قلما تجد مسئولا مصرياً يجتمع الناس على حبه وتقديره وقد كان المحافظ النزيه الشجاع اللواء محمد عبد السلام المحجوب واحداً من هؤلاء الرجال الحقيقين الذى أجمع عليهم المصريين ، فليس أبناء الاسكندرية فقط هم من احبوه بل أيضا كل المصريين الذين حضورا للأسكندرية فى فترة إدارته خلال الاجازات الصيفية أنبهروا بما انجزه وتمنوا لو تمتلك بلدانهم محافظا عبقريا ، شريفاً ، مصلحاً ، مهموماً بالناس ونظيف اليد مثله ، بل ربما تمنوا للرجل منصباً أكبر يستطيع فيه ان يدفع مصر كلها للامام .. وهو ما أطاح غالبا به من محافظة الإسكندرية ليودع وزارة الإدارة المحلية فى ترقية ظاهرية هدفها إبعاده عن العمل الجماهيرى لكى لا يزيد إلتفاف الناس حوله .
وهو نفس السبب الذى أتى بسببه إلى الإسكندرية خليفته اللواء عادل لبيب الذى سار على خط المحجوب بأستيكة !! فعلاً لا مجازاً
فالأرصفة التى صنعها المحجوب قام بتكسيراها وإقتلاعها من الارض وهى مازالت جديدة صلبة يعانى العمال من اجل تكسيرها او حتى خلخلتها من مكانها مما أثار جنون الناس حتى تندر السكندريون عليه بانه ( معموله عمل مدفون تحت رصيف إسكندرانى ) لذلك يقوم بتكسير كل الأرصفة مهما كانت حالتها ممتازة للعثور عليه !!
فشوه شوارع المدينة كلها دفعة واحدة واخرج أمعائها وحولها إلى كومة كبيرة من الركام مثلما فعلها من قبل فى شوارع مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة التى دمرها وخربها ثم إنصرف منها محافظاً للإسكندرية دون أن يصلح شيئاً مما أفسده ودون أن يجد خليفته موارد تكفى لإصلاح أياً منها !! ، أما الاشجار الخضراء الجميلة والزهور المتفتحة البديعة التى زرعها المحجوب ، قام سيادته بإقتلاعها وزرع بدلاً منها نباتات صبار قزمة بشعة الشكل!!!
وإنهارت خدمات النظافة لتعود شوراع المدينة الجانبية قذرة كما كانت رغم وجود نفس الشركات الاجنبية !!
أما مدخل المدينة ( طريق قناة السويس ) الذى جعله المحجوب قطعة من البهجة تعطى لزوار المدينة الجميلة فكرة بسيطة عما سيشاهدوه داخلها من جمال ، دمره سيادة المحافظ الجديد بالكامل واعلن انه سيعيده اجمل مما كان فصمت الناس مغلوباً على امرهم منتظرين الأمل القادم وسرعان ما أتت الصدمة عندما كشف المحافظ عن إبداعاته التى هى بابسط وصف تشويه وإعادة لعقارب الساعة للوراء وكان ابدع ما فيها هو ( سيراميك الحمامات )!!! الذى كسى به جدران النفق المؤدى لمدخل المدينة والذى قام بنزعه بعد ان اتى عليه الهجوم جارفاً من فنانى ومعمارى المدينة الذي جملوها فى السابق ، والزائر لعروس المتوسط يصيبه التقزز والحسرة من منظر المدخل الاسمنتى القبيح الذى مازال عارياً يحمل أثار البلاطات المنزوعة !!
أما ما فعله بعامة السكندريين فكان أفدح وابشع فقد قام بمنتهى الهمة بهدم آلاف الوحدات السكنية الجديدة التى هى حصيلة شقاء البسطاء ، فبحجة إزالة المخالفات قام بتسوية عقارات كاملة بالأرض وازالة أدوار كاملة من عمارات اخرى كثيرة ، فخسر كل الشباب الذين اشتروا شققاً وقاموا بتشطيبها تحويشة العمر فقد رأوا المحافظ يأتى بمنتهى البساطة ليقتل حلمهم البسيط فى الزواج والإستقرار ، وكانت فعلته هذه السبب الأكبر فى الكراهية الشعبية العاتية ضده ، فبالإضافة للخسارة المباشرة لهؤلاء المساكين تسبب سيادته فى إرتفاع أثمان العقارات والشقق بشكل جنونى بلغ أكثرمن الضعف خلال عام واحد ، فأصبح شراء شقة صغيرة فى منطقة عشوائية بلا خدمات هو حلم بعيد المنال …
وكما كان المحجوب الذى لقبه الناس بالمحبوب رجلاً إستثنائيا فى كل شئ ، فقد كان ايضاً عادلاً مع الأقباط فإستمع لشكواهم المريرة من منعهم من ترميم كنائسهم أو تجديدها وإستجاب لهم وأفرج عن كل طلبات الترميم وإعادة البناء لكنائس الإسكندرية التى تراكمت عبر اكثر من عشرين عامً فى الدهاليز الإدارية بعد ان عطلها المحافظين المتعصبين السابقين له تاركين الاقباط مهددين يعانون من الصلاة فى كنائس ضيقة متهالكة تحتاج للترميم قد تسقط فوق رؤسهم فى اى لحظة ، وقد زاره قداسة البابا شنودة الثالث فى مكتبه ليقدم له الشكر على كل ما يقدمه لشعب إلإسكندرية بكل طوائفهم ، بل واختاره قداسته كحكم عدل فى الكثير من المنازعات والقضايا المعلقة بين الحكومة والكنيسة ، وحتى عند عودة قداسته من رحلته العلاجية الاخيرة كان المحجوب هو مندوب الرئيس لإستقبال البابا الذى قال عنه : أننا عشنا اجمل ايامنا فى الإسكندرية فى عهد المحجوب المحبوب.
وعلى الرغم من ان المحجوب أنهى خدمته فى الإسكندرية بذكرى مؤلمة فى نفوس الاقباط عندما اعلن أن الهجمات الإرهابية المتزامنة على أربعة من الكنائس منذ عدة أعوام والتى اسفرت عن مقتل شخص وإصابة عدة اشخاص آخرين قد قام بها جميعأ شخص واحد وصفه ( بالمختل عقلياً ) وما سببه ذلك للأقباط من ألم وشعور بالقهر إلا أنهم حتى الآن لم ينسوا له عطائه للمدينة وعدالته معهم طول سنوات خدمته ، ومازالوا يذكرونه بالخير .
لذلك كان من الطبيعى أن يكون سلوك خليفته على عكسه تماما فى هذا الجانب أيضا ، فقد إستهل اللواء عادل لبيب عهده بإقفال كنيسة فى الرأس السوداء شرق الإسكندرية ، وهدم مبنى خدمات تابع لكنيسة فى منطقة أخرى غربها وها هو يكمل مسيرته فى التخريب ومحاربة الأقباط فقد قام منذ ايام بهدم مبنى للخدمات الإجتماعية يشمل ملجأ للأيتام ودار للمسنين غرب المدينة تابع لكنيسة القديس أبو سيفين على الرغم من حصول المبنى على ترخيص للبناء وتكلفته التى تبلغ الملايين من الجنيهات التى تم جمعها جنيه فوق جنيه من المتبرعين للايتام.
سيادة المحافظ لن أحدثك عن القانون فانا واثق أنك تعرفه ، كما تعرف تمام المعرفة ان المبنى مرخص من حى العامرية برقم 11569 لسنة 2007 لكنى سأخاطبك كإنسان :
سيادة المحافظ كما اجمع السكندريين على حب سلفك واسموه بالمحبوب ، فقد اجمعوا للأسف أيضا على كراهيتك واسموك بالمكروه ، تلك الكراهية التى تؤكد كل أفعالك وقراراتك أنك جدير بها …
كيف تجرأت على إتخاذ قرارالهدم وأنت تعرف أن المبنى هو دار للأيتام !!
هل صعب عليك أن يحصل الأيتام على بيت يأويبهم وسقف يظللهم !!
حتى الأيتام يا سيادة اللواء لم ترحمهم ، أما يكفيهم قسوة الدهر حتى تزيد شقائهم ؟؟
ألم تسمع يوماً بالآية القرآنية :
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ
[سورة الضحى:9-10]
سيادة اللواء لا تقهر اليتيم ..
حرام عليك ..
Filed under: هموم المواطنة | Tagged: كنيسة،كنائس،محليات،مسلمين،مصر،مصريين،هدم،أقباط،إرهاب الدولة،إسكندرية،إضطهاد،الإسكندرية،تخريب،حكومة،حزب وطنى،دار أيتام،عقاب | 1 Comment »