمل من أجلها لأبعد مدى، والدين هو السبيل ـ فى نظرى ـ لخير الأساس.

————————————————————————————————

المدون “صريح” يقول:

أصرارى على ان دولة الاسلام لا تساوى بين مواطنيها ليس تخوف بل هو منطق مبنى على الفقه الإسلامى والواقع التاريخى لأحوال هذه الدولة فى كل تاريخها ، فهو ليس فوبيا بل هو خوف منطقى مبرر ، فهذه الدولة اساس مواطنتها الدين وغير المسلم فيها له وضع قانونى ادنى من المسلم الذى يتمتع بكل حقوق المواطنة .

إستشهادك بدولة نبى الإسلام يضر دعواك ولا يفيدها ، فمعنى ذلك أنه لم يوجد بعد وفاته تطبيق صحيح لمبادئ العدالة فى الإسلام ، وان المسلمين على مدى تاريخهم الطويل فشلوا فى توفير العدل والمساوة لمواطنى الدولة الإسلامية !!!! فكيف تعدنى اليوم بقدرتك أو قدرة اى من كان على تحقيق شئ لم يحققه سوى نبى الإسلام بنفسه !!!!

ما أصطلح العرب على تسميتة بالوطن هو الارض وليس الدين ، والإسلام دين وليس جنسية مهما رددت غير ذلك ، وحتى لو سلمنا جدلاً بأنه جنسية فهو يظل جنسية للمسلم وليس غير المسلم !!!!

والتفرقة بين المبادئ والتفاصيل هى الاخرى مسألة مربكة !! ففى كل تفصيلة ستجد من يقول لك أنها من المبادئ التى لا تناقش ويجب تنفيذها كما هى !!! و يجب عدم التنازل عنها أو التفاوض فيها !!!

والإستبداد بإسم الله حدث طول تاريخ الدولة الإسلامية وحتى يومنا فى السودان والصومال وإيران وأفغانستان ، كما حدث أيضاً كما أوردت أنت فى اوربا خلال العصور الوسطى ، وهو ما لا أنكره ولا ينكره أى دارس امين للتاريخ الكنسى او التاريخ الأوربى ، لكنه أيضاً كان إستبداداً ، وإنظر لنتيجته فمن الناحية السياسية ثارت شعوب اوربا على الحكم الإقطاعى المحمى من الكنيسة وظهرت فكرة الفصل بين الدين والدولة ليبقى ما لقيصر لقيصر وما له لله كما نادى السيد المسيح نفسه ، وعلى الصعيد الدينى إنفجرت الكنيسة الكاثوليكية من الداخل وظهرت عشرات الحركات الإصلاحية الغاضبة من فساد قادة كنيستهم ومخالفتها لتعاليم الإنجيل ، وكان أقوى هذه الحركات تلك الحركة التى قادها الراهب السابق مارتن لوثر مؤسس الكنيسة البروتستانتية .

وتاريخياً لم تبدأ دول الشرق الاوسط بالنهوض والتطور والبناء إلا بعد نهاية دولة الخلافة الإسلامية وميلاد الدولة القومية (دولة محمد على فى مصر كمثال) ولم يتراجع هذا النموذج إلا بظهور حركات الإنقلاب العسكرى المدعومة إسلامياً (مصر ايضاً كمثال) ..

فلماذا لا تريد التعلم من التاريخ ؟؟!! ولماذا تريد إعادة إختراع العجلة ؟؟؟!!!

والدولة المصرية الحالية ليست دولة مدنية لكى تتحدث عن وجود ظلم وفساد بها ، بل هى دولة مرتبكة غير واضحة المعالم فهى دولة عسكرية بوليسية بغطاء مدنى ، إستبدادية بغطاء ديمقراطى ، دينية بغطاء مدنى.

أما من حيث المبدأ والمقارنة بين الدولة المدنية الحقيقة (كما فى اوربا واميركا) وبين الدولة الدينية (الماضية أو المأمولة مستقبلاً ) فإن الواقع يثبت ان الظلم والجور والفساد فى ظل الدولة الأولى أضعف وأكثر قابلية للمسائلة مهما علا شأن مرتكبه من الدولة الثانية.

أما الجزية فأتحدث عنها رغم انك لم تذكرها لأنها من التفاصيل التى من الممكن ان يعتبرها البعض من الأطر والمبادئ ( كما سبق الأشارة عاليه ) . يكفى انها مذكورة فى نص قرأنى ؟؟!!

وقد قال مرشد الأخون السابق أن الاقباط سيدفعون الجزية فى دولة الإسلام !! فالامر مطروح وليس خيالى.

والإكراه قد حدث فعلاً عبر كل تاريخ الدولة الإسلامية وفقاً لفقه إبن الجوزية وغيره ، فكما تجد فى كتب الفقه الدعوة للإذلال والظلم والإكراه ، فإنه يوجد فى كتب التاريخ نتيجة تنفيذها.

والجزية ليست هى الضرائب فلا تغالط ، فالخراج هى الضرائب وقد كان يدفعها المسلم والمسيحى ويضاف عليها بالنسبة للمسيحى الجزية ، وهى حتى لا تقابل الزكاة كما يقول البعض ، لأن للزكاة مقدار محدد (على عكس الجزية ) وهى لا تحصل قهراً مع الإذلال والصغار والمهانة .

دولتى المنشودة ليست صغيرة بل هى كبيرة لأنها دولة مصر ومن يستصغرها يفعل ذلك لأنه ينظر لمصر بإعتبارها مجرد إقليم فى دولة الإسلام ، وكما اورد التاريخ فالوحدة الإسلامية التى تحلم بها أنت وتمثل مصر إحدى ولاياتها لم تحدث فى الواقع إلا قهراً وغزواً ، وكانت أقاليمها تسرع بالتمرد على رئاسة هذه الدولة الإستعمارية والعودة للإستقلال عنها متى وجدت الفرصة سانحة ، بل فى بعض الأحوال كان ضعف الدولة المركزية يغرى هذه الدول بالإستيلاء على المزيد من أراضيها ، بل الإستيلاء على رئاسة الدولة المركزية نفسها (الخلافة ) وكل ما يتبعها من مستعمرات . وهو ما سبب إنتقال الخلافة من يد العرب إلى أيدى شعوب وأجناس مختلفة حتى وصلت إلى يد الأتراك.

أما الدولة الإتحادية الحقيقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو الأتحاد الاوربى الناشئ ، فهو يقوم على الوحدة الطوعية والتساوى التام بين مواطنى هذه الدولة وأقاليمها ، وهذا ما لم ولن يتحقق فى دولة الإسلام التى لا يتساوى فيها مختلفى الأجناس إلا إذا كانوا مسلمين ، فكما يقول الحديث النبوى : لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.

لا يقبل محب العدالة سوى بدولة مدنية تساوى بين الجميع مع دستور يحمى هذه المواطنة العادلة من اى عبث مستقبلى ، ويغلق الطريق نهائياً على كل من يحاول الإنتقاص من حقوق أى مواطن.

————————————————————————————————

المعلق “شبارة” يقول:

ــ إصرارك على أن دولة الأسلام لاتساوى بين مواطنيها كإصرار من ينكر الشمس، أى أن النقاش لاطائل منه، فقد أستحكم الهوى،و لكنى أتمسك بطرحى و رأىّ، لذلك لن أزيد فى هذه النقطة.

ــ لم تكن دولة الأسلام فى أوج طبيعتها إلا قليلاً، وذلك من بدء نشأتها على يد الرسول ـ عليه الصلاة و السلام ـ ثم عهد الخلافاء الراشدين و “عمر بن عبد العزيز”، وما غير ذلك ظهر فيه الظلم و الفساد متناسباً عكسياً مع قوة الدين ، و هى فترة قصيرة بالفعل إذا ما قورنت بتاريخ الدولة الأسلامية، ولكن أقيمت الدولة وتحقق العدل، و عم الرفاء لسائر مواطنى الدولة، و ذلك ما لم يحدث فى ظل أى أمة أخرى، أو أى نظام أخر، أى أن دولة الأسلام لم توجد فى عهد الرسول ـ عليه الصلاة و السلام ـ فقط، بل أستمرت وعلت، ثم دنت ثم علت على يد أخرين، وذلك شأن الأمم.

ــ لايوجد فى السودان أو أفغانستان أو غيرهم من يدعى أنه يحكم بتكليف من الله أو بأسمه، الوحيد الذى أدعى أنه أله “إمام اليمن” وإن كان هناك أخر فأذكره.

ــ كيف تدعى أن التقدم فى الشرق الأوسط لم يحدث إلا فى عهد “محمد على”؟ ألم يدخل الشرق الأوسط فى الدولة الأموية، ثم الدولة العباسية التى كانت أرقى و أقوى دولة فى هذا العصر؟ ألم تسمع بالحضارة الأسلامية، و ما قدمته للعالم من أختراعات مثل الصفر وعلم المثلثات و الأسطرلاب و الصابون، و أكتشافات مثل الدورة الدموية،و حمض الكبريتيك [ زيت الزاج ]، ورسم الخرائط للأرض الكروية.

ــ عزيزى.. أنك لم تلتفت إلى ما أوردته فى مساهمتى السابقة من تفنيد لكل من أدعى أن النص القرآنى يحمل أمراً بذّل أهل الكتاب، و ما زلت تجادل متحججاً بما أورده بعض الفقهاء رغم إثبات خطأه و تفنيد حجته، الأمر الذى يحمل إلىّ رسالة، مفادها أن ما أكتبه لا وقع له ولاصدى، كما أننى لاحظت ـ ولعلك لاحظت ذلك أيضاً ـ عدم تعقيب أى من قراء المدونة على الحوار الدائر بيننا، الأمر الذى يدفعنى إلى التوقف عن المناقشة والكتابة فى هذا المجال.

ــ أخيراً أشكرك على إتاحة المجال لىّ لكتابة كل ما سبق.

————————————————————————————————

المدون “صريح” يقول:

بما أنك قررت إنهاء المناقشة عند هذا الحد فإسمح لى أيضاً لأن تكون ردودى قصيرة ومختصرة بقدر الإمكان.

– إصرارى ليس منبعه الهوى أو العناد بل هو كما اسلفت مبنى على إختبار هذه الدولة لأكثر من ألف سنة.

– من يحكمون فى أفغانستان والسودان ومن مثلهما يدعون أنهم يطبقون شرع الله ، ومن يخالفهم يخالف الله .

– التقدم فى ظل الدولة الإسلامية لم يكن نمط أو طبيعة غالبة بل كان مجرد ومضات متناثرة فى ليل طويل لم يكتب لها الإستمرار أو الإثمار ، وقد إصطدمت بحوائط اتهام أهلها بالزنقة والكفر. كما لا يمكنك إنكار تأثير حضارة البلدان الاصلية على هذه الإبتكارات ، فالعلم له طبيعة تراكمية .

– كلا لقد إلتفت إلى ما اشرت إليه وأجبتك عنه بشكل غير مباشر عندما تحدثت عن إنطباق كتب الفقه الإسلامى مع كتب التاريخ الإسلامى. وهو ما قصدت ان اقول لك به أن هذا الطرح الإنسانى الجميل الذى اقدرك واقدر اهله عليه (فله صداه بكل تأكيد) لكنه ليس إلا آراء لم تغادر السطور إلى الصدور ، وأن ما نفذ فعلاً هو إذلال الأقباط والضغط عليه بكل الطرق لإعتناق الإسلام بالإكراه.

بالفعل لاحظت عدم تداخل المعلقين فى حوارنا الثنائى ، وربما يرجع ذلك لأنه دار أسفل موضوع قديم ، لذلك قررت نشر حوارنا الذى أعتز به فى شكل تدوينة تعرض كلا الرأيان بنفس شكل الحوار ، وأدعوك كشريك فى الحوار لمشاركتى فى إختيار عنوان التدوينة ، أنا شخصياً أقترح :

مناقشة : الدولة الدينية أم الدولة المدنية

حوار حول مصر التى نحلم بها

نقاش هادئ حول الدولة الدينية

حوار : نقيمها مدنية أم دينية

حوار : دولة الإسلام أم دولة مصر

وجميعها مجرد مقترحات يمكن المزج بينهم أو التغيير والتبديل فيهم كما تريد.

وأخيراً انا اشكرك عى هذا الحوار المتحضر الهادئ ، فمن أهم أهدف الحوار ان نتبادل الادوار وأن ينظر كل واحد منا للامور من منظور الآخر ، ويتعرف عن قرب على آماله وأمانيه ويتلمس مخاوفه.

أهلاً بك دائماً.

————————————————————————————————

المعلق “شبارة” يقول:

أحيك لقرارك بنشر الحوار من خلال مدونتك، و أكبر فيك إعتزازك بحوارنا، و أتمنى أن يلقى إهتماماً من أخرين، و أرى أن ” نقيمها مدنية أم دينية” أوقع، لما فيه من إيحاء برغبة كلينا (المسلم و المسيحي) فى إنشاء دولتنا معاً، هذا إذا كنت توافقنى الرأى.

————————————————————————————————

ولم ينتهى المخطط الارهابى بفرشوط وتوابعها بعد

متابعات للناشط الحقوقى/ رأفت سمير

مدونة المدافعون عن حقوق الإنسان

حريق منزل قبطي بعزبة البوصة مركز أبو تشت نجع حمادي

حريق منزل القبطي / فايـــز لبيب عبدا لله وشهرته راضى بعزبة البوصة مركز أبو طشت أمس يوم 27 /11/2009  الساعة الحادية عشرة والنصف

لوحظ الجيران بأشخاص يلقوا كورات نارية على منزلة وفروا هاربين وتم أبلاغ المطافئ وعندما ذهب المواطن القبطي  فى اليوم التالي الى نقطة  الشرطة   ورفضوا تحرير محضر له وتم احتجازه هناك حتى الى الان

وفى صباح اليوم السبت  28/11/2009 اجتمع كبار مدينة فرشوط والكوم الأحمر مع الأنبا كيرلس ومجموعة من الكهنة وعدد كبير من المتضريين ومحامين فى كنيسة الملاك بفرشوط

كان الاجتماع  تمهيد لعملية الصلح وتعتبر من أول الجلسات العرفية بفرشوط

واستنكروا الاحداث التى حدثت للأقباط فى فرشوط وضواحيها معربين أن قلة من المغرضين والشباب المنحرف و البلطجية هم الذين ساعدوا على انتشار الفتنة وأنهم لا يمتوا بصلة الى الإسلام لا من قريب أومن بعيد وطلبوا الصلح وتهدئة النفوس للصالح العام وان البلد فى حالة هيجان وعدم استقرار ونحن نسيج واحد ونشرب من نيل واحد ونعيش على ارض واحدة  ……………..الخ

وعندما تناقش المتضررين من الاقباط عن عدم إحساسهم بالأمن والأمان وضياع محلاتهم بمحتوياتها ومنازلهم مع عدم مراعاة البعد الاجتماعي مما أدى الى شعور الاقباط إنهم غرباء من كوكب آخر  ،،،حيث طالب المتضريين بالتعويضات المناسبة لهم مع معرعاة أنهم مواطنين شرفاء بالدولة ومن حق الدولة أن توفر لهم الامن والأمان وعلى الدولة من قيادات أمنية ومعنوية أن تراعى أن المتضررين هم أبناء هذا الوطن لهم حقوقهم الشرعية والمسوا بين أبناء الوطن الواحد

وعندما طالبوا المتضررين بحقوقهم  الشرعية فض الاجتماع دون التوصل الى حلول جذرية

حضر من أعيان البلد من المسلمين

1- الحاج /حامد أبو الجود الانصارى           من فرشوط

2- الحاج / جمال عبد الناصر أبو مخلوف    من فرشوط

3- الحاج / أبو الجود الانصارى               من فرشوط

4- الشيخ /  نجيب أبو قلاعى                   من فرشوط

5- الحاج / محمود محمد رضوان              من الكوم الأحمر

6- الحاج / عبد الباسط الشيخ                  من فرشوط

7- المحامى / طلعت شمروخ المحامى               من فرشوط

8- الحاج / إسماعيل عبد الرازق إسماعيل          من الكوم الأحمر

كما تم  تجديد حبس 52 متهم  من المسلمين معظمهم من الاحداث يوم الاثنين بنيابة فرشوط

الموافق 23 /11 /2009 15 يوم على أن يراعى التجديد فى الميعاد القانوني وتوجه لهم اتهامات بالسرقة والنهب والإخلال بالأمن العام

لا لتهجير الاقباط القسرى وإخلاء الارض من المسيحين

تكررت عمليات تهجير الاقباط من ديارهم وممتلكاتهم فى احداث طائفية مختلفة فى أماكن كثيرة مثل احداث أسنا وإحداث حجازة قبلي …….الخ

وهذه المرة فى احداث الكوم الأحمر التابع مدينة فرشوط وقامت جهات أمنية بالضغط علي نيافة الأنبا كيرلس بعد اتهام شاب مسيحي باغتصاب فتاة مسلمة تهجير أكثر 163 مائة وثلاثة وستون من أطفال وسيدات ورجال من  مسيحيين قرية  الكوم الأحمر إلي محافظات مجاورة و اضطرت هذه الأسر إلي ترك منازلهم و أراضيهم و أعمالهم و قبول التهجير و بالرغم من ذلك حاول بعضهم رفض التهجير إلا أن الضغوط كانت أقوي منهم و تم تهجيرهم إلي  دير الأنبا بضابا بفرشوط وذهب البعض عن أقاربهم بقنا وسوهاج

وكانت حلول من الجهات الأمنية وقيادات سيادية هناك بحجة تحسب حماية المسيحيين من هجمات مؤكدة عليهم من المسلمين وحدثت الأعمال الإرهابية فى قرية الكوم الأحمر وضاعت منازل وممتلكات الاقباط هناك ونهبت منازلهم ومواشيهم ومحاصيلهم ولا يتبقى لهم سوى أراضيهم التى يملكونها

كما أن المواطن المسيحي مواطن كامل الأهلية مثل المواطن المسلم   وله حقوق ينص عليها القانون والدستور المصري وجميع المواثيق العالمية وميثاق حقوق الإنسان والتي وقعت علية مصر وأصبح جزي لا يتجزى من الدستور المصري

نحن نطالب بالعدالة و تحقيق معايير حقوق الإنسان في مصر سواء علي المسلم أو القبطي فكثيرا ما تحدث صدامات طائفية و يقتل و يصاب بها أقباط و منها علي سبيل المثال الشهيد نصحي عطا جرجس الذي أستشهد في الاعتداءات الطائفية الأخيرة في الإسكندرية, فلماذا لم نسمع عن تهجير أسرة القاتل من الإسكندرية ؟ قد يبدوا هذا السؤال عبثي لأننا لم نسمع أصلا عن محاكمة القاتل

وأهالي قرية الكوم الأحمر  يناشدون كل من :–

فــخــامة الــرئيـــس مبـــارك

السيد / رئيـــس الـــــوزراء

السيد اللواء / وزيــــــر الداخلية

السيد اللواء / مساعد أول وزيــــــــر الداخلية

السيد اللواء /  مديــــر امـــن قــــنا

كما يناشدون جميع منظمات ومراكز وجمعيات حقوق الإنسان فى مصر والعالم جميعا

للوقوف بجوارهم فى محنتهم ومساندتهم فى الرجوع الى ديارهم وممتلكاتهم وأرضيهم

أسماء الاقباط التى تم ترحيلهم ترحيل قسري من الكوم الأحمر

1- خليل نجيب موسى

2- ايمان مكرم خله

3- ايناس خليل نجيب

4- مايكل خليل نجيب

5- عبد الصبور ملقى عيسى

6- نوال صبحى

7- عماد عبد الصبور ملقى

8- سميره صموئيل باسيلى

9-  ملاك عماد عبد الصبور

10- مهرائيل عماد عبد الصبور

11- ثروث عبد الصبور ملقى

12- ناهد عطيه

13- بيتر ثروت عبد الصبور

14-  ملقى عبد الصبور ملقى

15- مارى عبد الصبور ملقى

16-  مريم عبد الصبور ملقى

17- حكيم لوندى منصور

18- ماريكا عزمى

19- ناجح حكيم لوندى

20- منى عطا عزمى

21- انجى ناجح حكيم

22- نيفين ناجى حكيم

23-  ناجى حكيم لوندى

24- تريزا ابراهيم جاد

25- كيرلس ناجى حكيم

26- نرجس حكيم لوندى

27- سامح حكيم لوندى

28- نجلاء حكيم لوندى

29- لطيف نجيب لوندى

30- عايده سناده

31- ماريان لطيف نجيب

32- مريم لطيف نجيب

33- ظريف نجيب

34- ساميه صبرى

35- فوله باتير ظريف

36-  مريده

37- ساميه نجيب لوندى

38- دميانه نجيب لوندى

39-  سيدهم عاطف توفيق

40-  منصور لوندى منصور

41- فنجريه فخرى

42- وجيه جاد حنا

43-  وفاء صبحى

44- ساره وجيه

45- مريم وجيه

46- نزيه جاد حنا

47- نان خيرى فخرى

48- اقبال جاد حنا

49- ابانوب نان خيرى

50- كيرلس نان خيرى

51- فايزه خيرى فخرى

52- نوره

53- برت فكرى حنا

54- زينات

55- سمره فكرى حنا

56- فايزه جريس

57- عاطف فايز جريس

58- فادى فايز جريس

59- عماد فايز جريس

60-  عاطف فايز جريس

61- فرج منصور عبد النور

62- مريده جريس بارومى

63- ميخائيل فرج منصور عبد النور وزوجته واولاده

64-  لطيف فرج منصور عبد النور

65-  سوسو فرج منصور عبد النور

66- سميره ملقى ساويرس

67-  جرجس عدلى جرجس

68- رزيقى  عدلى جرجس

69- نجور عدلى جرجس

70- وليم شنوده عبد النور

71- مارى وليم شنوده

72- ايرين وليم شنودة

73- مريم وليم شنوده

74- نورا وليم شنوده

75-  نرمين وليم شنوده

76- شنوده وليم شنوده

77- سمير جرس بارومى  وزوجته وأولاده

78- جاد الكريم نصير عبد النور وزوجته

79- منال جاد الكريم

80- مريم جاد الكريم نصير

81- نهى جاد الكريم نصير

82- مجدى جاد الكريم نصير

83- ماهر جاد الكريم نصير

84- حمام جرس بارومى

85-  رومانى حمام جرس بارومى وزوجته واولاده

86- امير حمام جرس بارومى

87- جرجس  حمام

88- يسرى نجيب موسى

89- نبيله جعلوص ميخائيل

90- موسى نجيب موسى

91- ماجده نجيب موسى

92- نور موسى خليل

93- امتثال عزمى جبرائيل

94-عماد نور موسى

95- ابانوب نور موسى

96- نرجس نور موسى

97- حسنى نجيب موسى

98-  صباح رياض زخارى

99- رمزى حسنى نجيب

100- مجدى حسنى نجيب

101- نجيب حسنى نجيب

102-  مرضى الفونس غبريال

103- ثريا نان ذكى

104- ولاء مرضى الفونس

105- هانى مرضى الفونس

106- رومانى مرضى الفونس

107- ناشد بطرس جرجس

108- هانى ناشد بطرس

109- عياد ناشد بطرس

110- رامى ناشد بطرس

111- رومانى بطرس ناشد

112- كريم كامل جرجس

113- عواطف فخرى

114- نجوى كمال جرجس

115- مينا نصار كامل

116- تريزا نصار كامل

117- كاترين نصار كامل

118- ايرين نصار  كامل

119- بسوس جرجس دميان  وزجته

120- لطيف  بسوس جرجس دميان

121- شنوده بسوس جرجس دميان

122- جرجس بسوس جرجس دميان

123- مريم بسوس جرجس دميان

124- ابانوب بسوس جرجس دميان

125- توفيق لوندى منصور

126- رومانى توفيق لوندى

127-عفاف راضى الفونس

128- مايكل رومانى  توفيق

129- مارتينا رومانى توفيق

130-  محروس جاد عويضة  وزوجته

131- هانى محروس جاد وزوجته واولاده

132-  رومانى محروس جاد

133-  رزيقى محروس جاد

134- صلاح محروس جاد

135- جاد محروس جاد

136- ابانوب محروس جاد

137-  فتحى امين ميخائيل

138-  سمير فتحى امين

139- نبيل فتحى امين

140- ناديه فتحى امين

141- نجلاء فتحى امين

142- سعد أمين ميخائيل

143- صباح سامى

144-  رزيقى سعد أمين

145- مجدى سعد أمين

146- أمجد سعد أمين

147- مينا صليب فتح الله  ووالدته

148- مروه سعد أمين

149- مريم مينا صليب

150- مرقص صليب فتح الله

151- ميلاد صليب فتح الله

152- جرجس ناشد جرجس ووالدته

153-  رشا ناشد جرجس

154- صبحى جرجس ناشد وزوجته واولاده

155- سيفين رشدى جرجس  ووالدته

156- حياة فكرى

157- رشدى سيفين

158- منير رشدى جرجس

159- جروه ناشد جرجس

160- نجوى منير رشدى

161- رشا منير رشدى

162- كريم منير رشدى

163- عبد الملاك رشدى جرجس والدته

((صلــــــوا من اجل أقبـــــاط مصر ))

حديث الانبا كيرلس مطران نجع حمادى عن احداث فرشوط وضواحيها

مدير امن قنا يصدرأوإمرة برفض تحرير محاضر للمتضررين فى فرشوط

السيد اللواء / مدير امن قنا اصدر أوامره لمركز شرطة  فرشوط بعدم تحرير محاضر للمتضررين فى الاحداث الاخيرة وتوجيههم الى المحامى العام بقنا لعمل المحاضر اللازمة هناك

المتضررين فى حيرة وذهول من عدم تعاون الامن معهم ويحاول الامن تصعيب  وعرقلة الأمور على المبلغين وضياع حقوقهم حيث تحويلهم الى قنا لعرض شكواهم الى السيد المستشار / المحامى العام ذلك لإحباطهم حيث أن قنا تبعد عن فرشوط مسافة 60 كيلو تقريبا

وعند تواجد لجنة تقصى الحقائق وبعض نشطاء حقوقيين فى فرشوط  لوحظ كم هائل من الدرجات البخارية التى لا تحمل لوحات معدنية  وعلى كل دراجة أربع شباب    بسرعات جنونية يصاحبها هرج ومرج ذهابا وإيابا وهذه ظاهرة خطيرة جدا فى  قلقلة الامن العام للمواطنين الاقباط  تمهيدا الى عمليات إرهابية جديدة فى هذا نتساءل أين شرطة المرور ورجال المباحث وهذا يكنى على عدم وجود ضبط وربط وعدم ممارسة الجهات الأمنية بدورها الفعال

وهذه الإعمال الإرهابية الحالية أعطت مناخ ملائم وفرصة جيدة لتصفية  بعض الحسابات القديمة بين بعض العائلات من مسلمين وأقباط كما حدث فى قرية العركى بفرشوط يوم الاثنين الموافق 23 /11 /2009 ومن الملاحظ أن الهجوم على بعض الأسر القبطية مستمرا بتعدي عليهم  بالضرب المبرح ينتج عن ذلك إصابات وكدمات وعند أبلاغ الشرطة عن الواقعة تقوم الشرطة بالضغط على الطرف القبطي بالتوقيع على الصلح  مع تهديدهم  بالاعتقال  فى حالة عدم التوقيع على الصلح علما بأنة يوجد بعض الأفراد من الاقباط محتجزين رغم إنهم شاكين ومتضررين على الرغم بان مركز الشرطة لم يحرر لهم محاضر رسمية إنما عمل مذكرة فى دفتر أحوال مركز فرشوط فقط وتم أخلاء طرف للمحتجزين فى قرية العركى ليلة العيد الموافق 26 /11/2009 الساعة الحادية عشرة والنصف مساءا

وقد نما الى علمنا أن هذه العمليات الإرهابية الدموية كان مخطط لها فى جميع مساجد مدينة فرشوط والدليل على ذلك أن يوم الجمعة الموافق 20 /11/ 2009 تمت صلاة الجمعة بدون مكبرات صوت خارجية مستخدمين سماعات داخل المساجد وذلك لتدبير العمليات الإرهابية  وتنسيقها بخطة محكمة حيث أن عند تنفيذ المخطط الارهابى الدموي على المناطق المنكوبة

تم فى هذه المناطق المنكوبة فى لحظة واحدة وهذا يكنى على أن التخطيط الارهابى الراعي الرسمي له من تدبير رجال المعاهد الأزهرية والذين تولوا أقامة الصلاة والخطب  التى تثير مشاعر المسلمين

ويناشد اقباط مدينة فرشوط وضواحيها  فخـــامة الرئـــيس مبـــــارك مرعاه أن المتضريين بفرشوط وضواحيها عليهم التزامات مالية وقروض بنكية والتزامات مالية أخرى بعد تدمير محلاتهم ومحتويات مساكنهم واحتجازهم  داخل منازلهم فى هلع ورعب ولا يوجد لديهم مصادر رزق غير ما يعيشون فيه من حالات نفسية ومرضية

يطالبون فخامتكم بتشكيل لجان عادلة من القيادات التنفيذية والشعبية والمحلية لتقدير الخسائر الفعلية للمتضررين فى الاحداث الاخيرة وبناء على تقديرات اللجان تصرف التعويضات اللازمة فى اقرب وقت لكي يمارسوا أعمالهم وتفتح مصادر رزقهم حيث أن الاقباط مصريين  ليس لهم إلا الله وسيادتكم

رأفت سمير

0102598934

rafatsamir@hotmail.com

ezaat_samer@yahoo.com