مازالت التعديات على ممتلكات الاقباط مستمرة بضواحى فرشوط
مرت الأعمال الطائفية يوم الموافق الاثنين 23/11/2009 فى قرية العركى تجمهر مجموعة كبيرة من الشباب المسلمين ملثمين الوجه لعدم التعرف عليهم وكانوا يرددون الهتافات الله واكبر الله واكبر وكسر باب المنزل / ممدوح لوكاس مغاريوس وهو مسافر فى دولة الكويت وعند اقتحام المنزل وجدوا أخته الأرملة / رجاء لوكاس وأمها ومرات أخوها وأولادها الصغار فى التعلم الابتدائي وشرعوا فى ضرب الأطفال ولكن الأم توسلت إليهم وقبلت أيدهم أن يتركوا أولادها ودخلوا واخذوا تليفزيونملون 20 بوصة و بتوجاز 4 شعلة وغسالة ثم دخلوا غرف النوم وسلبوا جميع محتويات غرف النوم من ملابس وبطاطين وأشياء أخرى ووضعوهم أما المنزل فى الشارع وتم حرق المحتويات بالكامل أمام الجيران وآهل البلد وذهب السيد / يوسف لوكاس اخو صاحب المنزل الى مركز فرشوط للإبلاغ عن هذه الواقعة ثم رفضوا عمل المحضر ألازم بحجة أن تلك البلاغات تقدم للنيابة بمحافظة قنا 000 أين الامن الأمان فى بلدنا مصر و رجال الامن فى غيبوبة ؟؟؟؟؟
اسمعي يا كل الدنيا على بلد النيل الى هووها عليل وسماها صافية والهواء دافئ وياما شبعنا من الشعرات وعجبي عليكى يا مصر مين يمسح دمعتك يا بلدي على أبويا واخويا وبنتي وولدي
أقول أسكندرية ولا الزاوية الحمرة ولا العياط وفينك يابنى سويف وشهداء الكشح والعديسات وأسنا ويا المنيا ودير ابوفانا وملوى وحبايبنا فى ديروط
وشوفوا اليوم فرشوط بعد التدمير والنهب والسلب يموتوا خاف الابواب من الجوع والعطش والرعب والهلع وفى النهاية الحكاية حتطلع عملوها شوية عيال مجهولين الهوية يا سيادة وزيـــــــر الداخلية والأمن مستتب والكل تحت السيطرة والأقباط مبسوطين و فرحانين وكلين و شربين مع حبيبهم المسلمين وكالعادة ستبدأ مساطب الصلح والضحك
مازالت النار مشتعلة و تتوالى الاحداث الدموية وسوف نوافيكم بتفاصيلها مجددا
بوادر فتنة طائفية فى قرية العركى — فرشوط
فى تمام الساعة التاسعة مساءا اليوم 23/11/2009
مشاجرات بين اقباط ومسلمين قرية العركى بشارع السنترال تبعد عن فرشوط 10 كيلو
وبداء ت المشاجرات بينهم وألان يتجمع أعداد كبيرة من المسلمين أمام منازل الاقباط وهجموا على الاقباط بالعصي والشوم
وقاموا بحرق منزل بشارع خور أبو عايد العركى السيد / ممدوح لوكاس مقاريوس.
إضراب عام من تجار مدينة فرشوط للتضامن مع المتضررين
نتيجة الى العمليات الإرهابية الدموية المتكررة بالسلب والنهب والحرق
لممتلكات الاقباط لمدينة فرشوط والكوم الأحمر و الشقيفى
وأبو شوشة العركى وكان العمل المساعد لهذه الأعمال المشينة بالأقباط هو التراخى الامنى الواضح نتج عن ذلك الاتى ؛-
أولا – اضراب التجار المتضررين وغير المتضررين
ثانيا – الصيدليات
ثالثا – تجار المصوغات الذهبية والفضية
وهذا الإضراب الذي صدر بالفعل مستمرا الى أن يراعى الاتى : –
1 – تحرك فعلى للجهات التنفيذية والسياسية والشعبية والقضائية فى إرسال لجان تقصى
الحقائق لحصر المتضريين فى الاحداث الطائفية بمركز نجع حمادى
2 – القبض على الجناة الحقيقيين والمحرضين الفعلين الذين يعملوا جاهدين على
إشعال نار الفتنة وتقديمهم الى قضاء عادل
3 – على السيد / معالي وزيـــر الداخلية إصدار أوامره الى الجهات الأمنية لعمل محاضر رسمية فعلية ومعاملة المتضريين معاملة انسانية مع مرعاه حالتهم النفسية.
وسط هذا السيل من الحرق والعقاب الجماعى والتهجير للاقباط ومنعهم من الصلاة فى قرى الدلتا والصعيد خلال الأيام الماضية ، إستفزنى للغاية حديث الدكتور محمد عمارة الأخير فى برنامج العاشرة مساءاً بكل ما حفل به من عنصرية ومغالطات وكراهية ، فالرجل يحل دماء الأقباط وأعراضهم واموالهم ، أى أنه يحرض على قتل الأقباط وإختطاف وإغتصاب بناتهم ونهب وتخريب ممتلكاتهم ومصادر رزقهم معتبراً ذلك من ثوابت الفقه الإسلامى !!! ومع ذلك عندما يقوم فريق من المسلمين بتنفيذ تعاليمه (هو وأمثاله) من قتل وحرق وإغتصاب وسلب وتخريب يخرج علينا ليعلن ان الأسلام دين سماحة وان الكنيسة هى سبب ما يحدث للأقباط بتبنيها فى عصر البابا شنودة لمشروع مناهض للمسلمين !!! وانها تصفهم بالمحتلين !!!
حقيقى دبحنى وأشتكى وسبقنى وبكى ..
والسؤال الاول هل يعقل ان تقوم اقلية مضطهدة تاريخياً بمناهضة الأغلبية التى تضطهدها !! وأين مظاهر مشروع المناهضة هذا ؟؟
أين هى المساجد التى أحرقها أو هدمها الأقباط ؟؟ أين المسلمين الذين قتلهم الأقباط ؟؟ أين المراهقات المسلمات اللواتى يختطفهم الأقباط ؟؟ ما هى المؤسسات القومية التى يسيطر عليها الاقباط ويمنعون دخول المسلمين لها ؟؟ ….إلخ.
والسؤال الأهم هل مطلوب من الكنيسة ان تنكر تاريخها المرير وتنكر معاناة شهدائنا واجدادنا الذين تحملوا كل مهانة ومرارة لكى نظل نحن أقباط ؟ وهل الكنيسة هى من تقول أن العرب محتلين أم يقولها كل كتب المؤرخين الأقباط عبر التاريخ ، بل حتى الكتاب المسلمين الذين أرخوا للدول الاسلامية المختلفة المتعاقبة فى مصر من عرب وامويين وعباسيين ومماليك شهدوا بذلك ،على الرغم من روايتهم للاحداث من وجهة نظر المحتل الذى يحتقر الأقباط أصحاب البلاد ويتفاخر بالفظائع التى انزلها بهم بإعتبارها (جهاد فى سبيل الله) …
الحقيقة أن الأقباط كانوا دوماً منذ إحتلال بلادهم من العرب ضحية للعنف والإرهاب والمذابح الجماعية وهدم وحرق الكنائس والتهجير الجماعى وإغتصاب النساء (حتى الراهبات فى أديرتهن) وهذه كلها لم تكن مرتبطة يوماً بسلوك الأقباط او قادتهم أو رجال دينهم فى أى عصر من العصور ، بل كانت مدفوعة دوماً بالجشع الإحتلالى والفقه الإستحلالى الذى مازال الدكتور عمارة يدعو له .
وخلال هذا الإحتلال الدموى الطويل تحول الأقباط من أصحاب البلاد إلى أقلية من الدرجة العاشرة أشبه بطبقة المنبوذين فى الهند. وتم تجريم اللغة القبطية وفرض اللغة العربية.
كما تم تدمير التراث الثقافى والمعرفى المصرى منذ العصور الفرعونية حتى القرن السادس الميلادى ، وإنحدرت مصر من دولة متقدمة هندسياً وعلمياً وإنسانياً إلى ما نعيشه اليوم ، وهو أكثر مرارة من أى وصف ..
لكن مع قدوم القائد العظيم محمد على -الألبانى الاصل- أشرق فجر جديد بعد قرون الظلام فتأسست دولة مصر وبدأ محمد على فى بنائها كدولة عصرية مستقلة بل كدولة كبرى ، ولم يتعامل معها كمجرد مستعمرة ، وأقر ما يمكننا تسميته بمبادىء المواطنة المصرية فبدأ نوع من العدالة يسرى فى الجسد المصرى نحو الاقباط اصحاب البلاد الاصلاء ، وتم ذلك بشكل تدريجى عبر سنوات حكم عائلة محمد على فأصبح الاقباط مواطنين بعد ان كانوا مُحتلين وحصلوا على بعض حقوقهم المدنية والدينية ، فتم رفع الجزية عنهم ودخلوا الجيش لأول مرة منذ إحتلال العرب لمصر بعدما أصبحوا مواطنين وليسوا شعب تحت الإحتلال يخشى المحتل أن يدخله الجيش ويدربه على حمل السلاح فيقوم بتحرير بلده .
لكن بنهاية حكم أسرة محمد على بالإنقلاب العسكرى فى يوليو 1952 وإنهيار المشروع الحضاري الذى صنع مصر الحديثة التى نعرفها ، بدأت هذه العدالة فى التأكل على يد رجال الإنقلاب الذين كان معظمهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وكان اهم معالم هذا التأكل تأميم الممتلكات القبطية من مصانع وأراضى زراعية وشركات ومتاجر، ففقد الأقباط بذلك واحد من أهم أدواتهم التى مكنتهم من البقاء على دينهم طيلة قرون وهو المال .
كما تم حل الأحزاب وإنهاء الحياة السياسية الديمقراطية ففقد الاقباط بذلك تمثيلهم السياسى ومشاركتهم فى الحكم ، وتم البدء فى اسلمة التعليم ، وحقيقة الامر أن قرارات التأميم وحل الأحزاب لم تكن موجهة للأقباط بشكل رئيسى لكنها اضعفتهم وجهزتهم لسكاكين المشروع الإسلامى.
ولم يبطئ هذا التدمير للهوية المصرية فى عهد جمال عبد الناصر إلا تصادمه مع الإخوان عندما أرادوا إغتياله والإنفراد بالسلطة بعدما احسوا ان نصيبهم من كعكتها لم يعد يكفيهم، فقمعهم ووضعهم فى المعتقلات ، وعقب رحيله فى بداية السبعينات إختارت المجموعة الناصرية الحاكمة أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة وهو الضابط انور السادات ليصبح خليفة لعبد الناصر ، وقد كان مؤهله الوحيد لهذا الإختيار ما عرف عنه من إنعدام للشخصية والرأى (كان داهية واجاد إخفاء حقيقته كإنقلابى عريق) فقد أرادوا رئيساً إسمياً عاجزاً عن فعل أى شئ بمفرده ، لتبقى السلطة الحقيقية فى أيديهم ، كما كان موقف السادات فى الشارع ضعيفاً للغاية فرغم كونه نائب للرئيس إلا انه كان بلا اى شعبية او بصمة مع الناس على عكس آخرين من اعضاء المجلس مثل عبد الحكيم عامر ، جمال سالم وأخيه صلاح سالم ، زكريا محيي الدين وعبد اللطيف البغدادى، فقد كان دائما فى موضع المقارنة مع سلفه الزعيم الكاريزمى الهائل الذى أحدث رحيله شعور شعبى عميق باليتم برغم كونه رحل مهزوماً.
يضاف لذلك قوة التيارت الإشتراكية والناصرية فى الشارع والجامعات والتى كانت كالحائط الصلب فى مواجهة كل مشاريعه وافكاره، لذلك لم يجد السادات حلاً لإقرار نفوذه كرئيس إلا الإنقلاب على رجال الإنقلاب !! والإطاحة بهم – عسكريين ومدنيين- فيما أسماه “ثورة التصحيح” فى مايو 1971 ، كذلك عاد للتحالف مع الإخوان المسلمين (جماعته القديمة) كحليف فى الشارع ، فأخرجهم من السجون وأمدهم بالمال والسلاح والدعم المطلق ليقوموا بضرب اليسار والشيوعيين وساعدهم على إحتكار المعارضة ، مع الحفاظ على الكرسى الرئاسى كخط احمر أمامهم ، وفى مقابل ذلك أن تركهم يتوغلون فى الشارع وينفذوا اجندتهم الأصلية فى إضطهاد الأقباط ومضايقتهم والتضييق عليهم بكل وسيلة ومنعهم من بناء كنائسهم واسلمتهم ومهاجمة عقيدتهم ، فى ظل تغاضى تام عما يفعلون وتقاعس كامل عن الدفاع عن الأقلية القبطية المغلوب على أمرها.
وبدأ عصر كامل من أسلمة كل مظاهر الحياة العامة وسميت هذه الفترة “الصحوة الإسلامية”.
وبحثاً عن شرعية جديدة بخلاف الشرعية الثورية والكاريزمية التى تمتع بها عبد الناصر ، إختار السادات أن يصطك لنفسه شرعية دينية فأسمى نفسه الرئيس المؤمن !!! وأصر على كتابة اسمه “محمد أنور السادات ” بعد ان كان معروفاً خلال الثورة بإسم “أنور السادات” فقط ، وعدل الدستور لتصبح مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع بعد أن كانت مجرد مصدر، وسعى لإقرار قانون حد الردة !!وبدأ سياسة التجفيف من المنبع فى إغلاق الكليات العسكرية و النيابات وسلك التدريس الجامعى والسلك الدبلوماسى فى وجه الاقباط . وانهى حياته بقرار عزل البابا شنودة وتحديد اقامته ؟؟
والعجيب انه قتل بيد حلفائه الإسلاميين الذين أطلق ايديهم لقتل الأقباط وتحويل حياتهم لجحيم !!
إنه الدرس المتكرر، فهذه هى عاقبة من يضع يديه فى يد الإسلاميين.
وقد أرادت مشيئة الله أن يكون قداسة البابا شنودة الثالث هو البطريرك المعاصر لكل هذا الغليان السياسى الذى دفع ثمنه الأقباط وهم بلا حول ولا قوة ، والبابا شنودة إمتداد للمشروع الإصلاحى الكنسى الذى بدأ مع البابا كيرلس الرابع (الملقب بأبو الإصلاح)، وهو مشروع دينى وليس سياسى ، لكنه لم يستطيع أن يقف صمتاً فى مواجهة الحرق المتكرر للكنائس ، وقتل الكهنة واالشعب ومنع بناء الكنائس ، وضرب الطلبة الاقباط فى المدن الجامعية فى ليالى الامتحانات على يد الاخوان ، وإقرار قوانين الردة التى تسعى لإعدام ضحايا الاسلمة إذا حاولوا العودة للمسيحية كذلك تعاقب بالإعدام من يحاول مساعدتهم على العودة ، مع ما مثله ذلك القانون من تغطية قانونية للإخوان وباقى الجماعات الإسلامية والجمعيات الشرعية التى إعتادت إصطياد المراهقات والفقراء والعاطلين من الاقباط لأسلمتهم.
وتكلم البابا صارخاً بهموم شعبه ، وهذا هو سبب كراهية الإسلاميين العارمة له ، فأكثر ما يزعج الجانى صراخ الضحية ، لأنه يفضحه.
وفى كثير من الأحيان لا يجد البابا كلامه مجديأ ، فيضطر للإنسحاب والصمت ، أو الإعتزال فى الدير وهو واحد من أرقى وسائل الإحتجاج السلمى الهادئ فى مواجهة تجبر وصخب الظالمين.
وصدقت يا أبى عندما قلت يومأ :
إن الله يدرك صمتنا ومعانيه ، ويعلم عمق ما نعانيه …