نفرتيتى تتحدث..


انفراد … حوار مع الأسرة المصرية الوحيدة التي مازالت تتحدث باللغة القبطية داخل مصر

تعتبر اللغة القبطية من اللغات المندثرة، فلا وجود لها في الحياة العامة، ويقتصر وجودها فقط علي الجامعات الأوروبية والمؤسسات الأكاديمية، إلا أن مصر: منبت هذه اللغة، مازال بها بعض الأشخاص الذين يتحدثون بهذه اللغة، إنها الأسرة الوحيدة في مصر التي توارثت هذه اللغة جيلاً بعد جيل، ومازالت تستخدمها كلغة حوار في محيطهم الشخصي. علما بأن العامية المصرية احتفظت بكلمات كثيرة من اللغة القبطية مازالت دارجة حتى الآن، ورغم الانطباع الذي يلوح للبعض من الوهلة الأولى بأنها لغة دينية، إلا أن تيتي موريس عبد المسيح ربة الأسرة الوحيدة المتحدثة بالقبطية والتي تعيش هي وأبناؤها في الإسكندرية نفت ذلك في حوارها معنا الذي كشفت فيه عن مدى عشقهم لهذه اللغة، وأسباب استعمالهم لها حتى الآن، وسألناها في البداية.

* هل اللغة القبطية لغة دينية أي مقتصر على “المسيحيين” فقط؟

اللغة القبطية هي اللغة المصرية القديمة “الهيروغليفية” ونظرا لأن اللغة المصرية القديمة كانت تكتب بالرسومات فمثلاً حرف “أ” أو a أو”آلفا” كان يكتب أو يرسم على شكل طائر واختصرت الصور بعد ذلك إلى ” a ” في اللغة القبطية مثلا فالتطور من المصرية القديمة إلى القبطية جاء نتيجة طبيعية بسبب التعقيدات التي كانت تقابل القدماء في التمثيل بالصور والكلمات. علما بأن القبطية لها لهجات فمنها “البحيري” أي ما يتكلمون به في وجه بحري أو اللهجة الصعيدية التي يتكلمون بها في وجه قبلي لكن في المضمون هي لغة واحدة ومعانيها واحدة .

* لماذا قررت تعلم اللغة القبطية واستخدامها في الحياة اليومية؟

عندما قل عدد المتكلمين باللغة القبطية عبر العصور واقتصر استعمالها علي الكنيسة من خلال الصلوات والألحان كان من الواجب أن يفكر المصريون في عمليات إحياء لهذه اللغة جنباً إلى جنب مع اللغة العربية فمثلاً في بلاد ما بين النهرين يتكلمون اللغة العربية جنباً إلى جنب لغتهم الأم إن كانت الفارسية أو الكردية أو مثلاً أهل الشام الذين مازال بعضهم يتحدث اللغة الآرمية ..

فالدافع للنهوض باللغة القبطية كان هدفه المحافظة على التراث قبل أن يندثر ويموت هذا من جهة ومن جهة أخرى المحافظة علي القومية القبطية ” أي المصرية القديمة” فنحن كمصريين يجب علينا أن نحافظ على هويتنا المصرية ونحن ندعو جميع المصريين أن يتعلموا اللغة القبطية بل ويحاربوا من أجل النهوض بها مع الابقاء على اللغة العربية في المقام الأساسي الأول ولكن دون أن نتخلى عن لغة الفراعنة المصريين.

* من هم أول من فكروا في تعليم اللغة القبطية لأولادهم .. وكيف حدث ذلك؟

كانت حركات فردية للنهوض باللغة القبطية فمثلا من الشخصيات التي تكلمت باللغة القبطية عائلة اقلاديوس بك، وبيسنتي رزق الله وهو جدي من الأم وأبي العميد ” طيار” موريس عبد المسيح.

فبيسنتي رزق الله قام بتعليم جميع أهل بيته التحدث باللغة القبطية وكان يحفزهم فيجازيهم ماديا إذا تعلم أحد جملة جديدة قراءة وكتابة ونطقا من اللغة القبطية.

وبهذه الطريقة يرجع إليه الفضل في تكوين أول عائلة في الإسكندرية تتحدث اللغة القبطية.

* وكيف استمرت أسرتكم في الاحتفاظ باللغة القبطية؟

لقد شب الجيل الثاني: يتكلم اللغة القبطية بطلاقة ويفضل أن يكون المتقدم للزواج من العائلة “عائلة المتكلمين باللغة القبطية” يعرف اللغة القبطية أو يتعلمها قبل الدخول في هذه العائلة.

كما بدأوا في تسمية أطفالهم بأسماء مصرية قديمة مثل “تحتمس، هتاسو، سوته، تيتي، تاري، سيتي، نوفير، رانو” وقبل ذلك قام إقلاديوس بك لبيب في القاهرة بتعليم عائلته التحدث باللغة القبطية بنفس الطريقة فأصبح عدد المتكلمين للغة القبطية حوإلى 250 إلى 300 شخص ينحصرون في أربع عائلات الآن منهم من سافر إلى استراليا ا أو ألمانيا أو كندا أو أمريكا ومنهم من بقي في مصر.

* عندما قررت الارتباط هل كان زوجك أيضاً يتكلم اللغة القبطية؟

لا زوجي لم تكن عنده فكرة عن اللغة القبطية نهائيا فأتذكر عندما جاء زوجي لخطبتي وأول ما سمع هذا الشرط طلب أن يتعلم أول شئ الشتائم وكلمات الحب باللغة القبطية.

وسأل لو كان هناك اختبار لغة قبل الزواج في حين أنه الآن يتحدث اللغة القبطية بطلاقة كاللغة العربية تماماً.

* ما هي الطرق التي تتبعونها في تعليم أبنائكم اللغة القبطية؟

هناك طريقة تعلمتها من أبي فمن أجل أن نتعلم كلمة جديدة كان يكتب لنا الكلمة بالقبطي على ورقة ويضعها على الجدار أو على الباب حتى نتعلمها ولا ننساها وأثناء تواجدنا مع بعض في محيط الأسرة وبالمنزل نتحدث اللغة القبطية. كما أننا نتحدث مع أفراد العائلة خارج مصر عن طريق ” chat” باللغة القبطية حيث إننا نستخدم برنامجا قبطيا على الكمبيوتر.

* وما هي المواقف الطريفة التي تعرضت لها بسبب استخدامك للغة القبطية؟

من أطرف المواقف أني ذهبت ذات مرة لشراء الخضار وأنا أمام بائع الخضار كنت شاردة بعض الشئ فحدثتة بالقبطي الرجل نظر لي بستغراب وتركني ودخل المحل.

ومرة ثانية ابن خالتي ونحن في المدرسة كان في الأسبوع الأول من السنة الأولى الإبتدائية وكان يريد أن يذهب لقضاء حاجته وطلب من المدرسة ذلك بالقبطي المدرسة لم تفهمه وهو لم يدرك أن المدرسة لم تفهم ماذا يقول وكان موقفا صعبا جدا لأنه كان طفلاً ولم يستطع أن يتحمل.

كما اننا عندما نكون وسط مجموعة من الناس ويقوم أحد أولادي بعمل أي شئ سئ والدهم يوبخهم بالقبطي وهو مبتسم طبعاً لأن الناس لا تفهم ما يقول ولكن الأولاد يفهمون ويلتزمون الأدب.

أو مثلا عندما نكون في مكان به شخص غير مرغوب فيه نقول ” نايف نين” ” nanef an” ومعناها هذا الشخص ” مش كويس” .

* هل اسمك ” تيتي” له علاقة باللغة القبطية؟

تيتي هي نفرتيتي نفر بمعنى الحسن وتيتي بمعنى عطية ونفرتيتي معناها العطية الحسنة.

* هل يوجد كلمات نستخدمها في حياتنا اليومية قريبة من اللغة القبطية؟

توجد كلمات كثيرة جداً نستخدمها وخصوصا في الصعيد فمثلاً

أباي : أباه، علامة دهشة واستنكار وتستخدم في الصعيد

أبريم: ناضج وتقال علي البلح “التمر” بلح أبريم أي بلح ناضج

أجنة ” أشنه” : أي مطرقة أو جاكوش “شاكوش”

أديني الكتاب ده : فكلمة ديني أيضاً كلمة مصرية تعني أعطيني

أديني: من دي ناي وتعني أعطيني

أردب: مكيال للموازين الزراعية

افسيخي معناها سمك ونقولها فسيخ

أمبو قبطية ومعناها ماء ويقولها الطفل الصغير حتى الآن

أوبا ” أوباح” لتشجيع الاطفال وهي كلمة من أصل يوناني ومعناها أيتها القوة

أوباش تعني ” ناس ملهاش لازمة”

أيسون: معناها نعناع جبلي

باي تعني خوفي ..” يا باي” بمعني يا خوفي

بتاو: نوع شهير من الخبز بالصعيد مصنوع من الدرة”الذرة”

بح: من بوح أي وصل ، أو تم ويستخدمها الاطفال عندما ينتهون من الأكل

بخ معناها شيطان ” الباء أداة تعريف” إخ = شيطان

برش : فراش السجن

بشبش: يبلل وتستخدم في ربنا يبشبش الطوبة اللي تحت راسه أي يبلها لتصير حانية على الميت

بشكور: قبطية وهي آلة حديد لإخراج الرماد من الفرن

بصارة: فول مطبوخ

بعبع معناها عفريت ” لها أصل من اللهجة الصعيدية”

بلهم: تكلم في لا شئ ويقال بلهم في الكلام أي قال كلاما غير مفهوم

تابوت: صندوق يوضع به الميت

حمض: من حمج وهي السوائل غير القلوية مثل الليمونادة، أو عصير البرتقال أو الشاي

خنف”أخنف” : من خامنيفي ومعناها صعوبة التنفس، وتطلق على الصوت ذو الرنين الأنفي

دشيش : من ووش

دح: تقال للأطفال بمعني ضار أو وحش

سخم: أي مغشوش أو مزيف

شأشأ = الفجر شأشأ تعبر عن ضياء الشمس

شبشب: ومعناه حذاء يستخدم بالمنزل ” مانتوفلي”

شلشل: وهي طي الملابس على الرقبة في الحداد

شوشه: مقدمة الشعر

شونة: مكان للتخزين

صيت: شهرة

طمس- طمسه: تقال في ملوي بالمنيا وتقابل في المعني “قبر يلمك” وتعني الدفن روح أدفن- روح أطمس

طوريا: ألة زراعية خشبية ذات حديدة مائلة تستخدم في ضرب الأرض ويطلق عليها خطأ فأس

فاس: أداة زراعية وتعني بلطة- وهي من الخشب مثبت بها حديدة حادة بغير زاوية ذات نصلين لقطع الأشجار

فاشوش: تعني عريانه …. طلعت فاشوش

فالوط تعني حمار ….. عامل فيها فالوط

فط: معناها هرب

قوطة : طماطم

قويق: أم قويق طائر يشبه البومة

كاني وماني: عسل وسمنه

كح: سعال

كرشة: من كروش أي ضيق، ويقال عنده كرشة نفس أي ضيق تنفس

كيك: كعك

لاكاك: تعني كتير الكلام

لبشة قصب: مجموعة عيدان ” تقال في الريف ” معناها حزمة ودايما نقول لبشة قصب

لكلك: اختلط

مدمس: وتقال علي الفول المدمس أي أنه مدفون

ميت: طريق وتستخدم في مثل ميت غمر وميت رهينة

ننوسة: عروسة لعبة

نونا، نونو: صغيرة

هللوس: وهي تعني نسيج العنكبوت ” تستخدم هذه الكلمة في الصعيد”

واح: واحة والكلمة أصلها قبطي “مكان منخفض”

يوحا: ومعناها قمر ومنها وحوي يا وحوي أيوحا.

* هل هناك تأثيرات جذرية من اللغة القبطية على اللغة العربية الدارجة في الشارع المصري؟

بالطبع هناك الكثير من التأثيرات، فنحن كمصريين مازلنا نستخدم الكثير من قواعد اللغة القبطية دون أن نشعر، فمثلا يختفي حرف الثاء “ث” من العامية المصرية ويتحول إلى تاء وذلك لعدم تواجده في القبطية مثل الكلمات الاتية هي كلها بالثاء وتحولت إلى اتنين، تلاتة، تمانية، تعلب، يتمر، تعبان، توم، تلج، تمن، حرت، كتير، تور.

كما يختفي حرف الذال “ذ” وحرف الظاء”ظ” ويحل محلهما حرف الدال”د” والضاد”ض” وذلك لعدم وجود تلك الحروف القبطية مثل ضهر، دبانة، ديب، داب، أدان، دبح، داق، ديل، أخد، ودن، “أذن” جدر، دره، دراع، دقن، دكر، دهب، ندر، عدرا.

كما تختفي بعض الهمزات أو تتحول إلى حرف “ي” وذلك لقلتها في القبطية مثلها في دايم، عدرا، قضا، عبايه، ملاية، حداية، امرا”أمراء، أجرا، جدايل، قوايم.

تتحول النون إلى ميم اذا جاء بعدها مباشرة حرف من الحروف الشفاهية “ب،م” وهذه قاعدة قبطية في تصريف أدوات النعت ، والإضافة والمفعول به.

مثلا : امبوبه” انبوبه” ، كرمب”كرنب”، أمبطح”أنبطح”، أمبا” أنبا” ، الامبياء”الانبياء” ، توجد أداة أمر مستقاه من القبطية وهي ” ماء التي تأتي قبل الفعل المبدوء بحرف “ت” وهي غير موجودة في اللغة العربية وأضيفت عليها في العامية المصرية مثلا ما تيجي ، ماتاكلوا، ماتقوم، ماتعدي، ماتشربي.

وفي بعض مناطق صعيد مصر تتحول السين إلى شين او العكس “الشمس”= السمس، شجرة= سجرة، مرسيس= مرشيدش.

وهذا لأن حرف السين والشين كانا يتبدلان ما بين الصعيدية والبحيرية في اللهجات القبطية في صعيد مصر توجد بعض المناطق التي تنطق الجيم دال ” جرجا = دردا “، وهذا من تأثير بعض اللهجات القبطية.

لوتس كيوان

نقلا عن موقع التجمع القبطى الأميركى

4 تعليقات

  1. مع رجوع الاقباط للقطاع الخاص وعدم تشغيلهم بالحكومة ستعود اللغة القبطية بقوة للحياة ولكن يجب الاهتمام بها اكثر من الجهات الكنسية

  2. طبعا شيىء جميل ان نتكلم بلغتنا الجميله العربيه
    ولكن لازم نحاول نعرف تراثنا اللغوي القديم
    ديما

  3. افدتينا بجد ويريت تعملى كتاب او موقع تكتبى فيه الحروف الهيلوغريفية او القبطية والكلمات او الافعال والقواعد التى تسير عليها اللغة والجمل وتعملليلها عنوان مثلا تعلم الهيلوغرافية بدون معلم وبم انها لغتنا القديمه ونحن نتكلم الكثير منها دون ان نعرفها فسوف تلقى اقبالا كبيرا عليها من المصريين وغيرهم ايضا من الاجانب وبهاذا تكونى اسديت خدمه كبيره بانك عرفت المصريين لفتهم القديمه وانقذتى اللغه الهيلوغريفية من الانقراض

أضف تعليق